الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

المبعوث الأميركي إلى أفغانستان يقرّ بـ"الفشل" ويستقيل.. مَن حلّ مكانه؟

المبعوث الأميركي إلى أفغانستان يقرّ بـ"الفشل" ويستقيل.. مَن حلّ مكانه؟

Changed

 تقلّد الدبلوماسي المخضرم زلماي خليل زاد مناصب رفيعة في عهد الرئيس السابق جورج بوش الابن (غيتي)
تقلّد الدبلوماسي المخضرم زلماي خليل زاد مناصب رفيعة في عهد الرئيس السابق جورج بوش الابن (غيتي)
أرسل زلماي خليل زاد كتاب استقالته إلى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، مدافعًا عن جهوده التي بذلها ومقرًا بالفشل في الوقت نفسه.

أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن استقالة مبعوث الولايات المتّحدة إلى أفغانستان زلماي خليل زاد من منصبه أمس الإثنين، في خطوة تأتي بعد فشل الجهود الدبلوماسية التي بذلها على مدى أشهر عديدة في منع حركة طالبان، من الاستيلاء على السلطة في بلده الأمّ.

وكشف بلينكن في بيان مقتضب، أنّ نائب المبعوث الأميركي إلى أفغانستان توماس ويست، الذي كان مستشارًا للبيت الأبيض حين كان الرئيس جو بايدن نائبًا للرئيس السابق باراك أوباما، سيخلف زلماي خليل زاد في منصبه.

وفي كتاب الاستقالة الذي أرسله إلى الوزير بلينكن، دافع خليل زاد عن الجهود التي بذلها وأقرّ في الوقت نفسه بفشل هذه الجهود، مؤكّدًا أنّه يريد التنحّي خلال هذه "المرحلة الجديدة" من السياسة الأميركية إزاء أفغانستان.

وقال الدبلوماسي الأميركي في كتاب استقالته: إنّ "الاتفاق السياسي بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان لم يسِر كما كان مخطّطًا له"، مضيفًا أنّ "أسباب ذلك معقّدة للغاية، وسوف أتشاطر وإياكم أفكاري في الأيام والأسابيع المقبلة".

دبلوماسي مخضرم

وخليل زاد دبلوماسي مخضرم، وُلد في أفغانستان وتقلّد مناصب رفيعة في عهد الرئيس السابق جورج بوش الابن، إذ عُيّن سفيرًا للولايات المتّحدة في كابل، ثم في بغداد ثم في الأمم المتحدة.

ويتحدّر خليل زاد (70 عامًا) من مزار الشريف في شمال أفغانستان ويجيد الباشتو والداري، وهما اللغتان الرئيسيتان في بلده الأمّ.

وعام 2018، تولّى خليل زاد ملف العلاقة بين الولايات المتحدة وأفغانستان، بعدما عيّنته إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، مبعوثًا خاصًا للإشراف على المفاوضات مع حركة طالبان، وهي مفاوضات لم يشرك فيها الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة في كابل.

وفي فبراير/ شباط 2020، تم إبرام اتفاق تاريخي أثمر عن تلك المفاوضات، حيث تعهّدت واشنطن بموجبه الانسحاب من أفغانستان العام التالي.

لكنّ مفاوضات السلام بين طالبان وحكومة كابل لم تحرز أي تقدّم يُذكر، وعندما اقترب موعد انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، حيث انهارت القوات الحكومية التي بنتها الولايات المتحدة على مدى 20 عامًا، خلال أيام.

وبدا أنّ الاتفاق الذي رسم معالمه خليل زاد لم يكن أكثر من مجرّد سلسلة تنازلات أميركية، إذ نصّ على أن تغادر الولايات المتحدة أفغانستان من دون وقف لإطلاق النار ومن دون أن تضع حتى إطار عمل لأي عملية سلام مستقبلية تنهي الحرب.

وبدلاً من انتزاع ضمانات من طالبان في الأشهر التي تلت الاتفاق، كثّف خليل زاد الضغط على الحكومة الأفغانية، فأجبر الرئاسة على إطلاق سراح آلاف السجناء التابعين للحركة الذين عزّزوا على الفور صفوف مسلّحي الحركة.

وفاقم الاتفاق الضغط على حكومة كابل، إذ أطلق عدًا تنازليًا بسبب تعهّد واشنطن سحب كامل جنودها من أفغانستان بحلول مايو/ أيار 2021، في مهلة تم تمديدها لاحقًا إلى سبتمبر/ أيلول الفائت، بينما لم يترك هذا الأمر أمام الحكومة الأفغانية الكثير من الوقت والمساحة للمناورة.

وفي أبريل/ نيسان الماضي، أشعل قرار الرئيس الأميركي جو بايدن المضيّ قدمًا بالانسحاب آخر فتيل، حيث شنّت طالبان هجومًا شاملًا استطاع أن يطيح بالحكومة الأفغانية بالقوة في 15 أغسطس/ آب الماضي.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close