نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الجمعة، معلومات تشير إلى أن روسيا تستعد لشن هجوم على أوكرانيا يشارك فيه ما يصل إلى 175 ألف جندي اعتبارًا من العام المقبل، مؤكدة بذلك مخاوف لدى كييف من هذا الاحتمال.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي كبير، طلب عدم كشف هويته، قوله: إن موسكو تستعد لإطلاق "مئة كتيبة مكونة من مجموعات تكتيكية بقوة تقدر بنحو 175 ألف رجل، إلى جانب دبابات ومدفعية ومعدات أخرى". وقالت واشنطن بوست اعتمادًا على وثيقة عسكرية أميركية: إن القوات الروسية تقوم بالتموضع في أربعة مواقع مختلفة بخمسين مجموعة قتالية تكتيكية.
The Washington Post 🗞️ publishes an unclassified US intelligence slide on the Russian military buildup near the borders of Ukraine. The source of the imagery is from commercial satellite imagery company DigitalGlobe - so essentially knowledge already in the public domain. pic.twitter.com/2aDW3RiXQj
— Intel Dispatches (@inteldispatches) December 4, 2021
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد قال الجمعة إنه يعد "مجموعة من المبادرات" تهدف إلى حماية أوكرانيا من هجوم روسي، في حين تتهم كييف وواشنطن موسكو بحشد قوات على الحدود والاستعداد لعملية غزو.
"قلق كبير من تحركات عدوانية"
وأشارت وزارة الدفاع الأميركية إلى أنها "قلقة جدًا من الأدلة على خطط لروسيا لتحركات عدوانية ضد أوكرانيا".
وقال المتحدث باسم البنتاغون اللفتنانت كولونيل توني سيميلروث: "نواصل دعم تخفيف التوتر في المنطقة وإيجاد حل دبلوماسي للصراع في شرق أوكرانيا".
من جهته، صرّح وزير العدل الأوكراني أوليكسيتش ريزنيكوف أمام البرلمان أن تقديرات الاستخبارات الأوكرانية تشير إلى أن نهاية يناير/ كانون الثاني هي "الفترة الأكثر احتمالًا" لاستكمال الاستعدادات الروسية لـ"تصعيد كبير".
وقال: إن نحو مئة ألف جندي روسي قد يشاركون في هجوم محتمل، مؤكدًا أن "التصعيد سيناريو محتمل ولكنه ليس حتميًا ومهمتنا منعه". وأضاف أن روسيا بدأت بالفعل "تدريبات عسكرية بالقرب من أوكرانيا" وتجري "اختبارات لاتصالاتها".
موسكو تنفي
في المقابل، نفت وزارة الخارجية الروسية صحة التقارير الأميركية حول الهجوم، متهمة واشنطن بمحاولة تصعيد الموقف وتحميل موسكو المسؤولية.
ونقلت صحيفة "كوميرسانت" عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا قولها إن "الولايات المتحدة تنفذ عملية خاصة (تُظهر أن) الوضع حول أوكرانيا متفاقم بينما تنقل المسؤولية إلى روسيا". وأضافت أنها "تستند في ذلك إلى أعمال استفزازية بالقرب من حدود روسيا مصحوبة بخطاب اتهام".
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن صرح خلال لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف الخميس في ستوكهولم قائلًا: "نحن قلقون جدًا من خطط روسيا لاعتداء جديد على أوكرانيا"، مكررًا اتهامات أطلقها قبل يوم عندما تحدث عن "أدلة" على استعدادات من هذا النوع.
وحذر بلينكن من أنه "إذا قررت روسيا مواصلة طريق المواجهة، فستواجه عواقب وخيمة"، بعدما هدد الأربعاء بفرض عقوبات اقتصادية مؤلمة على موسكو.
ويفترض أن يناقش الرئيس الأميركي ونظيره الروسي عبر الفيديو التوتر بشأن أوكرانيا بعد سبع سنوات من ضم روسيا لشبه جزيرة القرم واستيلاء القوات الانفصالية الموالية لروسيا على جزء من شرق أوكرانيا.