تشكل مدينة عين العرب شمال حلب السورية، والقريبة من الحدود التركية، محور المحادثات بين مجلس سوريا الديمقراطية "مسد"، الذراع السياسي لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وروسيا، ولا سيما بعد رفض "مسد" عرضًا من موسكو، لإدخال قوات النظام السوري إلى المدينة.
وتعد مدينة عين العرب الإستراتيجية إحدى أهداف العملية العسكرية التركية التي تلوح بها أنقرة ضد قوات "قسد".
وأمام هذه المعطيات الميدانية، بدا أن المناقشات حامية بين "مسد" وروسيا، خاصة مع وصول الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية، إلهام أحمد إلى موسكو، للتباحث مع المسؤولين الروس في ملفات عدة تخص مناطق سيطرتها شمال سوريا.
قسد متخوّفة
وفي هذا الإطار، قال الكاتب الصحفي السوري منهل باريش، لـ "العربي": إن تسليم مدينة عين العرب لقوات النظام السوري أمر مستبعد نسبيًا، لكون النظام لا يملك قدرة بشرية كاملة للانتشار في تلك المناطق.
وأضاف من إسطنبول أن سياسة "قسد" تقوم على المواجهة الخفيفة، خاصة أن تسليم عين العرب إلى النظام السوري، في حال حصوله سيفتح شكلًا جديدًا من العلاقة بينهما.
وأشار باريش، إلى أن "قسد" تتخوف بشكل كبير من التدخل التركي والسيطرة على مدينة عين العرب، التي تمكن أنقرة من وصل المدينة بمناطق يسيطر عليها الجيش الوطني السوري المؤلف من فصائل للمعارضة موالية لتركيا في رأس العين وتل أبيض بريف الرقة.
ولفت باريش إلى أنه من الواضح أن الروس هم من يوقفون الأتراك من تنفيذ عملية عسكرية واجتياح بري وليس الأميركيين.
ونوه باريش، إلى أن الوضع في شرق سوريا أصبح يحتاج إلى موافقة روسية تجاه أي عملية عسكرية تركية محتملة.
وكانت الرئيسة التنفيذية لـ"مسد" إلهام أحمد، قالت الخميس الماضي: إن "مسؤولي شمال شرقي سوريا رفضوا مقترحًا روسيًا بإدخال ثلاثة آلاف عنصر من القوات الحكومية إلى مدينة عين عرب".
وتخوض "مسد" حاليًا مفاوضات مع النظام السوري، برعاية روسية، تتعلق بمصير المناطق التي تسيطر عليها في سوريا، إلا أن أحمد أكدت في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، أن جميع اللقاءات مع النظام للوصول إلى تفاهمات معه "باءت بالفشل".