الأربعاء 27 مارس / مارس 2024

أول زيارة لوزير دفاع إسرائيلي إلى المغرب.. بيني غانتس يصل إلى الرباط

أول زيارة لوزير دفاع إسرائيلي إلى المغرب.. بيني غانتس يصل إلى الرباط

Changed

بيني غانتس وزير الدفاع الإسرائيلي (غيتي)
بيني غانتس وزير الدفاع الإسرائيلي (غيتي)
تأتي زيارة غانتس إلى المغرب في سياق إقليمي متوتر، مع إعلان الجزائر في أغسطس الماضي قطع علاقاتها مع الرباط بسبب ما وصفته بـ"أعمال عدائية".

وصل وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، ليل الثلاثاء، إلى الرباط في زيارة هي الأولى لمسؤول إسرائيلي بهذا المنصب إلى المغرب، لتعزيز "التعاون الأمني" بين البلدين بعد نحو عام على تطبيع علاقاتهما، وتزامنًا مع توتر بين الرباط والجزائر حول نزاع الصحراء.

وقبيل إقلاع طائرته من مطار بن غوريون في تل أبيب، صرّح غانتس: "ننطلق بعد دقائق في رحلة تاريخية مهمة إلى المغرب تكتسي صبغة تاريخية، كونها أول زيارة رسمية لوزير دفاع إسرائيلي لهذا البلد".

وأضاف: "سوف نوقع اتفاقيات تعاون ونواصل تقوية علاقاتنا. من المهم جدًا أن تكون هذه الزيارة ناجحة".

إعلان واضح عن الشراكة

وسيجري غانتس اليوم الأربعاء، بحسب تقارير، مباحثات في الرباط مع وزيري الدفاع والخارجية المغربيين.

وتهدف هذه الزيارة إلى "وضع الحجر الأساس لإقامة علاقات أمنية مستقبلية بين إسرائيل والمغرب"، بحسب ما أوضح مسؤول إسرائيلي، مشيرًا إلى أنّ اتفاق إطار سيتم توقيعه في هذا الصدد.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي بحسب ما نقلت عنه وكالة "فرانس برس": "كان لدينا بعض التعاون، لكننا سوف نعطيه طابعًا رسميًا الآن. إنه إعلان علني عن الشراكة بيننا".

أما موقع "إسرائيل 24" الرسمي، فوصف الثلاثاء الزيارة بأنها "تاريخية غير مسبوقة، فهي الأولى من نوعها لوزير دفاع إسرائيلي إلى المملكة المغربية، وتمتد على مدار 48 ساعة".

وقال: "ينتظر أن يوقع غانتس مع عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني بالمغرب، اتفاقية تعاون في مجال الدفاع".

وأشار إلى أن المغرب كان قد اقتنى مؤخرًا نظام  SKYLOCK المضاد للطائرات بدون طيار، الذي تصنعه شركة Skylock Systems، وهي جزء من مجموعة Avnon الإسرائيلية بهدف تطوير قدراته في حماية المنشآت الحيوية والحساسة، والمدنية والعسكرية".

تاريخ تطبيع المغرب مع إسرائيل

وكان البلدان قد أقاما علاقات دبلوماسية إثر توقيع اتفاقات أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية العام 1993، قبل أن تقطعها الرباط بسبب قمع الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي انطلقت عام 2000.

لكن إسرائيل والمغرب أعلنتا نهاية العام الماضي عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد توقفها عام 2002.

ومنذ ذلك الحين تم افتتاح سفارة لإسرائيل بالمغرب خلال زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى الرباط في أغسطس/ آب الماضي.

كما أعيد افتتاح مكتب الاتصال المغربي في تل أبيب.

واستؤنفت العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين في إطار اتفاق اعترفت بموجبه الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر. 

وكانت المملكة بذلك رابع بلد عربي يطبع علاقاته مع إسرائيل عام 2020 برعاية أميركية، بعد الإمارات والبحرين والسودان. 

كما كان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين ونظيره المغربي ناصر بوريطة قد أكدا خلال لقائهما في وقت سابق بواشنطن على أهمية "التعميق المستمر" للعلاقات بين المغرب وإسرائيل.

السفير الإسرائيلي "يرحب بالزيارة"

بدوره، رحب السفير الإسرائيلي بالمغرب ديفيد غوفرين، بوصول بيني غانتس، وزير دفاع بلاده للرباط.

وكتب غوفرين عبر تويتر: "‏يسعدني أن أرحب بالسيد بيني غانتس، وزير الدفاع الإسرائيلي في زيارته للمغرب ابتداء من اليوم الأربعاء للتوقيع على مذكرة تفاهم تحدد التعاون الدفاعي بين البلدين".

وأضاف: "تعتبر هذه الزيارة التاريخية الأولى من نوعها منذ استئناف العلاقات الثنائية بين المغرب وإسرائيل".

الزيارة "ليست من باب الصدفة"

كما تأتي زيارة غانتس إلى المملكة في سياق إقليمي متوتر، مع إعلان الجزائر في أغسطس/ آب قطع علاقاتها مع الرباط بسبب "أعمال عدائية". 

وأعرب المغرب عن أسفه للقرار ورفض "مبرراته الزائفة". كذلك أعلنت جبهة البوليساريو الجمعة "تكثيف" عملياتها العسكرية ضد القوات المغربية في الصحراء.

واعتبر الخبير في العلاقات الإسرائيلية المغربية بجامعة تل أبيت بروس مادي وايتسمان أن هذا التزامن قد لا يكون من باب الصدفة.

وأوضح في تصريحات نقلتها "فرانس برس"، أنه "في سياق التوتر مع الجزائر، ربما يرغب المغاربة في أن يظهروا للعالم، ولشعبهم وخصومهم الجزائريين وكذلك للغرب، أنهم بصدد تعميق علاقاتهم مع إسرائيل، مع كل ما يستتبع ذلك"، على حد قوله.

تنديدات "بالخطوة غير المحسوبة"

وتزامنًا، أعلنت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، عن إدانتها لاستقبال "وزير الحرب الصهيوني بأرض المغرب".

واعتبرت الهيئة في بيان هذه الخطوة "غير محسوبة العواقب، واستمرارًا في مسلسل التطبيع المذل مع الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين".

وأضاف البيان أن "النظام المغربي ينتقل بدون أي خجل لترسيم التطبيع العسكري مع قتلة الأطفال ومغتصبي أرض الإسراء والمعراج، على عكس إرادة الشعب المغربي المناهض لكل أشكال التطبيع مع الصهاينة، وخذلانًا للشعب الفلسطيني ولصموده ولمقاومته من أجل التحرير وإقامة دولته المستقلة".

كما أدانت الهيئة المغربية "كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني وتشجب بشدة زيارة وزير الحرب للمغرب، كما تجدد دعوتها للشعب المغربي من أجل اليقظة والوقوف صفًا واحدًا أمام المخطط الصهيوني الذي يستهدف استقرار المنطقة".

كما أطلق النشطاء والمنظمات الداعمة للقضية الفلسطينية وسمًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان: "لا مرحبا بالقاتل غانتس".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close