السبت 13 أبريل / أبريل 2024

طالبان تعود إلى الدوحة للقاء الأميركيين.. أيّ فرص للتعاون في أفغانستان؟

طالبان تعود إلى الدوحة للقاء الأميركيين.. أيّ فرص للتعاون في أفغانستان؟

Changed

تريد حركة طالبان وهي تفاوض الأميركيين ما يعينها على إقامة دولتها، انتزاع الاعتراف بشرعية الوجود وحيازة ما يكفي من أموال لتجنب الانهيار.

عادت حركة طالبان إلى العاصمة القطرية الدوحة للقاء الأميركيين وجهًا لوجه، علنًا ودون وسطاء، لا لبحث شأن الخصومة السابقة، ولكن لبحث فرص التعامل الممكنة، ما بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان.

في سياق هذا الحوار، تشدّد حركة طالبان على عدم زعزعة الاستقرار في أفغانستان ورفع الحظر المفروض على الأموال في البنك المركزي.

في المقابل يصرّ الأميركيون على التزام الحركة بكلّ بنود اتفاق الدوحة والحيلولة دون جعل الأراضي الأفغانية منصّة لتنفيذ هجمات ضدّ الولايات المتحدة مع الانفتاح على التعاون مع الحركة في ملف محاربة الإرهاب.

إزاء ذلك، تُطرَح العديد من علامات الاستفهام عمّا ستحققه جولة التفاوض المباشرة الأولى بين الطرفين، وعن شكل العلاقة بين الحركة وواشنطن وعن دوافع هذه العلاقة.

ماذا تريد طالبان من خصمها السابق؟

تريد طالبان وهي تفاوض الأميركيين ما يعينها على إقامة دولتها، انتزاع الاعتراف بشرعية الوجود وحيازة ما يكفي من أموال لتجنب الانهيار، وفق ما يردده قادة الحركة في أكثر من تصريح.

وتصرّ طالبان على أنها سلطة سياسية لا جماعة مقاتلة فقط، وتلحّ أيضًا على أن تمكَّن من كلّ مفاصل الدولة، والأهم من الأموال التي ما زال الأميركيون يمنعونها عنها.

ماذا يريد الأميركيون من طالبان؟

في المقابل، لا يرقب الجميع في واشنطن الحركة بعين واحدة. اختبر الأميركيون طالبان وهم يغادرون أفغانستان. هكذا خرج مسؤولو الإدارة الأميركية حينها يعترفون بتعاون مقاتلي طالبان لتأمين مطار كابل لقواتهم المنسحبة. لكن في نظر هؤلاء العسكريين، طالبان هي نفسها، لم تغيّر عقيدتها السياسية ولا سلوكها في الحكم بعد.

إلا أن الجدل الدائر في واشنطن قد يحسمه واقع الميدان في كابل، حيث لا توجد طالبان وحدها بل تنظيم الدولة أيضًا الذي يهدد استقرار السلطة الجديدة، ويملأ مساحات فارغة خلّفها انسحاب الأميركيين القلقين الآن.

صفحة جديدة في العلاقات

يرى مستشار مساعد وزير الدفاع الأميركي الأسبق هشام إسلام أنّ العلاقات ستبقى مستمرة إنما هناك تشكيلات تختلف.

ويشير إسلام، في حديث إلى "العربي"، من واشنطن، إلى أنّ الدور الذي ستلعبه دولة قطر سيكون من أهم الأدوار في هذه العلاقات.

ويعرب عن اعتقاده بأنّ ما يحققه لقاء الدوحة هو فتح صفحة جديدة في العلاقات لتغيير الأشخاص والمواضيع.

ويقلّل من شأن التغيير في تشكيلة الوفد الأميركي إلى مفاوضات الدوحة، موضحًا أنّه مرتبط بالتغيير في الإدارة الأميركية وانتقال الرئاسة من الجمهوريين إلى الديمقراطيين.

وإذ يعتبر أنّ التنبؤ بما يمكن أن يحصل في المستقبل أمر صعب، يعرب عن اعتقاده بأنّ التركيز الأميركي يبقى منصبًّا على الأمن القومي الأميركي بالدرجة الأولى، وكل ما يؤثر عليه بشكل أو بآخر.

نافذة جديدة ومباشرة تُفتَح

من جهته، يصف الكاتب الصحافي روح الله عمر اللقاءات المباشرة بين حركة طالبان والأميركيين بأنّها "نافذة جديدة كنّا نتمنى أن تُفتَح في الأسابيع الأولى من سقوط الحكومة وخروج القوات المحتلة من أفغانستان".

ويشير في حديث إلى "العربي"، من كابل، إلى أنّ هذا الأمر تأخّر فيما زاد الفقر في أفغانستان على وقع تجميد الأصول من جانب الولايات المتحدة.

ويلفت إلى أنّ طالبان تريد أن تلتقي مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية لكن لديها أولويات وهي تريد أن تعترف بها هذه الدول.

ويشدّد على أنّ طالبان تريد أن تقنع هذه الدول بأنّها ستفي بوعودها ولن تسمح لأحد باستخدام الأراضي الأفغانية ضد أحد.

ويؤكد أنّ كلّ المطالبات التي تقدّمها حركة طالبان هي "قانونية"، ولو لم تستجب لها الولايات المتحدة، وعلى رأسها المطالبة بعدم تدخل واشنطن في شؤون أفغانستان.

ويخلص إلى أنّه "لكلا الجهتين أولوية لكن الإيجابي أنّ نافذة مباشرة قد فتحت وهذا سيكون مؤثرًا في حلّ المشاكل بطريقة سهلة".

طالبان تريد أن "تضمن" الاعتراف بشرعيتها

أما الخبير في الجماعات الإسلامية محمد خير موسى فيرى أنّ هذه النافذة المباشرة ليست جديدة، بل هي استكمال للمفاوضات التي كانت جارية لأن هناك عددًا من الملفات لا تزال مفتوحة وطالبان تريد إغلاقها.

ويوضح خير موسى، في حديث إلى "العربي"، من إسطنبول، أنّ طالبان تريد من هذا اللقاء أن تضمن الاعتراف بشرعيتها من الأميركيين، معربًا عن اعتقاده بأنّ هذا الأمر لا يزال بعيد المنال.

ويلفت إلى أنّ طالبان تريد كذلك أن تضمن ما تسميه السيادة وذلك من خلال عدم تدخل الأميركيين، علمًا أنّها تنظر بعين الريبة إلى الانفجار الذي وقع في قندوز بيد تنظيم الدولة قبل يومين فقط من المفاوضات مع الأميركيين، وهي تشعر أنّ هذا التفجير هو جزء من التسخين قبل لقاء الدوحة من أجل فتح الملفات الاستخباراتية.

ويشير إلى أنّ طالبان تريد أيضًا الانتعاش الاقتصادي فهي تريد أن تعود لها أموالها المجمّدة إضافة إلى فتح باب المساعدات الذي أغلقته أميركا.

أما أميركا فتريد، وفق خير موسى، أن يكون لها منطقة نفوذ في أفغانستان وذلك بعد أن اتجهت طالبان باتجاه الصين، وتريد كذلك أن يكون لها حضور استخباراتي فاعل مع طالبان.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close