الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

أزمة طالبي اللجوء لا تهدأ.. هل يصبحون أداة حرب إستراتيجية؟

أزمة طالبي اللجوء لا تهدأ.. هل يصبحون أداة حرب إستراتيجية؟

Changed

جاء أغلب اللاجئين والمهاجرين من العراق وسوريا وأفغانستان آملين في حياة جديدة في أوروبا لكنه حلم تتقاذفه حسابات تتجاوز ترتيباتهم البسيطة.

على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، لا تهدأ أزمة طالبي اللجوء، في ظلّ قنابل مسيلة للدموع وخراطيم مياه وأسلاك شائكة أقامتها وارسو لإبعاد من تعتبرهم خطرًا على حدودها.

ينام اللاجئون تحت العراء والبرد الشديد. جاء أغلبهم من العراق وسوريا وأفغانستان آملين في حياة جديدة في أوروبا لكنه حلم تتقاذفه حسابات تتجاوز ترتيباتهم البسيطة.

منهم من ركب قوارب الموت بغية النجاة من الجحيم، ومنهم من اصطفّ على أبواب الاتحاد الأوروبي في انتظار فرصة الداخل إليه، ليعود ملف الهجرة إلى صدارة الاهتمامات الغربية بعدما أثار أزمة بين الاتحاد الأوروبي وبيلاروسيا المدعومة من موسكو.

لكن، كيف أصبح اللاجئون ورقة ضغط وأداة حرب إستراتيجية؟ ما مدى مسؤولية الدول المعنية بهجرة رعاياها عن التوتر الحالي؟ أي دور لموسكو في الأزمة الحالية؟ وما الذي تمتلكه الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لحلّ ملف يرهق كاهل الاتحاد الأوروبي؟

المهاجرون يغادرون المخيمات على الحدود مع بولندا
المهاجرون يغادرون المخيمات على الحدود مع بولندا
المهاجرون يغادرون المخيمات على الحدود مع بولندا
المهاجرون يغادرون المخيمات على الحدود مع بولندا
المهاجرون يغادرون المخيمات على الحدود مع بولندا
المهاجرون يغادرون المخيمات على الحدود مع بولندا
المهاجرون يغادرون المخيمات على الحدود مع بولندا
المهاجرون يغادرون المخيمات على الحدود مع بولندا
المهاجرون يغادرون المخيمات على الحدود مع بولندا
المهاجرون يغادرون المخيمات على الحدود مع بولندا
المهاجرون يغادرون المخيمات على الحدود مع بولندا
المهاجرون يغادرون المخيمات على الحدود مع بولندا
المهاجرون يغادرون المخيمات على الحدود مع بولندا
المهاجرون يغادرون المخيمات على الحدود مع بولندا
المهاجرون يغادرون المخيمات على الحدود مع بولندا
المهاجرون يغادرون المخيمات على الحدود مع بولندا

رسائل ومناورات سياسية

تقول بولندا ودول غربية أخرى إن تدفق اللاجئين على مشارف الاتحاد الأوروبي مبطّن بالرسائل والمناورات السياسية.

تتهم بذلك بيلاروسيا ورئيسها بتدبير الأمر لرفع عقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي بعد الانتخابات الرئاسية العام الماضي.

تنفي منسك ذلك مقترحة في مفاوضاتها مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن يفتح الاتحاد الأوروبي ممرًا لعبور ألفي لاجئ على حدودها من أصل سبعة آلاف يعيشون على الأراضي البيلاروسية.

لكنّ الاتحاد الأوروبي لا يخفي مخططه في إعادة طالبي اللجوء الذين يُصنَّف أغلبهم بمهاجرين لأسباب اقتصادية تتحمّل بلدانهم الأصلية مصيرهم، من بينهم أكراد عراقيون فتحت لهم أربيل جسرًا جويًا لمن يرغب في العودة.

"عصا في يد موسكو"

في غضون ذلك، ينظر الغرب إلى بيلاروسيا على أنها عصا في يد موسكو المتهمة بافتعال الأزمة من وراء الكواليس، فتهديدات مينسك بوقف إمدادات الغاز إلى أوروبا اعتُبِرت رسالة مشفّرة من روسيا.

كما أنّ الكرملين غاضب من تدريبات حلف الناتو مع قوات أميركية في البحر الأسود التي تتزامن مع حديث عن استنفار عسكري روسي على الحدود مع أوكرانيا.

