الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت يوضحون موقفهم.. باسيل: مع استمرار التحقيق

أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت يوضحون موقفهم.. باسيل: مع استمرار التحقيق

Changed

مظاهرة في لبنان دعمًا لقاضي التحقيق في قضية انفجار مرفأ بيروت
مظاهرة في لبنان دعمًا لقاضي التحقيق في قضية انفجار مرفأ بيروت (غيتي)
أكد أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت "الثقة بالقاضي طارق بيطار لتولي التحقيق"، مشددين على "ضرورة امتثال كافّة المطلوبين للعدالة أمامه".

بعد ساعات على نشره مقطع فيديو دعا فيه إلى تنحي المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار؛ أكد المتحدث باسم أهالي ضحايا الانفجار إبراهيم حطيط السبت انسحابه من لجنة الأهالي، في وقت عبّر كثيرون عن خشيتهم من أنه قد يكون سجله تحت الضغط.

في غضون ذلك، أكد رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل أنّ التحقيق في انفجار المرفأ "يجب ألا يتوقف". وقال في خطاب مباشر: إنّ "التيار الوطني الحرّ مع استكمال التحقيق العدلي، وكشف الحقيقة ومحاكمة المرتكبين".

وأضاف: "نحن ضد أي تسييس أو استنسابية بالملف. واضح أنّ هناك استنسابية بمسار التحقيق وهناك أسئلة مشروعة عن الأداء، ولكن ليس واضحًا بعد أنّ هناك تسييسًا من جانب القاضي".

فيديو مثير للجدل

وفي فيديو تم تداوله على نطاق واسع مساء الجمعة على مواقع التواصل الاجتماعي، دعا حطيط القاضي بيطار الذي يتعرض منذ أسابيع لضغوط سياسية متزايدة ولحملة انتقادات حادة من حزب الله، إلى التنحي. وكان حطيط من أبرز الرافضين لاستقالة بيطار وقد أكد مرارًا أمام وسائل الإعلام ثقته به.

وكان بيطار ادعى على رئيس الحكومة السابق حسان دياب، وأصدر مذكرة توقيف غيابية في حق وزير المالية السابق والنائب الحالي علي حسن خليل المنتمي إلى حركة أمل، حليفة حزب الله. كما طلب استجواب وملاحقة نواب ووزراء سابقين وأمنيين في القضية.

وندد حطيط في بيان تلاه في الفيديو بـ"تسييس واستنسابية فاضحة"، مطالبًا بيطار بـ"التنحي لإفساح المجال أمام محقق عدلي آخر يكون أمينًا على دمائنا"، وفق ما جاء على لسانه.

أهالي الضحايا يؤكدون ثقتهم بالبيطار

في المقابل، أكدت "جمعيّة أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت" ومجموعة لجان ذوي الشهداء والضحايا والجرحى في بيان أن موقف حطيط "لا يمثلنا أبدا"، رافضة "أي تدخلات في عمل القضاء".

وأضاف البيان: "وضعنا ثقتَنا بالمحقّق العدليّ القاضي طارق البيطار وَمِن ضمنِنا السيّد إبراهيم حطيط الذي كانَ خطابه على الدوام يصب في هذا الاتجاه، إنما يبدو أن ظروفًا مستجدّة أدّت به إلى إصدار بيانه الأخير المستغرَب".

وأكد أهالي الضحايا مرة جديدة على "الثقة التي أوليناها للقاضي البيطار لتولي التحقيق بالقضية"، مشددين على "ضرورة امتثال كافّة المطلوبين إلى العدالة أمام التحقيق".

من جانبه، قال وليام نون، شقيق أحد رجال الإطفاء الذين قضوا في الانفجار، "لا شكّ أن إبراهيم تعرض لضغوط حتى يسجل مثل هذا الفيديو".

خوف من "حرب أهلية"

وردًا على أسئلة وكالة فرانس برس، نفى حطيط الذي قتل شقيقه في انفجار بيروت، أن يكون تعرض "لأي ضغوطات أو ترهيب"، مؤكدًا أنه سجل الفيديو "بصفته الشخصية".

وقال: "الضغط الوحيد الذي أحسست به هو الأحداث الدامية التي وقعت يوم الخميس والخوف من الانجرار إلى حرب أهلية"، مضيفًا: "لذا أعلن انسحابي من لجنة أهالي الضحايا بصفة ناطق باسمهم".

وانتشر الفيديو غداة أعمال عنف دامية وقعت في بيروت تخللتها مشاهد خوف وإطلاق نار ذكّرت بسنوات الحرب الأهلية.

ولم يعرف بعد من هي الأطراف أو الأشخاص الذين شاركوا في إطلاق النار، لكن أفاد شهود وتقارير أمنية عن انتشار قناصة، وعن استخدام أسلحة رشاشة وقذائف صاروخية في منطقة كانت تشكل خط تماس خلال الحرب الأهلية (1975-1990).

وإثر ذلك، قتل سبعة أشخاص في أعمال العنف، هم ثلاثة عناصر من حزب الله توفي أحدهم الجمعة متأثرًا بإصابته، وثلاثة عناصر من حركة أمل، بالإضافة إلى امرأة أصيبت بطلق ناري في رأسها أثناء تواجدها في منزلها. وأصيب كذلك 32 شخصًا آخرين بجروح.

حطيط "استدار 180 درجة"

وعبر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن تعرض حطيط لـ"تهديدات" من أمل وحزب الله، فيما أنكر المحسوبون على الفريقين ذلك، داعين إلى العودة إلى مواقف الرجل في الوقفات الاحتجاجية التي كان ينفّذها الأهالي لإدراك حقيقة موقفه.

واعتبرت المحللة في مركز تشاتام هاوس لينا خطيب أن الفيديو المتداول لحطيط "يثير القلق لأنه يشكل استدارة 180 درجة مقارنة بتصريحاته السابقة بالنسبة للتحقيق".

وشددت على أن حطيط "يبدو في الفيديو أنه (يتصرّف) تحت الإكراه"، مؤكدة أنه لم يكن يتحدث بطريقته المعتادة، مضيفة: "كل الأمور توحي بأنه نشر بيانه المسجل بالفيديو لأنه كان يشعر بأنه تحت الضغط".

ويتهم حزب الله بيطار بـ "الاستنسابية والتسييس". وكان دعا مع حليفته حركة أمل إلى تظاهرة قرب قصر العدل الخميس لطلب تنحي بيطار. وشارك في التظاهرة الآلاف، وكانوا في غالبيتهم العظمى من الرجال والشبان الذين ارتدى عدد كبير منهم قمصانًا سوداء وهتفوا ضد بيطار، إلى أن بدأ إطلاق النار.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close