نُصّبت نجمة الغناء ريهانا بطلة قومية في موطنها باربادوس، الجمهورية الأحدث في العالم التي لم يتجاوز عمرها الساعات، والتي احتفت بنزعها العباءة الملكية بعد أربعة قرون، لتحقق حلم الجمهورية التي راودها في الذكرى الـ55 لاستقلال الجزيرة عن بريطانيا.
قدّمت ميا موتلي، رئيسة وزراء بربادوس ريهانا فينتي المعينة بمنصب البطل القومي لبربادوس. وتمنت لها أن تستمر في التألق مثل الماس وأن تجلب الشرف لأمتها من خلال أعمالها.
وكانت باربادوس قد اعترفت بإنجازات المغنية في "يوم ريهانا" عام 2008، وعينت المغنية المعروفة سفيرة فخرية للشباب والثقافة من قبل رئيس الوزراء الراحل، ديفيد طومبسون عام 2009.
BREAKING: Rihanna is conferred with the honor of National Hero of Barbados by the prime minister pic.twitter.com/I036f4O2zx
— philip lewis (@Phil_Lewis_) November 30, 2021
خرجت من العباءة الملكية
وطوت باربادوس اليوم صفحات الحكم الملكي الذي امتد لأكثر من 400 عام. وبدأت الجزيرة الواقعة في المنطقة الغربية من شمال المحيط الأطلسي على بعد 100 كيلومتر شرقي جزر ويندوارد والبحر الكاريبي، التي ذاقت مرارة العبودية، مسيرتها نحو الكيان الجمهوري، في حفل رسمي.
وحضر الحفل ولي عهد المملكة المتّحدة الأمير تشارلز حيث جُرّدت خلاله والدته الملكة إليزابيث الثانية من منصبها كرئيسة لهذه الدولة.
وأنزل علم التاج الملكي، وكانت المرة الأخيرة التي يشهد فيها الأمير تشارلز تحية عسكرية للتاج البريطاني في الجزيرة.
إلا أن ولي العهد البريطاني أكّد الصداقة ومشاركة الأهداف والقيم العامة بين البلدين، متناولًا تاريخ العبودية في الجزيرة الكاريبية.
وستودع المنشآت الحكومية صورة الملكة إليزابيث، وستقف الجمهورية الوليدة ورئيستها ساندرا ميسن أمام تبعات قرار الانفصال ولا سيما مواجهة فيروس كورونا الذي يمثّل أحد أهم التحديات للجزيرة التي تبلغ مساحتها 431 كيلومترًا مربعًا باعتبارها مقصدًا سياحيًا.
وكانت باربادوس قد نظّمت انتخاباتها الرئاسية الأولى في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بعد 13 شهرًا من إعلان انفصالها دستوريًا عن التاج البريطاني.
ماض استعماري
تركت الجزيرة التي تعرف باسم لؤلؤة الكاريبي ماضيها الاستعماري وراءها، بحسب رئيسة وزرائها ميا موتلي. فقد كانت بداية مستعمرة إسبانية وبرتغالية من منتصف القرن السادس عشر وحتى القرن السابع عشر، تعرف باسم لوس باربادوس أو أوس باربادوس، لكنها أصبحت مستعمرة إنكليزية عام 1625 حين وصل البحارة الإنكليز إلى بباربادوس في موقع مدينة هولتاون الحالية وطالبوا الإنكليز بملكيتها لعرش جيمس الأول.
وبقيت تحت الحكم البريطاني، وكانت الجزيرة الوحيدة في منطقة البحر الكاريبي التي لم تخضع لأكثر من قوة استعمارية، وأصبحت عام 1966 دولة مستقلة ضمن الكومنولث تحت قيادة الملكة إليزابيث الثانية.
Barbados removed Queen Elizabeth II as its head of state on Tuesday, as it became a republic for the first time in history. Prince Charles and Rihanna attended the ceremony that saw Dame Sandra Mason being sworn in as the island's first ever president. pic.twitter.com/0rL6kUetQU
— The Royal Family Channel (@RoyalFamilyITNP) November 30, 2021
أغنى بلدان العالم
وتحتل باربادوس المرتبة 51 من بين أغنى بلدان العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد.
ووفقاً للبنك الدولي، تصنف بربادوس في المرتبة 66 من بين الاقتصادات الأعلى دخلًا في العالم. واعتمد اقتصاد الجزيرة تاريخيًا على زراعة قصب السكر والأنشطة المتصلة بها، ولكنه بدأ يتنوع في أواخر سبعينيات وأوائل ثمانينيات القرن الماضي مع تطوير قطاعي الصناعة التحويلية والسياحة، كما تسعى الحكومة إلى جذب الاستثمارات الأجنبية.
قبل ساعات، حذت باربادوس التي يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة، حذو فيجي التي تخلّت عن الحكم الملكي في عام 1987 وموريشيوس عام 1992. وأصبحتا جمهوريتين بعد غويانا (1970) وترينيداد وتوباغو (1976) ودومينيكا (1978).