أقام مئات السودانيين من أنصار تيار "الميثاق الوطني" المنشق عن قوى إعلان الحرية والتغيير أول صلاة جمعة أمام القصر الرئاسي بالعاصمة الخرطوم، حيث يعتصمون منذ منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الجاري للمطالبة بحل الحكومة الانتقالية.
ويطالب تيار "الميثاق الوطني" بحل حكومة عبد الله حمدوك الانتقالية وتوسيع المشاركة فيها، فيما تصر باقي قوى إعلان الحرية والتغيير الذي يمثل المكون السياسي في الائتلاف الحاكم للبلاد على مواصلة الحكومة عملها واستكمال الثورة وتحقيق مطالبها.
المطالبة بحكم مدني
وتقدم صفوف الصلاة الأمامية رئيس حركة العدل والمساواة وزير المالية جبريل إبراهيم، ورئيس حركة "تحرير السودان" حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي.
وتظاهر أمس الخميس آلاف السودانيين في الخرطوم وبقية ولايات البلاد دعمًا لحكومة حمدوك وللمطالبة بحكم مدني، وإنهاء الشراكة مع العسكريين في السلطة الانتقالية، واستكمال الانتقال السلمي الديمقراطي، ورفض دعوات حل الحكومة وتشكيل أخرى.
وقال مراسل "العربي" من السودان نزار البقداوي إن مئات المتظاهرين توافدوا من مدن العاصمة السودانية الخرطوم، وهناك من شارك معهم من أولئك الذين وصلوا إلى محيط القصر الرئاسي منذ السادس عشر من الشهر الجاري.
وردد المصلون المطالب نفسها التي يتحدث عنها قادة "الميثاق الوطني" بأن المجلس التشريعي هو مطلب رئيسي وأن المحكمة الدستورية هي مطلب أساسي إضافة لقضية توسيع المشاركة السياسية.
وأشار المراسل إلى زيارة المبعوث الأميركي لشؤون القرن الإفريقي جيفري فيلتمان للخرطوم، وهي الزيارة الثانية خلال ثلاثة أسابيع، وسيعمل فيها على تسهيل خطوط الحوار بين الجبهتين المدنية والعسكرية.
ومنذ أيام، تصاعد توتر بين المكونين العسكري والمدني في السلطة الانتقالية بالسودان، بسبب انتقادات وجهتها قيادات عسكرية للقوى السياسية، على خلفية إحباط محاولة انقلاب في 21 سبتمبر/ أيلول الماضي.
ويعيش السودان، منذ 21 أغسطس/ آب 2019، فترة انتقالية تستمر 53 شهرًا تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام في 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2020.