السبت 20 أبريل / أبريل 2024

مقبرة اليوسفية المقدسية في خطط الاحتلال.. حديقة توراتية على رفات المسلمين

مقبرة اليوسفية المقدسية في خطط الاحتلال.. حديقة توراتية على رفات المسلمين

Changed

تُعد مقبرة "اليوسفية" إحدى أبرز المقابر الإسلامية في القدس
تُعد مقبرة "اليوسفية" إحدى أبرز المقابر الإسلامية في القدس (غيتي)
بين الطمس والتخريب، يعمل الاحتلال ما استطاع على إزالة رفات من دُفنوا في مقبرة اليوسفية في القدس، في سياق مسعاه لتحويله إلى حديقة توراتية.

لم يكتفِ الاحتلال الإسرائيلي بطرد الأحياء من بيوتهم في فلسطين، بل يعمد إلى إخلاء الأموات من مقابرهم التي لم تسلم من مشروعاته التهويدية.

فعلى غرار ادعاءاته التي تفبرك تاريخًا مزعومًا للأحياء المقدسية، وتنفي حق الفلسطينيين بالإقامة المشروعة في بيوتهم بأحياء مثل سلوان والشيخ جراح، ينكر الاحتلال وجود أضرحة في مقبرة اليوسفية الملاصقة لسور القدس والواقعة على بعد أمتار من المسجد الأقصى.

وبين الطمس والتخريب، يعمل ما استطاع على إزالة رفات من دُفنوا في المكان، الذي يُسمى أيضًا بمقبرة باب الأسباط، في سياق مسعاه لتحويله إلى حديقة توراتية، تستقطب المستوطنين والسياح فوق عظام موتى المسلمين.

"ارقدوا بسلام"

قبل أيام، وعندما قلبت جرافات الاحتلال التراب فظهرت بقايا بشرية، تداعى المقدسيون الغاضبون لمنع الأعمال في المقبرة.

وفي المواجهات مع جنود الاحتلال سقط ثلاثة جرحى بينهم مسعف، كما اعتُقل اثنان آخران.

وفي أحد المقاطع المصوّرة التي تم تناقلها من داخل "اليوسفية"، ظهر رجل إسرائيلي منكبًا على جمع عظام الموتى في صندوق، فسأله أحد الفلسطينيين المعترضين مستهجنًا: "بدكم تاخدوا عظام البني آدمين؟".

في مقطع آخر، ظهرت امرأة فلسطينية باكية فوق أحد القبور. وأوضح التعليق أن الضريح يعود لأحد أبنائها، وأنها حضرت مسرعة لتفقده بعد علمها بقيام جرافات الاحتلال بأعمال تجريف.

وكتبت سمر وقد نشرت صورًا لرجال متراصين يؤدون صلاة الجنازة على الرفات التي نبشتها الجرافات قبل أن يعيدوا دفنها: "أرقدوا بسلام آمنين".

موقع تاريخي

وتُعد مقبرة "اليوسفية" إحدى أبرز المقابر الإسلامية في القدس؛ ومن بينها: مقبرة النبي داود، ومقبرة المجاهدين، ومقبرة مأمن الله، التي قامت آليات الاحتلال بأعمال تجريف داخلها لإقامة "متحف التسامح".

وتقع "اليوسفية" شمال مقبرة الرحمة، وبمحاذاة سور القدس الشرقي على مساحة تُقدّر بـ14 دونمًا، ويعود تاريخ إنشائها إلى العهد الأيوبي، وهي تضم حيّزًا للشهداء العرب الذين استشهدوا في حرب 1967.

وتشير بعض المصادر إلى أن التسمية جاءت نسبة إلى صلاح الدين الأيوبي، واسمه يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب الدُويني التكريتي".

وتنقل وكالة "الأنباء والمعلومات الفلسطينية" (وفا) عن الباحث في شؤون القدس فخري أبو ذياب قوله: "رغم أن هذا الموقع تاريخي، والمقبرة أرض وقفية لا يجوز تغيير واقعها، إلا أن الاحتلال يخالف القانون الدولي والمنظمات الدولية، لتكون المقبرة جزءًا من تغيير واقع القدس، ثم رسم تاريخ جديد".

بدوره، يعتبر مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس أن إسرائيل تعمل على محاصرة المقبرة اليوسفية بمشاريع تهويدية ومسارات وحدائق، بهدف إخفاء معالم المواقع التاريخية الأصيلة المحيطة بالمقبرة.

والاحتلال الذي هدم العام الماضي مدخل المقبرة ودرجها الأثري، كان قد منع قبل سبعة أعوام الدفن في الجزء الشمالي منها، وصبّ الأسمنت فوق أكثر من عشرين قبرًا في الجانب الشرقي.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close