الإثنين 25 مارس / مارس 2024

بعد اتفاقه مع البرهان.. هل سينجح حمدوك في استعادة ثقة الشارع؟

بعد اتفاقه مع البرهان.. هل سينجح حمدوك في استعادة ثقة الشارع؟

Changed

لا يرى الشارع السوداني في اتفاق عبد الله حمدوك وعبد الفتاح البرهان حماية للمرحلة الانتقالية، بل يصرّ على رفضه، وهو موقف تكرره قوى الحرية والتغيير.

عاد رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك إلى منصبه، وباشر ممارسة صلاحياته التنفيذية باتخاذ خطوات منها إقالة مدير عام قوات الشرطة ونائبة بعد اتهامات بتورطهما بقتل العشرات من المتظاهرين المناهضين للحكم العسكري. كما ألغى حمدوك كل التعيينات التي قام بها المجلس العسكري بعد الانقلاب.

ويبدو أن حمدوك، وكذلك رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان، يطبقان ما يُفترض أن ينص عليه الاتفاق الجديد. لكن الشارع في السودان لا يرى في ذلك حماية للمرحلة الانتقالية، بل يصرّ على المواقف الرافضة للاتفاق بعد الانقلاب، وهو موقف تكرره قوى الحرية والتغيير.

وجه مدني للعسكر

وتجثو البلاد على ركبتيها أمنًا واقتصادًا حيث بلغ معدل التضخم 400% وهو الأعلى في العالم، إضافة لاشتعال الحدود مع إثيوبيا. لكن حمدوك يريد أن يحقن الدماء عبر اتفاق سياسي مع العسكر.

وقد تضمن الاتفاق الإفراج عن المعتقلين السياسيين إبان الانقلاب. وربما يسعى البرهان لتطبيق ذلك حيث عفى عن نحو ثمانية ضباط بجهاز المخابرات العامة من الخدمة وعيّن أحمد مفضل مديرًا جديدًا لجهاز المخابرات وهو من وجوه النظام القديم.

ويريد حمدوك تطمين الشارع والأحزاب المعارضة، فيما يريد البرهان الهروب من الضغوط الخارجية.

وترى أصوات أخرى أن حمدوك بات الوجه المدني لسلطة العسكر، واتفاقه شرعنة للانقلاب وخيانة للشعب.

لغة القرارات

في هذا السياق، يرى الباحث السياسي محمد عبد الله ود أبوك أن التفاهمات بين البرهان وحمدوك بشأن الاتفاق السياسي الأخير تمضي بشكل متفق عليه بينهما.

ويقول في حديث إلى "العربي" من الخرطوم: "إن خطوة إقالة مدير عام الشرطة تندرج ضمن هذا الاتفاق وإن بدت أنها تشير إلى مخاطبة الشارع بلغة القرارات التي توضح نية الأطراف بشكل جاد أنهما يريدان خلق وضع جديد من التفاهم".

كما يعتبر أن قوى الحرية والتغيير قد أخفقت في الكثير من النقاط في مرحلة توليها الحكم وأن حمدوك قدّر الموقف لتدارك انهيار البلاد.

ويشير إلى أن هذه القوى التي تضم أربعة أحزاب "فشلت في تقديم مشروع واحد".

انتكاسة لمسار العدالة

من جهتها، تشير الكاتبة الصحافية درة قمبو إلى أن إقالة رؤساء الشرطة حصل دون الإشارة إلى أي نوع من المحاسبة أو التحقيق أو المحاكمة.

وتقول في حديث إلى "العربي" من الخرطوم: "لقد أخفي الفاعل الأساسي، فلا يعقل أن تتصرف عناصر الشرطة من تلقاء تفسها دون توجيهات من سلطات أعلى".

وتعتبر أن هذه الخطوة تتماهى مع السلوك القديم في السودان وانتكاسة لمسار العدالة. وتضيف: "إن غياب المحاسبة والشفافية هو أحد مشاكل السودان". 

وترى أنه يتوجّب على الشعب السوداني أن "يخلق قيادته من الداخل، وأن ينتج مشروعه السياسي بيديه".

سقوط الأقنعة

بدوره، يؤكد القيادي في قوى الحرية والتغيير نور الدين صلاح الدين أنه لا توجد انقسامات داخل القوى بشكل مقلق.

ويرى أن من حسنات الوضع القائم في السودان أنها استطاعت أن تسقط الأقنعة وتميّز بين "المؤمنين بالديمقراطية مشروعًا وطنيًا وبين من يملكون الرغبة في التحالف مع السلطة الانقلابية".

ويقول في حديث إلى "العربي" من الخرطوم: "أعتقد أن الشارع السياسي في السودان موحد أكثر من أي وقت مضى، فالشارع السوداني، وخلفه قوى التغيير، مصمم على المضي ببناء الدولة الديمقراطية".

كما يعتبر صلاح الدين أن حمدوك "أخطأ خطأ كبيرًا بعد أن خذل الشارع".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close