الإثنين 25 مارس / مارس 2024

بعد نصف قرن.. القضاء الأميركي يبرئ رسميًا "متهمَين" باغتيال مالكوم إكس

بعد نصف قرن.. القضاء الأميركي يبرئ رسميًا "متهمَين" باغتيال مالكوم إكس

Changed

مالكوم إكس أحد أبرز الوجوه التاريخيين لحركة الدفاع عن السود (غيتي)
مالكوم إكس أحد أبرز الوجوه التاريخيين لحركة الدفاع عن السود (غيتي)
اعتبرت قاضية المحكمة العليا لولاية نيويورك إيلين بيبن أن إدانة محمد عزيز البالغ اليوم 83 عامًا وخليل إسلام الذي توفي العام 2009 "شكلت فشلًا للقضاء".

برأ القضاء الأميركي الخميس رجلَين أدينا قبل أكثر من نصف قرن بتهمة اغتيال مالكوم إكس أحد أبرز شخصيات كفاح السود من أجل إقرار حقوقهم، في خطوة ألقت بظلال من الشك حول دور مكتب التحقيقات الفدرالي وشرطة نيويورك في حجب أدلة بشأن القضية.

واعتبرت قاضية المحكمة العليا لولاية نيويورك إيلين بيبن أن إدانة محمد عزيز البالغ اليوم 83 عامًا وخليل إسلام الذي توفي العام 2009 "شكلت فشلًا للقضاء".

وبرأت رسميًا الرجلين بعد طلب مشترك تقدم به المدعي العام في مانهاتن سايروس فانس وجهة الادعاء ومنظمة The Innocence Project التي تكافح الأخطاء القضائية.

وخلال هذه الجلسة التي نقلت مباشرة عبر التلفزيون، قدم المدعي العام في نيويورك "اعتذارات" السلطات القضائية على "عقود الظلم والانتهاكات غير المقبولة للقانون ولثقة الرأي العام".

حجب العشرات من الوثائق

وضجت قاعة المحكمة بالتصفيق عندما أبطلت القاضية بيبين حكمي الإدانة ضد محمد عزيز وخليل إسلام. وكان الرجلان قد حصلا على إفراج مشروط من السجن في الثمانينيات.

وحجب المحققون عن كل من الدفاع والادعاء العشرات من الوثائق من إدارة شرطة نيويورك ومكتب التحقيقات الفدرالي، ومنها تقارير تشير إلى تورط مشتبه بهم آخرين، وفقًا لفانس. وما زالت إدانة رجل ثالث بقتل مالكوم إكس قائمة.

كان محمد عزيز وخليل إسلام مع رجل ثالث هو توماس هاغان كان قد اعترف بمشاركته في الاغتيال، أعضاء في حركة "أمة الإسلام" التي كان مالكوم إكس أحد رموزها، لكنه ابتعد عنها في أجواء من التوتر الشديد.

وقتل الناشط برصاص أطلقه عدة أشخاص في 21 فبراير/ شباط 1965 خلال إلقائه كلمة في قاعة "أودوبون" للعروض في حي هارلم. 

دور غامض

وفي فبراير/ شباط 2020، بُث فيلم وثائقي على "نتفليكس" بعنوان "من قتل مالكوم اكس؟" وأثار شكوكًا في ضلوع محمد عزيز وخليل إسلام، ما دفع سايروس فانس للطلب من فرقه دراسة الملف مجدداً.

ويهدد هذا التطور القضائي بتعزيز فرضية الدور الغامض الذي لعبه مكتب التحقيقات الفدرالي وشرطة نيويورك في ذلك الوقت. وفي فبراير/ شباط الماضي، تم الكشف عن رسالة اتهام تركها شرطي بعد وفاته، وطلبت بنات مالكوم إكس بالفعل إعادة فتح التحقيق.

وقال الشرطي إنه اقترب، بطلب من قيادته، من أوساط مالكوم إكس ونصب كمينا لاثنين من حراسه الشخصيين اللذين أوقفا قبل أيام قليلة من الاغتيال، لإضعاف الإجراءات الأمنية المحيطة بالزعيم الأسود.

"عملية فاسدة"

وقال عزيز للمحكمة: إن إدانته الخاطئة نابعة من "عملية فاسدة في جوهرها وهي عملية مألوفة للغاية بالنسبة للسود في عام 2021"، وقال إنه يأمل أن يتحمل النظام "المسؤولية عن الضرر اللامحدود الذي لحق به بسبب ذلك".

وقال اثنان من أبناء إسلام حضرا أيضا بالمحكمة، وهما أمين وشاهد جونسون، للصحفيين خارج قاعة المحاكمة إنهما يشعران بمزيج من السعادة والألم إزاء هذه التبرئة، إذ لا يمكن أن تعوض أسرتهما شيئًا مما فقدته.

وكان أمين يتراوح عمره ما بين عام إلى عام ونصف وكانت والدتهما حاملًا في شاهد عندما تم القبض على إسلام الذي كان يُعرف سابقا باسم توماس جونسون.

وقال أمين جونسون لرويترز في وقت سابق أثناء انتظاره دخول قاعة المحكمة: إن التبرئة جاءت "بعد فترة طويلة جدًا.. بصراحة لم أكن أعتقد أنني سأعيش لأرى هذا اليوم".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close