الثلاثاء 16 أبريل / أبريل 2024

كولن باول.. بطل تزوير حرب العراق الذي رافقته "وصمة العار" حتى وفاته

كولن باول.. بطل تزوير حرب العراق الذي رافقته "وصمة العار" حتى وفاته

Changed

وفاة وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول عن 84 عامًا (غيتي)
وفاة وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول عن 84 عامًا (غيتي)
على الرغم من الإنجازات السياسية المحلية والألقاب العسكرية والمدنية التي حصدها كولن باول، إلا أن سمعته ستظل ملطخة.

توفي وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا المستجد، وفق ما أعلنت عائلته اليوم الإثنين.

وعانى باول من الورم النقوي المتعدد، وهو سرطان يصيب خلايا البلازما ويثبط الاستجابة المناعية للجسم، بحسب ما نقلت شبكة الـ"سي إن إن".

وباول الذي رحل عن عمر 84 عامًا، كان أول أميركي أسود يشغل منصب وزارة الخارجية بين عامي 2001 و2005، وذلك في عهد الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الإبن.

كولن باول.. الجندي

ولد كولن لوثر باول يوم 5 أبريل/ نيسان 1937 في منطقة هارلم بنيويورك، لأبوين جامايكيين مهاجرين. 

وبعد نشأته جنوبي برونكس، التحق باول بكلية نيويورك، حيث شارك في تدريب ضباط الاحتياط، وقاد فريق التدريبات الدقيقة وحصل على المرتبة الأولى.

انضمّ إلى الجيش الأميركي بعد تخرجه عام 1958، وخدم في جولتين بجنوبي فيتنام خلال الستينيات، حين أصيب مرتين، إحداهما خلال حادثة تحطم طائرة هليكوبتر.

لكن باول بدأ مسيرته المهنية الفعلية بعدما انتقل من الخدمة القتالية في فيتنام إلى القتال السياسي، وذلك عندما أصبح أول أسود يتولى منصب مستشار الأمن القومي خلال نهاية رئاسة رونالد ريغان.

وزير الدفاع آنذاك فرانك كارلوتشي وكولين باول في لقاء مع الرئيس رونالد ريغان (أرشيف – غيتي)
وزير الدفاع آنذاك فرانك كارلوتشي وكولين باول في لقاء مع الرئيس رونالد ريغان (أرشيف – غيتي)

كما عرف باول بأنه أصغر وأول رئيس لهيئة الأركان أسود في عهد الرئيس جورج بوش الأب، عام 1989. 

الجنرال كولن باول رئيس هيئة الأركان المشتركة من   1989 إلى 1993 (أرشيف -غيتي)
الجنرال كولن باول رئيس هيئة الأركان الأميركية من 1989 إلى 1993 (أرشيف -غيتي)

باول.. رأس الحربة بغزو العراق

ومع الإنجازات السياسية المحلية والألقاب العسكرية والمدنية التي حصدها، إلا أن سمعة الراحل كولن باول ستظل ملطخة إلى الأبد، وذلك بسبب "وصمة العار" التي رافقت مسيرته.

فعلى الرغم من أن باول كان مترددًا في البداية في إرسال قوات أميركية عند غزو الكويت عام 1990، إلا أنه أصبح فيما بعد أحد أهم المتحدثين الرسميين "والأكثر ثقة" لدى إدارة بوش الأب عقب الهجوم الأميركي على جيش صدام حسين.

وكان باول، بصفته وزير خارجية جورج بوش الابن، رأس الحربة في تقديم معلومات استخباراتية خاطئة أمام الأمم المتحدة لتبرير الحرب على العراق، والتي وصفها هو بنفسه فيما بعد بـ"وصمة عار" في سجله.

فيوم 20 مارس/ آذار 2003، أطلقت الولايات المتحدة آخر معاركها الكبرى في العقود الأخيرة، أو ما عُرِف بـ"غزو العراق".

