الثلاثاء 16 أبريل / أبريل 2024

الجزائر تعلن رفضها المشاركة في أي "مائدة مستديرة" حول ملف "الصحراء"

الجزائر تعلن رفضها المشاركة في أي "مائدة مستديرة" حول ملف "الصحراء"

Changed

تعد الجزائر الداعم الرئيسي لجبهة بوليساريو الساعية لإقامة دولة في المنطقة المتنازع عليها
تعد الجزائر الداعم الرئيسي لجبهة بوليساريو الساعية لإقامة دولة في المنطقة المتنازع عليها (غيتي)
اتهم المبعوث الجزائري عمار بلاني الرباط بالسعي "للتهرب من طابع تصفية الاستعمار لقضية الصحراء، وتقديمه على أساس أنه صراع إقليمي ومصطنع".

استبعدت الجزائر الجمعة العودة إلى محادثات المائدة المستديرة بشأن الصحراء بعد أيام من تعيين الأمم المتحدة مبعوثًا جديدًا للنزاع.

وصرح المبعوث الجزائري الخاص المكلف بقضية الصحراء عمار بلاني لوكالة الأنباء الرسمية: "نؤكد رفضنا الرسمي الذي لا رجعة فيه لهذه الصيغة المسماة بالموائد المستديرة".

وتعد الجزائر الداعم الرئيسي لجبهة بوليساريو (الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب) الساعية لإقامة دولة في المنطقة المتنازع عليها والتي يسيطر المغرب على أغلبها.

وقالت مجموعة الأزمات الدولية في وقت سابق هذا الشهر: إن "الرباط تعتبر الصحراء قضية إقليمية وجبهة بوليساريو وكيلًا للجزائر"، ما يعني أن المغرب يريد الجزائر على الطاولة في أي محادثات.

لكن بعض مسؤولي بوليساريو يطلبون العودة إلى المحادثات الثنائية حول ما يعتبرونه "نضالًا لشعب محتل من أجل التحرر من قوة استعمارية"، وفق تقرير المنظمة. 

و"المائدة المستديرة" مفاوضات تنظمها الأمم المتحدة، على فترات متباعدة، بين المغرب و"بوليساريو"، حول النزاع على إقليم الصحراء، بحضور الجزائر وموريتانيا بوصفهما بلدين جارين ملاحظين.

"غير متوازنة"

وشارك في آخر محادثات سلام رعتها الأمم المتحدة عام 2019 مسؤولون كبار من المغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة بوليساريو. 

لكنها توقفت بعد استقالة المبعوث الأممي هورست كولر في مايو/ أيار 2019. وخلفه أخيرًا هذا الشهر الدبلوماسي المخضرم ستافان دي ميستورا

ومن المتوقع أن يجدد مجلس الأمن تفويض البعثة الأممية بحلول 27 أكتوبر/ تشرين الأول، وربما يدعو إلى محادثات مائدة مستديرة جديدة.

لكن بلاني قال: إن "الجزائر أبلغت مجلس الأمن رفضها الصيغة لاعتبارها "غير متوازنة"، محذرًا من أنها قد تعرقل جهود البعثة الأممية.

واتهم الدبلوماسي الجزائري الرباط بالسعي "للتهرب من طابع تصفية الاستعمار لقضية الصحراء وتقديمه على أساس أنه صراع إقليمي ومصطنع".

وتصاعد التوتر بين الرباط والجزائر منذ طبّع المغرب علاقاته مع إسرائيل وحصل على اعتراف أميركي بسيادته على الصحراء، المستعمرة الإسبانية السابقة الثرية بالفوسفات والموارد البحرية. 

مخاطر التصعيد

وقطعت الجزائر، الداعمة تاريخيًا للقضية الفلسطينية وجبهة بوليساريو، علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب في أغسطس/ آب واتهمته بارتكاب "أعمال عدائية"، وهو ما نفته الرباط. 

وجاء ذلك بعد إعلان بوليساريو انتهاء وقف إطلاق النار في الصحراء إثر عملية عسكرية للجيش المغربي في منطقة الكركرات العازلة أقصى جنوب الإقليم الصحراوي. 

وحضّ المبعوث الجزائري عمار بلاني الأمم المتحدة على معالجة القضية بجدية. 

وقال في تصريحه لوكالة الأنباء الجزائرية: "يجب أن نعترف بأن مخاطر التصعيد جادة"، مضيفًا أن "الأمر يتعلق بالسلم والاستقرار". 

ويشهد إقليم الصحراء نزاعًا بين المغرب و"البوليساريو" منذ إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة عام 1975، وتحول إلى مواجهة مسلحة توقفت في 1991، بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة.

وتصر الرباط على أحقيتها في الصحراء، وتقترح حلًا يتمثل بحكم ذاتي موسع تحت سيادتها، فيما تطالب "البوليساريو" بتنظيم استفتاء لتقرير المصير وهو طرح تدعمه الجزائر، التي تستضيف لاجئين من الإقليم.

المصادر:
أ.ف.ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close