الثلاثاء 16 أبريل / أبريل 2024

"شهر تصعيد" في السودان.. قوى التغيير تدرس خارطة طريق ما بعد الانقلاب

"شهر تصعيد" في السودان.. قوى التغيير تدرس خارطة طريق ما بعد الانقلاب

Changed

لا صوت يعلو في السودان على صوت الشارع الغاضب الذي لم يعد يرعبه الرصاص ولا ترهبه قنابل الغاز (غيتي)
لا صوت يعلو في السودان على صوت الشارع الغاضب الذي لم يعد يرعبه الرصاص ولا ترهبه قنابل الغاز (غيتي)
بدأت قوى الحرية والتغيير بحث "خارطة طريق" ما بعد الانقلاب، بحسب ما كشف القيادي فيها نور الدين بابكر لـ"العربي"، جازمًا أنّه "إلى زوال".

مرّة أخرى، خرج آلاف المحتجّين السودانيين في الخرطوم ومدن أخرى عبر "مواكب مليونيّة" دعت إليها بعض القوى السياسية وتنسيقيات المقاومة استمرارًا للتصعيد الذي أعقب انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول.

وتوحّدت مطالب المحتجّين في المدنية الكاملة ورفض الاتفاق السياسي بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، إضافة إلى فضّ الشراكة وعودة العسكر إلى ثكناتهم.

في غضون ذلك، بدأت قوى الحرية والتغيير بحث "خارطة طريق" ما بعد الانقلاب، بحسب ما كشف القيادي فيها نور الدين بابكر لـ"العربي"، جازمًا بأنّ الانقلاب سيسقط قريبًا، وأنّه ماضٍ إلى "زوال".

شكل جديد من أشكال الاحتجاج

وبحسب مراسل "العربي"، فقد نزل السودانيون بالآلاف إلى شوارع الخرطوم وعدد من المدن السودانية في "مليونية" السادس من ديسمبر/ كانون الأول، التي دعت إليها بعض القوى السياسية ولجان المقاومة.

وجسّد اعتصام اليوم الواحد في مختلف المناطق شكلًا جديدًا من أشكال الاحتجاج وفق مراسلنا، في شهر له رمزيّته المنبثقة أساسًا من تفجّر الثورة في ديسمبر 1919.

وفي هذا الشهر، لا صوت يعلو فيه على صوت الشارع الغاضب الذي لم يعد يرعبه الرصاص ولا ترهبه قنابل الغاز، بحسب ما ينقل مراسل "العربي" عن المتظاهرين الذين يؤكدون استمرار التصعيد ومواكب المحتجين طيلة الشهر.

"ثورة متحركة وكاسحة"

وفيما تملأ صور الشهداء الساحات، ويرتفع صدى الحناجر المطالبة بالقصاص لدمائهم، تُطرَح تساؤلات بالجملة حول مدى قدرة الشارع على الصمود والسلطات على عدم التعرّض لمواكب المحتجّين المتصاعدة.

ويصف القيادي في الحرية والتغيير وأحد المعتقلين المفرج عنهم صديق المهدي، في حديث إلى "العربي"، من قلب المظاهرات التي شهدتها الخرطوم، ما يحصل بأنّه "ثورة متحركة".

ويشير إلى أنّ "هذا الشعب لا يمكن حكمه بالقهر والجبروت، ولذلك هذا الموقف الذي نراه الآن هو ثورة كاسحة تكسح كل ادعاء لكسر عزيمة هذا الشعب وكل نية ديكتاتورية لفرض أمر بالقوة على شعب السودان".

"ملحمة جديدة من ملاحم الثورة"

من جهته، يعتبر القيادي في قوى الحرية والتغيير نور الدين بابكر أنّ السودانيين سطّروا ملحمة جديدة من ملاحم الثورة وأكدوا المضيّ في طريق استكمال الثورة.

ويشير في حديث إلى "العربي"، من الخرطوم، إلى أنّ موقف المتظاهرين السودانيين، مع ما ينطوي عليه من عزيمة وإرادة، من شأنه أن يقطع الطريق أمام أي مغامر يحاول الرجوع بالسودان لمربع الحكم الشمولي الديكتاتوري.

ويلفت إلى أنّ السودانيين خرجوا بمواكب هادرة تعبيرًا عن رفضهم لهذا الانقلاب العسكري وحتى للاتفاق السياسي الذي كان الانقلابيون يراهنون عليه أنه سيُسكِت الشارع.

ويشدّد على أنّهم أكدوا ألا بديل للتحول المدني الديمقراطي في السودان سوى التحول المدني الديمقراطي، مذكّرًا بأنّ "هذا الانقلاب وُلِد معزولًا شعبيًا ووقف السودانيون بوجهه منذ اليوم الأول".

"خارطة طريق" ما بعد الانقلاب

وعن الخطوات المستقبلية، يكشف بابكر لـ"العربي" أنّ قوى الحرية والتغيير انتظمت في اجتماعات كثيفة في الأيام الماضية لبحث المرحلة المقبلة.

ويلفت إلى أنّها قامت ببعض الإجراءات التنظيمية لإعادة هيكلة قوى الحرية والتغيير التي شهدت اصطفافًا جديدًا قائمًا على رفض الانقلاب.

ويجزم أنّ الانقلاب سيسقط قريبًا وماضٍ إلى زوال وهناك حوار حول خارطة طريق ما بعد سقوطه، مشدّدًا على أنّ إصلاح المؤسسة العسكرية وخروجها تمامًا من الحياة السياسية سيكون ضمن الأجندة الرئيسية.

ويقول: "ماضون في بلورة رؤية وخريطة طريق لما بعد إسقاط الانقلاب، وواثقون بأنّ شعبنا لديه ذخيرة من آليات وأدوات المقاومة التي ستستمر في المرحلة المقبلة".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close