الجمعة 19 أبريل / أبريل 2024

المهاجرون في ليبيا.. "الهروب الكبير" يسلط الأضواء على أوضاعهم المأساوية

المهاجرون في ليبيا.. "الهروب الكبير" يسلط الأضواء على أوضاعهم المأساوية

Changed

مطالبات للدولة الليبية بتوفير الحماية للمهاجرين غير النظاميين (غيتي)
مطالبات للدولة الليبية بتوفير الحماية للمهاجرين غير النظاميين (غيتي)
أعلنت وزارة الداخلية الليبية عن مقتل مهاجر واحد على الأقل في أكبر عملية هروب للمهاجرين غير النظاميين من مركز احتجاز فيما الأمم المتحدة تتحدث عن 6 قتلى منهم.

تحدثت وزارة الداخلية الليبية، اليوم السبت، عن مقتل مهاجر واحد على الأقل وإصابة آخرين في أكبر عملية فرار جماعية للمهاجرين غير النظامين من مركز للإيواء في منطقة "غوط الشعال" بالعاصمة الليبية طرابلس.

وقالت الوزارة في بيان: إنّ "ما حدث أمس الجمعة في مركز التجميع والعودة من تدافع وهروب المئات من المحتجزين تسبب في مقتل مهاجر غير شرعي وإصابة عدد آخر من المهاجرين، بالإضافة إلى عدد من رجال الشرطة".

وأفادت بأن "حالة من الفوضى والهلع أصابت سكان المنطقة (مع التدافع والهروب)، ما استدعى تدخل الشرطة وتمت العملية بمهنية وبدون استخدام القوة المفرطة"، داعية في الوقت ذاته "المنظمات الدولية للمساعدة في عملية العودة الطوعية والترحيل في أسرع وقت" للمهاجرين غير النظاميين.

وتعد ليبيا نقطة انطلاق رئيسة للمهاجرين غير النظاميين الفارين من الحرب والفقر في إفريقيا والشرق الأوسط، الراغبين في الانتقال إلى أوروبا.

احتجاز المهاجرين في "ظروف رهيبة"

وجاء بيان وزارة الداخلية الليبية بعد تصريحات لمدير المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا فيديريكو سودا تحدث فيها عن مقتل 5 مهاجرين غير نظامين نتيجة لإطلاق نار داخل مركز احتجاز في طرابلس.

وقال سودا في تغريدة نشرها اليوم السبت: "إن الاستخدام المفرط للقوة والعنف الذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى الموت؛ هو أمر شائع في مراكز الاحتجاز الليبية"، داعيًا السلطات الليبية إلى إنهاء "الاحتجاز التعسفي واستئناف الرحلات الجوية للسماح للمهاجرين بمغادرة ليبيا".

وكان سودا قد ذكر أن حادث أمس الجمعة "وقع في مركز احتجاز "مكتظ" يضم نحو 3 آلاف مهاجر "في ظروف رهيبة"، بحسب وصفه.

وفر المئات من المهاجرين غير النظامين من مراكز الاحتجاز المكتظة، فيما نجحت قوات الأمن الليبية في احتجاز البعض منهم.

وتكررت الحملات الأمنية التي تلاحق المهاجرين وطالبي اللجوء وسط ارتفاع أعدادهم بصورة كبيرة، حيث يسعى هؤلاء إلى السفر لأوروبا أو البحث عن عمل في ليبيا.

وتحذر منظمات دولية من أن المهاجرين غير النظامين يواجهون "التعذيب والاعتداءات الجنسية" في مراكز احتجاز مزدحمة وغير صحية في ليبيا.

وضع مأساوي

من جانبها، ترى الناشطة في حقوق الإنسان مبروكة البسيركي في حديث إلى "العربي" من طرابلس، أن الوضع الليبي بالنسبة للمهاجرين يعد "مأساويًا" نظرًا لأعدادهم الهائلة ووجود مراكز احتجاز قليلة.

وتشير إلى وجود إهمال كبير بحق المهاجرين غير النظاميين من قبل المنظمة السامية التابعة للأمم المتحدة للاجئين، مؤكدة غياب كل أشكال الرعاية الصحية لهؤلاء الذين يصلون إلى ليبيا.

وألقت باللوم على المنظمة الأممية بـ"التقصير ومساعدة وتوفير الاحتياجات الضرورية" للمهاجرين غير النظامين.

"تجاوزات" في مراكز الإيواء

وتقول البسيركي في حديث إلى "العربي": إن ليبيا وفرت كل أشكال الرعاية لهؤلاء المهاجرين عبر توفير وثائق رسمية تسمح لهم بالعمل، لكن المشكلة تكمن في الذين لم يسجلوا رسميًا.

وتؤكد أن حادثة الفرار الجماعي للمهاجرين "كانت فوضوية وحصل فيها تجاوزات"، مشيرة في الوقت نفسه إلى سوء المعيشة داخل مراكز الإيواء والاحتجاز، بالإضافة إلى وجود "تقصير ليبي" في تلك المراكز.

وطالبت الناشطة، الدولة الليبية بتوفير وتقديم الحماية لهؤلاء المهاجرين، لكن "الدور الأكبر" على المفوضية السامية للاجئين، حسب قولها.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة