الجمعة 12 أبريل / أبريل 2024

أزمة الهجرة.. البابا يستعد لإعلان "إنساني" خلال رحلة إلى قبرص واليونان

أزمة الهجرة.. البابا يستعد لإعلان "إنساني" خلال رحلة إلى قبرص واليونان

Changed

يواصل البابا فرنسيس الرحلة الخامسة والثلاثين منذ انتخابه عام 2013 (غيتي)
يواصل البابا فرنسيس الرحلة الخامسة والثلاثين منذ انتخابه عام 2013 (غيتي)
خلال الرحلة الخامسة والثلاثين منذ انتخابه عام 2013، سيكرّر البابا العام دعوته العالم للتنديد بأزمة الهجرة، بعد التوترات بين الاتحاد الأوروبي وبيلاروسيا.

يعتزم البابا فرنسيس، يوم غد الخميس، التوجّه في رحلة تستغرق خمسة أيام إلى قبرص واليونان، حيث سيثير مجدّدًا قضية المهاجرين والحوار بين الأديان، وسيزور خلالها جزيرة ليسبوس التي تعتبر رمزًا لأزمة الهجرة.

ومن المتوقع أن يصل البابا الأرجنتيني إلى قبرص في 2 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، ويبقى فيها حتى الرابع منه، لينطلق بعدها إلى اليونان التي يزورها حتى السادس من الشهر نفسه، علمًا أنهما بلدان تغلب عليهما الطائفة الأرثوذكسية، وحيث يعيش عشرات الآلاف فقط من الكاثوليك.

ومع إلقاء 12 خطابًا واجتياز 4500 كيلو متر جوًا واجتماعات عدة مع زعماء سياسيين ودينيين، لا يبدو أن البابا فرنسيس الذي سيبلغ 85 عامًا قريبًا، وظهرت عليه علامات تعب منذ جراحة في القولون خضع لها في يوليو/ تموز الماضي، يريد تقليص وتيرة عمله، وأيضًا رغم الأزمة الصحية التي ما زالت مستعرّة.

وخلال هذه الرحلة الخامسة والثلاثين منذ انتخابه عام 2013، سيكرّر البابا العام دعوته إلى العالم للتنديد بأزمة الهجرة، بعد التوترات بين الاتحاد الأوروبي وبيلاروسيا، ومأساة بحر المانش التي قضى فيها 27 شخصًا أخيرًا.

وقبل قداس كبير في أثينا، سيقوم برحلة خاطفة ذهابًا وإيابًا إلى ليسبوس في 5 ديسمبر المقبل، وفي تلك الجزيرة الواقعة في بحر إيجه على مسافة أقل من 15 كيلو مترًا من الساحل التركي، قال في زيارته الأولى في أبريل/ نيسان 2016: "نحن كلنا مهاجرون".

"رسالة إنسانية"

وأعلن رئيس أساقفة كاثوليك بحر إيجه جوزف برنتيزيس، أن البابا يريد "إصدار إعلان إنساني وليس سياسيًا"، مشيرًا إلى أنه "يرغب في توعية المواطنين الأوروبيين بقضية اللاجئين، لأن البحر الأبيض المتوسط مليء بالغرقى".

من جانبه، أكد روبرتو زوكوليني الناطق باسم الجالية الكاثوليكية الإيطالية سانتيجيديو التي تنظم منذ العام 2015 ممرات إنسانية خصوصًا من اليونان أن عودة البابا "إلى المكان نفسه بعد خمس سنوات هي رسالة قوية للغاية".

وفي مواجهة "تراكم" الأزمات، يريد البابا "تذكير أوروبا بطريقة قوية بأنها تتحمل مسؤولية مشتركة"، بحسب ما يقول.

من جهتها، تقول السلطات اليونانية إنها تنتظر من البابا "اعترافًا بالعبء الذي يتحمله السكان منذ سنوات" لكنها لا تريد "تقليص الزيارة إلى بعد وحيد وهو الهجرة"، إذ إن الرحلة إلى أثينا ستركز بشكل أساسي على الحوار مع الأرثوذكس، المنفصلين عن الكنيسة الكاثوليكية منذ الانشقاق الذي حصل عام 1054 بين روما والقسطنطينية.

تعزيز الروابط

وقال ماركو بوليتي، الصحافي المتخصص بشؤون الفاتيكان لوكالة فرانس برس إن "البابا يرغب في تعزيز الروابط مع الطائفة الأرثوذكسية التي ضاعف تجاهها بوادر الأخوة، كما طلب من البطريرك برثلماوس القسطنطيني أن يباركه".

وقبل اليونان، يتوقع أن يصل البابا فرنسيس إلى قبرص يوم غد الخميس، حيث سيطلق "نداء من أجل الوحدة والسلام"، كما أفاد مصدر في الفاتيكان.

وجزيرة قبرص مقسمة منذ العام 1974 بين جمهورية قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي و"جمهورية شمال قبرص التركية" المعلنة من جانب واحد عام 1983 ولا تعترف بها سوى أنقرة.

ولا تزال المفاوضات حول تسوية الأزمة القبرصية تسير في طريق مسدود منذ 2017 رغم محادثات متكررة تحت إشراف الأمم المتحدة للتوصل لإعادة توحيد الجزيرة.

وفي العاصمة نيقوسيا المقسمة إلى جزأين بـ"خط أخضر"، سيستقبل البابا الرئيس نيكوس أناستاسيادس والمطران خريسوستوموس الثاني، رئيس الكنيسة الأرثوذكسية المحلية. والجمعة، سيحتفل بقداس في ملعب كرة القدم البلدي أمام سبعة آلاف مصلّ بالإضافة إلى إقامة صلاة مسكونية مع مهاجرين قرب المنطقة العازلة الخاضعة لإدارة الأمم المتحدة.

وبحسب السلطات القبرصية، فإن المفاوضات جارية مع الفاتيكان لتنظيم نقل عائلات مهاجرة إلى إيطاليا، كما كانت الحال عام 2016 عند زيارته ليسبوس.

وبعد العراق وسلوفاكيا، هذه الرحلة الثالثة للبابا فرنسيس في العام 2021، بعد عام أعجف بسبب جائحة كوفيد-19. وكان قد اعترف في مارس/ آذار لدى عودته من العراق بأنه يشعر "بتعب أكبر بكثير" من رحلاته السابقة، لكنه أعلن أنه يريد مواصلة رحلاته في العام 2022، خاصة في أوقيانوسيا.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close