تتواصل المعارك في محافظة مأرب شمالي شرق اليمن، بينما تعلو المناشدات لإغاثة المدنيين في مديرية العبدية، الذين يرزحون تحت الحصار.
وأعلن التحالف في اليمن مقتل أكثر من 134 من أفراد جماعة الحوثي وتدمير 9 آليات عسكرية تابعة لها.
وقال التحالف الذي تقوده السعودية في بيان: إنه نفّذ 43 عملية جوية استهدفت مواقع وتعزيزات لجماعة الحوثي في مديرية العبدية، جنوبي محافظة مأرب.
كما أعلن التحالف أن الدفاعات الجوية السعودية تمكنت من اعتراض وتدمير طائرة مفخخة من دون طيار، أطلقتها جماعة الحوثي باتجاه منطقة خميس مشيط جنوبي غرب البلاد، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
من ناحيته، أفاد المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي العميد يحيى سريع، بأن قوات الجماعة أصبحت على مشارف مدينة مأرب من عدّة جهات، وهي حاليًا في بحيرة سد مأرب من الجهة الشمالية.
"معرّضون لخطر الجوع"
إلى ذلك، أصدرت السلطات المحلية في مأرب نداء جديدًا لإنقاذ آلاف المدنيين داخل مديرية العبدية التي يحاصرها الحوثيون.
وذكر مدير مكتب حقوق الإنسان في مأرب عبد ربه جديع لـ"العربي" أن نحو 35 ألف شخص معرّضون لخطر الجوع وسوء الأوضاع الصحية بسبب حصار الحوثيين لمديرية العبدية للأسبوع الثالث على التوالي.
ويشير مصدر مسؤول في مأرب إلى منع دخول الاحتياجات الأساسية للسكان، فيما يتواصل القصف الصاروخي فوق سمائهم من دون أن يتجنبهم.
"مأرب تدافع عن المشروع الوطني"
ويلفت نائب ركن التوجيه المعنوي لمحور تعز العميد عبدالباسط البحر، إلى أن "الحوثيين وهم يمتلكون سلاح الدولة السابقة الذي سُلم لهم، عجزوا عن تحقيق اختراق مهم في مأرب أو في غيرها من الجبهات، رغم الكلفة الباهظة بشريًا وماديًا التي يتلقونها في محاولتهم البائسة هذه".
ويرى في حديث إلى "العربي" من تعز، أن "المعركة هي معركة الشعب اليمني أولًا وأخيرًا تجاه هذا الاجتياح لميليشيا الحوثي المنقلبة والمتمرّدة على الدولة والشرعية"، مشيرًا إلى أن "أبطال العبدية وغيرها من المديريات يقاومون بإمكانيات ذاتية وأسلحة متوسطة وبسيطة".
ويتحدث عن "الدعم والإسناد الجوي من جانب الأشقاء في التحالف العربي، الذي يقلل بعض الخلل في تناسب القوى بين ميليشيا الحوثي والقوات الحكومية".
ويوضح أن "لمأرب أهمية كونها معقل الشرعية، ولأبنائها وقيادتها وقبائلها موقف ثابت مع النظام الجمهوري منذ ثورة السادس والعشرين من سبتمبر/ أيلول".
كما يلفت إلى أن "في مأرب عددًا كبيرًا من النازحين من المحافظات التي أصبحت تحت سيطرة ميليشيا الحوثي، فضلًا عن الموارد الاقتصادية والثروة النفطية".
وبينما يخلص إلى القول أن "مأرب تدافع عن المشروع الوطني الجمهوري ولها رصيد نضالي في كل مراحل النضال الوطني"، يلفت إلى أن "الحوثي ينظر إليها على أنها مورد اقتصادي غير عادي".