الخميس 18 أبريل / أبريل 2024

"عمل إرهابي واضح".. محاولة اغتيال الكاظمي محور إدانات محلية ودولية

"عمل إرهابي واضح".. محاولة اغتيال الكاظمي محور إدانات محلية ودولية

Changed

سُجّل "انتشار أمني داخل المنطقة الخضراء" المحصّنة حيث مقرّ إقامة الكاظمي و"خارجها" عقب محاولة الاغتيال (غيتي)
سُجّل "انتشار أمني داخل المنطقة الخضراء" المحصّنة حيث مقرّ إقامة الكاظمي و"خارجها" عقب محاولة الاغتيال (غيتي)
أعربت الخارجية السعودية عن إدانتها ما وصفته بـ"العمل الإرهابي الجبان" الذي استهدف رئيس الوزراء العراقي، فيما وصفته إيران بأنه "فتنة جديدة".

تتواصل ردود الفعل على محاولة الاغتيال "الفاشلة" التي تعرّض لها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بطائرة مسيّرة استهدفت مقرّ إقامته فجر الأحد في هجوم لم تتبنّه أيّ جهة في الحال وردّ عليه الكاظمي بالدعوة إلى "التهدئة وضبط النفس".

وسارع الكاظمي إلى طمأنة العراقيين على سلامته ودعوتهم للتهدئة بعد الهجوم، مشدّدًا على أن "صواريخ الغدر لن تثبط عزيمة المؤمنين، ولن تهتزّ شعرة في ثبات وإصرار قواتنا الأمنية البطلة على حفظ أمن الناس وإحقاق الحق ووضع القانون في نصابه".

ووقع الهجوم الذي أسفر عن إصابتين طفيفتين في صفوف الحرس الشخصي للكاظمي وفق مصدر أمني، في وقت تشهد البلاد توتّرات سياسية شديدة على خلفية نتائج الانتخابات النيابية المبكرة التي جرت في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول.

"أشرار متربصون" بأمن العراق

وخرجت ردود الأفعال المستنكرة عقب هذا الهجوم، من أطراف محلية ودولية.

وشجب الرئيس العراقي برهم صالح "الاعتداء الإرهابي الذي استهدف رئيس الوزراء"، معتبراً أنه "تجاوز خطير وجريمة نكراء بحق العراق".

وشدّد صالح على أنّ الاعتداء "يستوجب وحدة الموقف في مجابهة الأشرار المتربصين بأمن هذا الوطن وسلامة شعبه".

من جهته، ندّد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بـ"العمل الإرهابي" الذي استهدف الكاظمي، معتبرًا في تغريدة أنه "استهداف صريح للعراق وشعبه".

تغريدة مقتدى الصدر

ورأى رئيس "تيار الحكمة الوطني" في العراق عمار الحكيم أن استهداف منزل الكاظمي عمل مدان ومستنكر ومن شأنه تأزيم المواقف وتعريض هيبة الدولة للخطر والعصف بسمعة العراق.

وفي السياق نفسه، دان رئيس إقليم كردستان العراق نجيرفان بارزاني محاولة الاغتيال، معتبرًا أنّها "تطور خطير يهدد الأمن والاستقرار  في البلاد وينذر بعواقب وخيمة"، وداعيًا الجميع إلى "ضبط النفس والتهدئة".

وفي موقف لافت، دعا الأمين العام لحركة "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي إلى "التحقق" مما حصل من قبل لجنة فنية متخصصة وموثوقة "للتأكد من سببه وحيثياته".

وقال إنّه "إذا لم يكن انفجارًا عرضيًا أو ما شابه، فإننا ندين هذا الفعل بكل صراحة"، معتبرًا أنّها في هذه الحالة "محاولة لخلط الأوراق بعد يوم واحد على الجريمة الواضحة بقتل المتظاهرين".

تنديد دولي واسع

وأدانت من جهتها بعثة الأمم المتحدة في العراق "بأشدّ العبارات محاولة اغتيال" الكاظمي، داعيةً إلى "الهدوء والحثّ على ضبط النفس".

وسارعت الولايات المتّحدة إلى إدانة هذا "العمل الإرهابي الواضح" وعرضت على السلطات العراقية المساعدة في التحقيق.

وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان: "لقد شعرنا بارتياح عندما علمنا أنّ رئيس الوزراء لم يصب بأذى. هذا العمل الإرهابي الواضح، الذي ندينه بشدّة، استهدف صميم الدولة العراقية".

ودانت وزارة الخارجية التركية، بدورها، الهجوم، معتبرة أنه "يهدف إلى الإضرار بسيادة العراق واستقراره". وأكدت أن تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب العراقي ودولته وحربها ضد الإرهاب بغض النظر عن مصدره.

