الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

محاكمة نتنياهو.. هل يمكن أن يدخل السجن؟

محاكمة نتنياهو.. هل يمكن أن يدخل السجن؟

Changed

 بنيامين نتنياهو
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال جلسة الاستماع (غيتي)
تصل عقوبة تهمة الرشوة في إسرائيل بالسجن لمدة تصل إلى عشر سنوات وغرامة أو إحدى هاتين العقوبتين. أما الاحتيال وخيانة الأمانة فتهمتان تصل عقوبة كل منهما إلى السجن ثلاث سنوات.

للمرّة الثانية، مَثُل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صباح الإثنين أمام المحكمة المركزية في القدس المحتلة؛ للرد رسميًا على تهم الفساد الموجهة إليه، بعد سلسلة من التأجيلات بسبب كورونا.

واستؤنفت المحاكمة التي تتضمن قضايا فساد وفيها ثلاث تسجيلات سرية تدور حول دور أباطرة في عالم الإعلام وهدايا من السيجار الفاخر والشمبانيا، وانقلاب مساعدين على نتنياهو أطول رؤساء الوزراء بقاء في الحكم في إسرائيل.

وتحيط بمحاكمة نتنياهو ضبابيّة واسعة، وسط سيناريوهات مختلفة، قد تصل إلى حدّ دخوله السجن، بحسب ما جاء في تقريرٍ لوكالة "رويترز".

هل تُسفر المحاكمة عن سقوط نتنياهو؟

تمكّن نتنياهو من البقاء في منصبه طوال التحقيقات، وخلال ثلاث حملات انتخابية بينما تقترب الانتخابات الرابعة المقرر أن تجري في 23 مارس/ آذار.

وظهر نتنياهو الذي يصف الاتهامات ضده بأنها "سخيفة" على شاشات التلفزيون أثناء دخوله إلى قاعة المحكمة المركزية في القدس المحتلة، قبل وقت قصير من موعد بدء الجلسة في التاسعة صباحًا بالتوقيت المحلي (7,00 ت غ)، واضعًا كمامة واقية باللون الأسود.

وسيواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي ينفي ارتكابه أي مخالفات معركة صعبة قد تستغرق سنوات إلى جانب معركة للبقاء في منصبه في مارس/ آذار. 

وإذا فاز في الانتخابات فبإمكانه أن يحاول الحصول على حصانة برلمانية، أو إقرار قوانين لإعفاء رئيس الوزراء من المحاكمة خلال أداء مهام منصبه.

كيف تمكّن من البقاء في السلطة؟

بمقتضى القانون الإسرائيلي لا يضطر رئيس الوزراء إلى التنحي عن منصبه إلا إذا صدر حكم بإدانته، ولا يحمي القانون أي وزير آخر في الحكومة على هذا النحو؛ ولذا فثمة أسباب قانونية وسياسية وراء رغبة نتنياهو في البقاء في القمة.

هل يكترث الإسرائيليون؟

تجمّع العشرات خارج أسوار المحكمة وهم يرتدون ملابس عمّال النظافة، ورفعوا شعارات "لننظف القمامة"، وهم يحملون المكانس والحاويات الصغيرة. ويأتي ذلك في ظل إجراءات أمنية مشددة خارج المحكمة وداخلها.

وكانت قضية الفساد عامل استقطاب للإسرائيليين، وقد ظل آلاف المحتجين  يتجمعون كل أسبوع خارج مقر إقامة نتنياهو الرسمي وفي أنحاء مختلفة من إسرائيل للمطالبة باستقالته تحت شعار "كرايم منستر" ومعناها في اللغة الانكليزية وزير الجريمة بدلًا من "برايم منستر" أي رئيس الوزراء.

من جهته، حث رئيس الوزراء الإسرائيلي الأحد أتباعه على عدم التظاهر خارج المحكمة، مشيرًا إلى الخطر الناجم عن نسخ فيروس كورونا المتحوّرة.

كما أن قاعدة ناخبيه اليمينيين بحسب وكالة "رويترز" ظلّت على ولائها له، ويرى أنصار نتنياهو الذين يطلقون عليه وصف "الملك بيبي" أنه قوي فيما يتعلق بالأمن، وصاحب صوت مسموع لإسرائيل في الخارج.

ما هي الاتهامات؟

ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية، أن جلسة اليوم متعلقة بالملف رقم 2000 الخاص بعلاقته مع رجلي الأعمال نوني موزيس وشاؤول ألوفيتش.

ويتعلق الملف 2000 بمحاولة نتنياهو التوصل الى اتفاق مع مالك صحيفة "يديعوت أحرونوت" الناشر أرنون موزيس، تقوم بموجبها الصحيفة الإسرائيلية، وهي من الأكثر انتشارًا في الدولة العبرية، بتغطية إيجابية عنه.

أما أخطر القضايا التي يواجهها نتنياهو فهي القضية المعروفة برقم 4000 أو "بيزك" وهي أكبر مجموعة اتصالات في إسرائيل، والتي اتهم فيها رئيس الوزراء بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.

وفي القضية 4000 اتهم نتنياهو بتقديم مجاملات عبر قنوات تنظيمية في حدود 1.8 مليار شيكل (حوالي 500 مليون دولار) لشركة بيزك الإسرائيلية للاتصالات.

أما القضية 1000، فتتعلق بتهمة حصول نتنياهو على منافع شخصية في تلقي هدايا بقيمة 750 ألف شيكل (240 ألف دولار)، من المنتج الإسرائيلي الهوليوودي أرنون ميلتشان، و250 ألف شيكل (72 ألف دولار) من الملياردير الأسترالي جيمس باكر. وينفي نتنياهو جميع هذه الاتهامات. 

وقال المدعون: إن الهدايا تضمنت زجاجات شمبانيا وعلب سيجار، وإن نتنياهو ساعد ميلشان في أعماله. ولم توجّه لباكر أو ميلشان أي اتهامات.

هل يمكن أن يدخل السجن؟

تهمة الرشوة عقوبتها السجن لمدة تصل إلى عشر سنوات وغرامة، أو إحدى هاتين العقوبتين. أما الاحتيال وخيانة الأمانة فتهمتان تصل عقوبة كل منهما إلى السجن ثلاث سنوات.

وتجدر الإشارة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت استقال من منصبه زعيمًا للحزب عندما كان قيد المحاكمة بتهمة الفساد في عام 2008 لكنه ظل  رئيسًا للوزراء حتى انتخابات العام التالي التي أوصلت بنيامين نتنياهو إلى السلطة.

كما أن أولمرت خضع للمحاكمة عام 2009 وبعد إدانته لم يبدأ بقضاء عقوبته إلا في فبراير/ شباط عام 2016 بسبب الإجراءات القانونية الطويلة.

وخُفّض حكم أولمرت من 6 سنوات إلى سنة ونصف، وتمت تبرئته جزئيًا مما عرف بقضية هولي لاند، وخرج من السجن بتاريخ في يوليو/ تموز 2017.

المصادر:
التلفزيون العربي/وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close