الأحد 14 أبريل / أبريل 2024

ما هي رسائل الجهود القطرية لحل الخلاف الخليجي مع لبنان؟

ما هي رسائل الجهود القطرية لحل الخلاف الخليجي مع لبنان؟

Changed

 من لقاء أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي بمدينة غلاسكو في اسكتلندا (الأناضول)
من لقاء أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي بمدينة غلاسكو في إسكتلندا (الأناضول)
بدا الموقف السعودي متماسكًا تجاه لبنان، إذ تؤكد الرياض أن لا تسوية ممكنة مع لبنان في ظلّ استمرار سيطرة حزب الله على مفاصل وسياسات الدولة، حسب تعبيرها.

تتزايد الإجراءات الضاغطة على لبنان من قبل السعودية وبعض دول الخليج، على خلفية الأزمة التي فجرتها تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي خلال مشاركته في أحد البرامج، والتي اعتبر فيها أن الحرب على اليمن "عبثية"، وأنّ الحوثيين "يدافعون عن النفس".

وبات حديث الشارع اللبناني عقب تصاعد الأزمة الدبلوماسية المتمثلة بسحب السفراء ووقف التعاملات التجارية والخدمات البريدية مع لبنان، حول تداعياتها على الوضع المعيشي والاقتصادي بالبلد المنهك اقتصاديًا والذي يعيش أزمات متراكمة منذ عام 2019.

وقرّرت الرياض وقف الاستيراد من لبنان، مما راكم المزيد من الخسائر في هذا القطاع الهام لدولة مثل لبنان، تذهب نسبة 5% من صادراتها للسعودية بمبلغ يفوق الـ 200 مليون دولار، من أصل مجمل الصادرات إلى دول الخليج والتي تفوق المليار دولار.

وبدا الموقف السعودي متماسكًا تجاه لبنان، إذ تؤكد الرياض أن لا تسوية ممكنة مع لبنان في ظلّ استمرار سيطرة حزب الله على مفاصل وسياسات الدولة، حسب تعبيرها، في وقت لا يزال فيه قرداحي، الذي أشعل فتيل التوتر، يرفض الاستقالة.

وساطة قطرية

وضمن سعي حكومة نجيب ميقاتي، التي ولدت على أنقاض أزمة اقتصادية كان همّها الأول حلها وتخفيف وطأتها، ودون توقع لـ"أزمة قرداحي"، أبدى وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بو حبيب، الأحد الماضي، استغرابه من "قساوة سعودية" تجاه بلاده، وحث جامعة الدول العربية على الدعوة إلى حوار لمعالجة أزمة متصاعدة بين بيروت والرياض.

وخلال الأيام القليلة الماضية، أعلنت السعودية والإمارات والبحرين والكويت سحب سفرائها من بيروت، احتجاجًا على تصريحات قرداحي.

وعلى هامش مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطار بشأن التغير المناخي في مدينة غلاسكو في إسكتلندا، التقى ميقاتي، أمس الإثنين، بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ومع نظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح.

وقال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني: إنه سيوفد وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى بيروت، "للبحث في السبل الكفيلة بدعم لبنان ولا سيما معالجة الأزمة اللبنانية ـ الخليجية"، دون تحديد موعد.

رسائل إيجابية إلى لبنان

واعتبر علي درويش النائب في البرلمان اللبناني أن دعوة الحكومة اللبنانية للحوار مع السعودية لحل أي إشكالية هو وضع الإشكال الحاصل في إطاره الصحيح، معتبرًا أن هناك صراعًا في المنطقة يدفع لبنان ثمنه.

واعتبر درويش، في حديث إلى "العربي" من بيروت، أن الحديث عن إيفاد وزير الخارجية القطري إلى لبنان، يشير إلى أن الجميع يريد أن تكون هناك تهدئة معينة، وحلول منطقية للواقع الذي تعيشه البلاد.

وأضاف النائب اللبناني، أن هناك رسائل من غلاسكو، تفيد أن اتصالات ميقاتي كان لها وقع إيجابي، اتضح من خلال الرسائل التي أطلقت بوجود رغبة في استمرار الحكومة، وأن إيفاد وزير خارجية قطر، هي بادرة بأن هناك رغبة بإيجاد حل متوازن يرضي الجميع.

مراعاة خصوصية الخليج

بدوره، رأى المحلل السياسي سيمون أبو فاضل، أن هناك تكرارًا واضحًا للأسباب التي جعلت السعودية تتخذ هذا الموقف من لبنان، منها تدريب حزب الله للحوثيين، الذين يقصفون المملكة، وأن الحزب هو من يهيمن على الحكومة والبلاد، وأن الإساءة التي تحصل للسعودية هي من قبل الحزب، "وهذا كله يحتاج لحوار"، وفق قوله.

ولفت أبو فاضل إلى أنه لا أحد يستطيع من القوى السياسية أو المسؤولين، أن "يجد حلّا للمفهوم السعودي بهيمنة حزب الله على لبنان".

وقال: إن السعودية وصلت إلى حد أنها تريد أن تعطي إشارة إلى أن لبنان العربي، إذا بقي يدور في فلك حزب الله، "فالرياض ليست بحاجة إلى هذه الدولة التي تسبب لها المتاعب".

وأضاف أن موضوع الحل في لبنان لن يبقى سهلًا، "طالما أن حزب الله سيبقى جزءًا من السياسة الإيرانية على الساحة اللبنانية"، مشيرًا إلى أن على لبنان أن يراعي خصوصية الخليج وسياسته الإستراتيجية، "وخاصة أن السعودية ترى أن ما يحصل في لبنان هو جزء من الحرب مع إيران".

وكان وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، قال السبت الماضي: إن "التعامل مع بيروت غير ذي جدوى في ظل هيمنة حزب الله على النظام السياسي اللبناني، وليست هناك أزمة مع لبنان، بل أزمة في لبنان بسبب هيمنة وكلاء إيران".

وأكدت الحكومة اللبنانية، أكثر من مرة، أن تصريحات قرداحي لا تعكس موقفها الرسمي، وأنها حريصة على الحفاظ على أطيب العلاقات مع كل دول مجلس التعاون الخليجي، لا سيما السعودية. فيما دعا سياسيون لبنانيون، بينهم نواب برلمان، قرداحي إلى الاستقالة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close