السبت 20 أبريل / أبريل 2024

خطوة أبي أحمد "ألهمت كثرًا".. واشنطن: "لا حلّ عسكريًا" للنزاع في إثيوبيا

خطوة أبي أحمد "ألهمت كثرًا".. واشنطن: "لا حلّ عسكريًا" للنزاع في إثيوبيا

Changed

شارك مئات المجنّدين الجدد في حفل أقيم على شرفهم في منطقة كولفي في أديس أبابا
شارك مئات المجنّدين الجدد في حفل أقيم على شرفهم في منطقة كولفي في أديس أبابا (أرشيف - غيتي)
يأتي انضمام أبي أحمد إلى جبهات القتال في وقت يتركز فيه القتال بين الجيش وقوات تيغراي في إقليم أمهرة، على بعد مئتي كيلومتر شمال العاصمة الإثيوبية.

حذّرت الولايات المتّحدة أمس الأربعاء من أنّ "لا حلّ عسكريًا" للنزاع في إثيوبيا، وأنّ الدبلوماسية هي "الخيار الأول والأخير والأوحد" لوقف الحرب الأهلية الدائرة في البلد الإفريقي.

أتى الموقف الأميركي ردًا على إعلان الإعلام الرسمي الإثيوبي أنّ رئيس الوزراء أبي أحمد، الحائز على جائزة نوبل للسلام في 2019، توجّه الثلاثاء إلى خط الجبهة الأمامي وهو "يقود حاليًا الهجوم المضادّ" لصدّ متمرّدي منطقة تيغراي الشمالية الزاحفين باتّجاه العاصمة.

"هدفنا دعم الدبلوماسية"

وقال متحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية: "لا حلّ عسكريًا للنزاع في إثيوبيا. هدفنا هو دعم الدبلوماسية بوصفها الخيار الأول والأخير والأوحد".

وأضاف: "نحن نَحضّ جميع الأطراف على الامتناع عن إطلاق خطابات تحريضية وعدائية، وعلى ضبط النفس واحترام حقوق الإنسان والسماح بوصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين".

وتابع المتحدّث الأميركي: "لقد اطّلعنا على التقارير التي تفيد بأنّ رئيس الوزراء أبي هو اليوم في الجبهة، وعلى تلك التي نقلت عن رياضيين وبرلمانيين وقادة أحزاب ومناطق إثيوبيين رفيعي المستوى قولهم إنّهم سينضمون بدورهم إلى رئيس الوزراء في الخطوط الأمامية للجبهة".

"حملة الصمود"

وفقًا للإعلام الرسمي الإثيوبي، فإنّ البيان الذي نشره أبي الإثنين وأعلن فيه عزمه على التوجه إلى الجبهة "ألهم كثرًا على.. الانضمام إلى حملة الصمود".

والأربعاء، شارك مئات المجنّدين الجدد في حفل أقيم على شرفهم في منطقة كولفي في أديس أبابا. ومن بين أولئك الذين تعهّدوا خوض القتال العدّاء الأولمبي فييسا ليليسا.

وعلى الرّغم من تعبئتها السكان لمقاتلة المتمرّدين، تصرّ حكومة أبي على أنّ التقارير التي تفيد بتحقيق جبهة تحرير شعب تيغراي وحلفائها تقدّمًا ميدانيًا مبالغ فيها.

ويأتي انضمام أحمد إلى جبهات القتال وانطلاق حملات التطوّع في وقت يتركز فيه القتال بين الجيش وقوات تيغراي في إقليم أمهرة، على بعد مئتي كيلومتر شمال العاصمة الإثيوبية.

وتحاول جبهة تحرير تيغراي قطع الطريق الرابط بين أديس أبابا وميناء رئيسي في الجارة جيبوتي، ما يشكل ضربة كبرى لاقتصاد البلاد. 

في المقابل، ترسل الحكومة المركزية قوات وعتادًا عسكريًا إلى هناك لتعزيز قواعد الجيش ومنع قطع الممر التجاري الاستراتيجي.

فشل الجهود الدبلوماسية

بدوره، جاء التحذير الأميركي في وقت فشلت فيه الجهود الدبلوماسية التي يبذلها المجتمع الدولي للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار بين القوات الحكومية والمتمردين.

وأوقعت المعارك في إثيوبيا، ثاني أكبر بلد في إفريقيا من حيث عدد السكان، آلاف القتلى ووضعت مئات الآلاف في مواجهة خطر المجاعة، وفق الأمم المتحدة.

واندلعت الحرب في خريف العام الماضي؛ حين أرسلت الحكومة الاتحادية قواتها إلى تيغراي للإطاحة بسلطات الإقليم المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيغراي، بعدما اتّهم أبي قوات الإقليم بمهاجمة مواقع للجيش الاتحادي.

وفي أعقاب معارك طاحنة أعلن أبي النصر في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني، لكنّ مقاتلي الجبهة ما لبثوا أن استعادوا في يونيو/ حزيران السيطرة على القسم الأكبر من تيغراي، قبل أن يتقدّموا نحو منطقتَي عفر وأمهرة المجاورتين. وتحالفت الجبهة مع مجموعات متمرّدة أخرى مثل جيش تحرير أورومو، الناشط في منطقة أوروميا المحيطة بأديس أبابا.

وأعلنت جبهة تحرير شعب تيغراي هذا الأسبوع السيطرة على شيوا روبت، التي تبعد مسافة 220 كيلومترًا إلى شمال شرق أديس أبابا برًا.

غوتيريش يدعو لوقف فوري لإطلاق النار

من ناحيته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء إلى "وقف فوري وغير مشروط" لإطلاق النار في إثيوبيا.

وأشار غوتيريش في بوغوتا عاصمة كولومبيا، التي يزورها لإحياء ذكرى خمس سنوات على توقيع اتفاق سلام فيها، أنّ عملية السلام في كولومبيا تلهمه لتوجيه مناشدة عاجلة اليوم الى أطراف النزاع في إثيوبيا لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار لإنقاذ البلاد.

وأضاف أنّ وقف إطلاق النار هذا يجب أن "يسمح بحوار بين الإثيوبيين لحلّ الأزمة والسماح لإثيوبيا بالمساهمة مرة أخرى في استقرار المنطقة".

وكانت بريطانيا قد حثّت مواطنيها في إثيوبيا على مغادرة البلد الإفريقي على الفور، محذرة إياهم من أن الصراع في إثيوبيا يتدهور بسرعة وأن القتال قد يقترب من أديس أبابا.

بدورها، نصحت سويسرا رعاياها بمغادرة إثيوبيا، ومثلها فعلت ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية وتركيا.

تعليقًا على التطورات، اعتبر الباحث المتخصّص بشؤون القرن الإفريقي عبدالوهاب الطيب البشير أن ارتداء أبي أحمد للملابس العسكرية وذهابه إلى الجبهة مؤشر واضح على أن ساعة الصفر للحرب قد حانت.

وأردف في حديث إلى "العربي" من الخرطوم، بأن دعوة الدول الغربية رعاياها إلى مغادرة إثيوبيا فورًا تعني أن لديهم مؤشرات لقياس أن الحرب قد بدت وشيكة، برغم ما تبذله هذه الدول لا سيما الولايات المتحدة، وكذلك القرن الإفريقي والأمم المتحدة، من خطوات جادة للوصول إلى تسوية سريعة. 

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close