الأربعاء 27 مارس / مارس 2024

الاتفاق النووي.. ما هي نقاط الخلاف التي قد تعرقل مساعي المباحثات؟

الاتفاق النووي.. ما هي نقاط الخلاف التي قد تعرقل مساعي المباحثات؟

Changed

تحتاج إيران لتأكيدات واضحة لعدم الإضرار بمنشآتها النووية، فيما يعود مسار المباحثات الذي ترتقبه كبرى قوى العالم بعد تعليق دام خمسة أشهر.

يعود المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافييل غروسي إلى إيران، وفي حقيبته مشروع لمناقشة ومراقبة النظام النووي الإيراني. وتريد الوكالة أن تفسح لها طهران المجال للوصول إلى منشآتها النووية.  

وتشير الدلائل إلى أن جميع القضايا بين الوكالة وطهران هي ملفات تقنية تتعلق بالتفتيش والمتابعة ومراقبة التخصيب. ويحاول غروسي إقناع إيران بحاجته لمراقبة منشآتها، وهو ما تعتبره طهران إجراء استثنائيًا لم يعد ممكنًا بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق.

ضغط على الغرب

تشهر إيران تخصيبها لليورانيوم الذي بلغ 60%، ضاغطة به على الغرب. ويتكئ غروسي على آماله لإنشاء قناة مثمرة للحوار المباشر حتى تتمكن الوكالة من استئناف أنشطة التفتيش في إيران.

وتحتاج إيران لتأكيدات واضحة لعدم الإضرار بمنشآتها النووية التي تعرضت لهجمات مختلفة، فيما يعود مسار المباحثات بعد أيام في موعد ترتقبه كبرى قوى العالم، بعد تعليق دام خمسة أشهر، وبمشاركة الولايات المتحدة بشكل غير مباشر.

وتبرز تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت بأن إسرائيل لن تكون ملتزمة بأي اتفاق مع إيران في حال تم التوصل إلى صيغة جديدة بين المجموعة الدولية وطهران.

تُتهم إيران بالسعي إلى الهيمنة على المنطقة. فقد هاجمت مرارًا سفنًا وناقلات نفط في بحر الخليج. وتُحسن إسرائيل رصد خصمها، فهي تعترض في بحر المفاوضات جولتها السابعة المنتظرة. وتراهن أميركا بأن اتفاقها مع طهران لا يعني حيادها عن خيار المواجهة معها.

مهمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية

في هذا السياق، يشير الباحث السياسي حسين رويران إلى أن "ما يربط إيران بالوكالة الدولة للطاقة الذرية هما مسألتان، أولهما معاهدة الحد من الانتشار النووي والتنسيق بين البلدين ضمن إطار هذه المعاهدة، وهو قائم على قدم وساق دون إشكال بين الوكالة وإيران؛ أمّا المسألة الثانية فهي أن الغرب يريد أن يطمئن أن إيران يمكن أن تعود إلى التزاماتها النووية".

ويقول رويران، في حديث إلى "العربي" من طهران: "إن غروسي هو بشكل غير مباشر مبعوث من قبل دول مجموعة 5+1 للتأكد من أن إيران تستطيع الالتزام بالاتفاق النووي كما نصت نسخة 2015". 

ويرى رويران أن إيران التي التزمت عام 2015 بالاتفاق، تحاول أن توجه رسالة إيجابية بأنها ستلتزم من خلال الوكالة الدولية.  

ويلحظ رويران غلبة التفاؤل على جولة المفاوضات المرتقبة. ويقول: "هناك إرادة يمكن تلمسها من خلال تصريحات الطرفين في أن العودة إلى الاتفاق النووي محتملة".

دور بايدن  

من جهته، يؤكد المستشار الإستراتيجي في الحزب الديمقراطي الأميركي ريتشارد غودستين أن الفريق نفسه الذي أرسلته الولايات المتحدة للتوقيع على الاتفاق النووي عام 2015 منخرط الآن في مهمة إحياء الاتفاق الذي أنهاه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

ويقول، في حديث إلى "العربي" من واشنطن: "أعتقد أن الولايات المتحدة تود تمامًا التوصل إلى اتفاق، لكنها تبقي عينها مفتوحة للتثبت من نوايا إيران بشكل ملائم".

ويعتقد غودستين أن ما من شخص أفضل من بايدن ليفهم التقاطعات في المصالح والسياسات بين إيران وإسرائيل.

ويقول: "من المنظور الإسرائيلي، إيران تموّل حزب الله وحركة حماس الفلسطينية، ولكننا هنا نتحدث بصورة محددة عن الاتفاق النووي، وأعتقد أن إسرائيل لن تشن من طرفها أي عملية عسكرية دون التنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية". 

التصعيد الإسرائيلي

وحول وجهة النظر الإسرائيلية، يشير الباحث المتخصص في الشؤون الإسرائيلية خلدون البرغوثي إلى أن إسرائيل ترى بأن أي اتفاق سيصب في مصلحة إيران، وهو ما أكده بينيت الذي اعتبر أن الاتفاق السابق كان بمثابة إبرة تخدير لإسرائيل.

ويقول، في حديث إلى "العربي" من رام الله: "إسرائيل تؤكد أنها لن ترضى بأي اتفاق بغض النظر عن نوعه، وحاولت طرح شروط لكن الإدارة الأميركية لم تقبل كما يبدو".

ويعتبر البرغوثي أن تصعيد بينيت لخطابه يقوم على اعتبارات سياسية خاصة به ولرغبة إسرائيل بوجود عدو. كما يرى أن التهديدات الإسرائيلية "ليست جديدة، لكن من الصعب على إسرائيل أن تقف بوجه الإدارة الأميركية". 

ويرجح البرغوثي لجوء إسرائيل إلى الجمهوريين الأميركيين لمحاولة عرقلة الاتفاق النووي وفرض شروطها. ويقول: "أتوقع أن تكون إسرائيل أقرب للصدام مع الإدارة الأميركية منه إلى التوافق معها على الشروط التي ستضعها الإدارة الأميركية أمام إيران". 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close