وبعد سنوات من الغزوات والهجمات والتشريد، كشف واقع الحرب مدى التزوير الذي حدث في التمهيد لغزو العراق، والذي وُصِف بأنه أكبر عملية تضليل مارستها أميركا، حتى إنّ قادتها السابقين واللاحقين قالوا: إنّ هذه الحرب كانت خاطئة.

وزير الخارجية الأميركي كولن باول خلال خطابه الشهير أمام الأمم المتحدة عام 2003 (أرشيف – غيتي)
وزير الخارجية الأميركي كولن باول خلال خطابه الشهير أمام الأمم المتحدة عام 2003 (أرشيف – غيتي)

باول "والتزوير" الأميركي في الأمم المتحدة

كولن باول الذي ألقى خطابًا شهيرًا أمام الأمم المتحدة لإقناع العالم بامتلاك العراق أسلحة دمار شامل، كان قد وقع عليه الخيار عندما قرّر بوش الابن تقديم الولايات المتحدة عرضًا رئيسًا في مجلس الأمن الدولي عن التهديد الذي يشكّله العراق بتحدّيه قرارات الأمم المتحدة.

وساق باول في الخطاب الحجج الأميركية لغزو العراق، وأشار فيه إلى أن "أحد أهم الأسباب التي تدفعنا إلى القلق حيال موضوع حيازة العراق الأسلحة البيولوجية هو وجود منشآت صناعة أسلحة متنقلة كانت تُستخدم من قبل لصناعة هذا النوع من الأسلحة".

وأضاف: "لدينا نماذج وصفية أولية عن مصانع أسلحة بيولوجية ذات عجلات ويمكن نقلها على سكك".

باول: "5 فبراير 2003 محفور في ذاكرتي"

وتوقع باول بالفعل أن تكون "وصمة العار" تلك الحدث الأبرز بعد الإعلان عن وفاته، بحسب ما كتب في مذكراته.

فقد ذكر أن "الخامس من فبراير/ شباط 2003 هو يوم محفور في ذاكرتي بحروف من نار مثل يوم ميلادي تمامًا، وسيكون هذا الحدث بعد وفاتي هو الفقرة الأبرز من فقرات نعيي في الصحف".

ووصف كلمته أمام الأمم المتحدة بـ"الخطاب سيئ السمعة"، مستذكرًا في كتابه سؤال المذيعة بربرا والترز له في أول مقابلة رئيسية معه بعد مغادرته موقعه الرسمي في وزارة الخارجية الأميركية: "هل هو وصمة عار في سجلك الوظيفي وسيرتك الذاتية؟".

فردّ باول: "نعم، ما تم قد تم، وليس في مقدوري منعه الآن، أو الحيلولة دون منعه في الماضي فقد انتهى الأمر وعلي أن أتعايش معه".

باول ينقل البندقية من كتف إلى كتف

وغادر باول وزارة الخارجية أوائل عام 2005 بعد تقديم استقالته لبوش في العام الذي سبق، تاركًا الشأن السياسي ليتمتع بالحياة الخاصة.

وبحسب وسائل إعلام أميركية، انضم إلى شركة رأس المال الاستثماري الشهيرة Kleiner Perkins عام 2005، حيث عمل كمستشار إستراتيجي حتى وفاته. 

وعلى الرغم من أن الغالبية العظمى من وقت باول كموظف عام قضاها في الإدارات الجمهورية، إلا أن السنوات الأخيرة من حياته تميّزت بدعمه المرشحين الرئاسيين الديمقراطيين، وانتقاده الشديد للقادة الجمهوريين الكبار.

وفاخر باول بالتصويت لهيلاري كلينتون عام 2016 على حساب دونالد ترمب، الذي كان قد أدانه بشدة ووصفه بأنه "عار وطني منبوذ دوليًا".

كما أدار ظهره لترامب مرة أخرى عام 2020 خلال الحملة الثانية للرئيس، حين أعلن دعمه لجو بايدن في شهر يونيو/ حزيران من ذلك العام.

المصادر:
العربي، ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close