إيران والسعودية تدينان

من جهتها، استنكرت إيران الهجوم ودعت إلى "اليقظة لإحباط المؤامرات الأمنية" في البلد المجاور.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية سعيد خطيب زاده في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية (إرنا): "ندين استهداف رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ونؤكد موقفنا الثابت بدعم الأمن والاستقرار في العراق".

وأضاف: "أدعو الجميع الى التحلي باليقظة لمواجهة المؤامرات الرامية لاستهداف أمن العراق وتنميته"، مشيرًا إلى أن "عملية الاغتيال تصب في مصلحة المعتدين على استقرار العراق وأمنه واستقلاله لتحقيق مطامعهم الاقليمية".

وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني دان محاولة اغتيال الكاظمي، واصفًا إياها بأنّها "فتنة جديدة يجب البحث عنها في مراكز الفكر الخارجية"، دون أن يذكر تفاصيل أخرى.

وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانتها ما وصفته بـ"العمل الإرهابي الجبان" الذي استهدف الكاظمي، مؤكدة وقوفها "صفًا واحدًا إلى جانب العراق الشقيق، حكومة وشعبًا، في التصدي لجميع الإرهابيين الذين يحاولون عبثًا منع العراق الشقيق من استعادة عافيته ودوره، وترسيخ أمنه واستقراره، وتعزيز رفاهه ونمائه".

إدانات عربية بالجملة

وفي المواقف أيضًا، أعربت دولة قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين لمحاولة الاغتيال التي استهدفت الكاظمي، واصفة إياها بأنها "عمل إرهابي يستهدف الدولة العراقية الشقيقة".

وشدّدت الخارجية القطرية على ضرورة ملاحقة الضالعين فيها وتقديمهم للعدالة، مجدّدة موقف دولة قطر الثابت الداعم لوحدة واستقرار وسيادة العراق، وتطلعات شعبه الشقيق في الأمن والاستقرار والتنمية.

من جهته، دان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ما وصفها بـ"المحاولة الغاشمة"، داعيًا جميع الأطراف والقوى السياسية في العراق إلى التهدئة ونبذ العنف والتكاتف من أجل الحفاظ علي استقرار الدولة وتحقيق آمال الشعب.

ودانت وزارة الخارجية الكويتية محاولة اغتيال الكاظمي، معتبرة أنها لا تستهدف الأخير فقط، وإنما ما تحقق للعراق وشعبه من وحدة وإنجازات على جميع الأصعدة.

وأكدت ثقتها بـ"وعي الأشقاء في العراق لتفويت الفرصة على من أراد بوطنهم ووحدتهم السوء".

وفي لبنان، أدان الرئيس ميشال عون محاولة اغتيال الكاظمي، معتبرًا أنّها لا تستهدف فقط شخصه، "بل كذلك الاستقرار والأمن في العراق والجهود المبذولة في سبيل تعزيز الوحدة الوطنية العراقية".

وأجرى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي اتصالًا بنظيره العراقي وهنأه بالسلامة بعد نجاته من  محاولة الاغتيال التي تعرض لها.

إلى ذلك، دان الرئيس الفلسطيني محمود عباس محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي، معربًا عن " تضامن دولة فلسطين وشعبها مع العراق وشعبها الشقيق"، ومشدّدًا على رفضه لأي اعتداءات تستهدف أمنه واستقراره ووحدة أراضيه.

انتشار أمني داخل المنطقة الخضراء وخارجها

في غضون ذلك، أكّد مصدر أمني لوكالة فرانس برس وجود "انتشار أمني داخل المنطقة الخضراء" المحصّنة حيث مقرّ إقامة الكاظمي و"خارجها"، فيما أفاد مصدر أمني آخر بأنّ "لا محاولات لاقتحام المنطقة الخضراء" وأنّ "الوضع تحت السيطرة". 

وقالت خلية الإعلام الأمني في بيان: إنّ "القوات الأمنية تقوم بالإجراءات اللازمة بصدد هذه المحاولة الفاشلة" لاغتيال رئيس الوزراء.

ويشهد محيط المنطقة الخضراء التي تضمّ أيضًا سفارة الولايات المتحدة، تظاهرات واعتصامات، منذ أسبوعين، لمناصرين لفصائل موالية لإيران رافضين لنتائج الانتخابات النيابية، تطورت الجمعة إلى مواجهات مع القوات الأمنية راح ضحيتها متظاهر على الأقلّ. 

واتّهمت فصائل موالية لإيران القوات الأمنية بإطلاق الرصاص الحيّ على المتظاهرين. 

وتتعرّض هذه المنطقة المحصّنة في وسط العاصمة العراقية أحيانًا لقصف بصواريخ، في هجمات لا يتبنّاها أيّ طرف، لكن غالبًا ما تتّهم واشنطن فصائل موالية لإيران بالمسؤولية عنها. 

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close