أعلن التحالف السعودي الإماراتي في اليمن السبت مقتل 160 مقاتلًا حوثيًا في غارات جديدة جنوب مدينة مأرب الاستراتيجية، بينما أفادت مصادر حكومية لوكالة "فرانس برس" بتحقيق الحوثيين تقدمًا في المنطقة ذاتها رغم الخسائر البشرية الكبرى في صفوفهم.
وأفاد التحالف في بيان بأنّه نفّذ 32 "عملية استهداف" خلال الساعات الأربع وعشرين الماضية، أدّت إلى تدمير 11 آلية عسكرية "وخسائر بشرية تجاوزت 160 عنصرًا إرهابيًا" في العبدية على بعد حوالي 100 كيلومتر جنوب مدينة مأرب التي يحاول الحوثيون السيطرة عليها منذ أشهر.
وأكد التحالف "استمراره في تقديم الدعم والإسناد للجيش الوطني لحماية المدنيين العُزل من الانتهاكات الحوثية".
#عاجل التحالف: عمليات الاستهداف شملت تدمير (11) آلية عسكرية وخسائر بشرية تجاوزت (160) عنصراً إرهابياً.#واس_عام
— واس العام (@SPAregions) October 16, 2021
وصعّد الحوثيون في فبراير/ شباط عملياتهم العسكرية للسيطرة على مدينة مأرب، آخر معاقل الحكومة المعترف بها في شمال البلاد.
وأوقعت المعارك منذ ذلك الوقت مئات القتلى من الجانبين وتسببت في نزوح أكثر من 55 ألف شخص من منازلهم منذ مطلع العام الحالي، على ما أعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة الخميس.
ويحاول التحالف منع الحوثيين من الوصول إلى مدينة مأرب. وخلال أسبوع، أعلن التحالف عن مقتل أكثر من 700 منهم في مديرية العبدية وحدها.
الحوثيون يتقدمون في العبدية
ورغم الخسائر البشرية، أفاد مسؤولون في القوات الحكومية في مأرب بأن الحوثيين حققوا تقدمًا في العبدية في الساعات الماضية.
وقال أحد المسؤولين: إنّ الحوثيين باتوا "في مركز مديرية العبدية بعد حصار دام أربعة أسابيع"، متّهمًا إياهم بارتكاب "جرائم خطف وسجن وتنكيل" بحق القبائل التي كانت تتعاون مع القوات الحكومية.
من جانبه، تحدّث المسؤول العسكري عن مقتل "قرابة عشرين شخصًا من القوات الحكومية والقبائل الموالية لها بالإضافة إلى جرح 47 آخرين" في الساعات الأربع وعشرين الماضية، وهي حصيلة أكّدها مسؤول عسكري آخر.
قصف منازل
من جهته، أكّد المتحدث باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام على تويتر دخول مركز العبدية، قائلًا: إنّ "المواجهات هي "مع عناصر تكفيرية ذات علاقة بـ (تنظيم) القاعدة وداعش (تنظيم الدولة) ومرتبطة بقوى العدوان" في إشارة إلى السعودية والتحالف الذي تقوده.
أما الاشتباكات التي شهدتها العبدية فقد كانت مع عناصر تكفيرية ذات علاقة بالقاعدة وداعش ومرتبطة بقوى العدوان، وقد قامت الدولة بواجبها في تأمين المديرية.
— محمد عبدالسلام (@abdusalamsalah) October 16, 2021
وفي السياق ذاته، اتّهم وزير الإعلام اليمني معمر الأرياني الحوثيين بقصف منازل المديرية "بالصواريخ البالستية وقذائف الهاون ومختلف أنواع الأسلحة".
أسوأ أزمة إنسانية
ويدور النزاع في اليمن بين حكومة يساندها منذ عام 2015 تحالف عسكري تقوده السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء منذ 2014.
وأسفر النزاع عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم الكثير من المدنيين، وفق منظمات إنسانية عدة.
وما زال نحو 3,3 ملايين شخص نازحين بينما يحتاج 24,1 مليون شخص أي أكثر من ثلثي السكان، إلى المساعدة، وفق الأمم المتحدة التي أكدت مرارًا أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم حاليًا.