وتتصاعد الخشية من أن تحوّل المواجهات أزمة إنسانية للاجئين ضاقت بهم أوطانهم إلى أزمة سياسية مختلطة وتضع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية أمام التزاماتها بمواثيق حقوق الإنسان وما يعتبره الاتحاد الأوروبي شأنًا سياديًا وأمنًا قوميًا.

موسكو "لا تمسك كل الأمور بيدها"

تؤكد المستشارة في المعهد الروسي للدراسات الإستراتيجية إلينا سبولينا أنّ بيلاروسيا هي حليف لروسيا، لكنها تشدّد على أنّ موسكو ليست ضالعة في هذه الأزمة.

وتوضح في حديث إلى "العربي"، من موسكو، أن روسيا الآن بدأت تتوسط ما بين بيلاروسيا من طرف ودول أوروبا من طرف آخر.

وتشير إلى أنّ هذه الوساطة قد أدّت لنتائج إيجابية منها بدء الحوار ما بين قيادة بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي وأيضًا ما بين قيادة بيلاروسيا ودول أوروبية مثل ألمانيا.

وتلفت إلى أنّ الاتهامات من قبل دول غربية باتجاه موسكو مرفوضة بشكل قاطع، "وكأن روسيا تمسك كل الأمور بيدها، وهذا ليس صحيحًا".

وتضيف: "هناك لاجئون أتوا من العراق وأفغانستان وبعضهم من أكراد سوريا لكنهم هربوا من عدم الاستقرار في تلك الدول، وواشنطن هي سبب ذلك".

مواجهات عسكرية محتملة

من جهته، يؤكد الإعلامي والمحلل السياسي مصطفى طوسة أنّ أزمة الهجرة هي من بين الأزمات التي كانت دائمًا تؤرّق دول الاتحاد الأوروبي.

ويشير في حديث إلى "العربي"، من باريس، إلى أن نجاج البريكست مثلًا وخروج بريطانيا من دول الاتحاد الأوروبي كان سببه الأساسي "اجتياح" المهاجرين واللاجئين الذين جاؤوا إلى أوروبا من الشرق الأوسط وأفغانستان واعتُبر ذلك خطرًا على البريطانيين الأمر الذي دفعهم للتصويت بالبريكست.

ويلفت إلى أنّ أوروبا تعتقد أن ورقة الهجرة ربما تستخدمها بعض الدول، على غرار روسيا، في إطار الحرب الجديدة أو ذات الوجه الجديد التي تشنها موسكو.

ويقول إنّ خير دليل على ذلك أن دول الاتحاد الأوروبي مقتنعة تمامًا بأن هذه السياسة التي يقودها رئيس بيلاروسيا المعروف بالتصاقه العميق مع موسكو، لا يمكن أن تتمّ بلا ضوء أخضر من روسيا.

ويحذر من أننا سنكون أمام أزمة كبيرة إذا لم يتم التوصل لتفاهمات، ما قد يفتح المجال أمام مواجهات ربما تكون عسكرية بين الجانبين.

حقوق إنسانية للاجئين والمهاجرين

قانونيًا، تلفت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين رولا أمين إلى أن القانون الدولي يضمن للاجئ الحق في التماس اللجوء والحماية الدولية في البلد الذي يصل إليه وبغضّ النظر عن الطريقة التي وصل فيها.

وتوضح في حديث إلى "العربي"، من عمان، أن القانون لا يعطي المهاجر هذا الحق ربما، لكن لديه أيضًا حقوق إنسانية تضمنها المواثيق الدولية.

وتلفت إلى أنّ الأشخاص العالقين الآن على الحدود هم خليط من المهاجرين واللاجئين ويجب أن تُحترَم حقوقهم جميعًا حتى لو لم يكونوا لاجئين، بما فيها حق بالسلامة وحق وصول المنظمات الإنسانية إليهم حتى تتمكن من تقديم المساعدة لهم.

وفيما تشدد على وجوب أن يتم نقلهم إلى أماكن بظروف إنسانية أفضل، تخلص إلى أنّ على بولندا وبيلاروسيا احترام التزاماتهما تجاه حقوق اللاجئين والمهاجرين وعدم استخدامهم بمثابة أدوات لتحقيق غايات سياسية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close