الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

الانتخابات الرئاسية الفرنسية.. هل يعبّد الخطاب المتشدد الطريق إلى الإليزيه؟

الانتخابات الرئاسية الفرنسية.. هل يعبّد الخطاب المتشدد الطريق إلى الإليزيه؟

Changed

سيتعيّن على كل مرشح الحصول على 500 توقيع من مسؤولين منتخبين للتأهل إلى خوض سباق الرئاسة رسميًا
سيتعيّن على كل مرشح الحصول على 500 توقيع من مسؤولين منتخبين للتأهل إلى خوض سباق الرئاسة رسميًا (غيتي)
في السباق إلى قصر الإليزيه، تزداد حدة الخطاب المتشدد لدى المرشحين، وتلعب ملفات الهجرة والأقليات والإسلام السياسي دورًا محوريًا.

تتصاعد حدّة الخطاب ويشتد تطرّفه في السباق إلى قصر الإليزيه. وتلعب ملفات مثل الهجرة والأقليات والإسلام السياسي دورًا محوريًا في عدد من الحملات الانتخابية والخطب الجماهيرية، التي تتعهّد وتتوعدّ، وترسم صورة مختلفة لمستقبل فرنسا.

وتشهد الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي في أبريل/ نيسان المقبل انتخابات رئاسية بدورتين أولى وثانية في العاشر والرابع والعشرين من الشهر نفسه.

ومن المرشحين الذين تقدّموا حتى الآن من ينتمي إلى اليسار واليسار المعتدل، والبيئيون، إلى جانب اليمين واليمين المتطرف.

وفيما يُرتقب أن يقدّم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ترشحه لولاية ثانية، سيتعيّن على كل مرشح الحصول على 500 توقيع من مسؤولين منتخبين للتأهل إلى خوض السباق رسميًا.

"أحلاهم مر"

إزاء الموضوعات الحساسة أعلاه وما قُدّم من طروحات حولها تغلب عليها لغة اليمين المتشدّد، يمكن وصف مرشحي الانتخابات الرئاسية الفرنسية، من وجهة نظر المنتقدين، بـالمقولة الشهيرة "أحلاهم مر".

وينطلق عدد من هؤلاء المرشحين في تقديم أنفسهم للجمهور بمقارنات تبدأ مع مقاربات الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون وشخصه، ثم مع منافسيهم من المرشحين، ويركنون إلى مصطلحات تنطلق من تأكيد "قيم الأمة" ولا تنتهي عند "استرداد" البلاد.

فاليري بيكريس
فاليري بيكريس (غيتي)

من أبرز هؤلاء مرشحة حزب الجمهوريين اليميني الفرنسي فاليري بيكريس، التي تُعد المرأة الأولى بين ترشيحات الحزب لهذا المنصب.

تقول بيكريس: "إن فرنسا لم تعد قادرة على الانتظار"، موضحة أن ما بينها وماكرون "أكثر من مجرد اختلاف في الموقف السياسي".

وتتحدث عن اختلاف في طبيعة كل منهما، شارحة أن "إيمانويل ماكرون لديه هوس واحد وهو الإرضاء، أما أنا فليس لدي سوى شغف واحد وهو العمل".

وتلقي المرأة التي تسلّمت حقيبتين وزاريتين في عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، وتغلّبت أخيرًا على منافسها الحزبي المعارض إيريك سيوتي، خطابًا متشددًا تجاه الهجرة. 

وتقول إنها ستحارب الإسلام المتطرف، وتتعهد بدعم ما أسمته "قوانين مكافحة التطرف الإسلامي".

سيوتي الذي مُني بالخسارة في أعقاب انتخابات خلال مؤتمر حضره عبر الإنترنت 150 ألف شخص، كان قد أعلن أنه في حال وصوله إلى رئاسة فرنسا "سيُجري استفتاء لوقف الهجرة الجماعية"، وطرح فكرة إنشاء "غوانتانامو فرنسي".

"الأكثر شبهًا"

من ناحيتها، وبرغم أن تقارير عديدة اعتبرت ترشّح بيكريس لانتخابات الرئاسة بمثابة "النبأ السيء" لماكرون، الذي ما تزال استطلاعات الرأي "تُرجح" بقاءه في الإليزيه، إلا أن المرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبان تصف منافستها بيكريس بأنها "المرشح الأكثر شبهًا بماكرون".

مارين لوبان
مارين لوبان (غيتي)

وتذهب زعيمة "التجمع الوطني"، التي وعدت بـ"عدم منح الجزائريين تأشيرات دخول حال فوزها بالرئاسة"، إلى دعوة الناخبين الجمهوريين الذين لم يعجبهم فوز بيكريس إلى الانضمام إلى حملتها، مؤكدة أنهم سيجدونها مدافعة عن قيم الأمة بكل شجاعة ودون خجل.

"تغيير مجرى التاريخ"

من ناحيته، يُعد الصحافي الفرنسي إيريك زمور الذي أعلن ترشحه نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، الأكثر تشددًا وتطرفًا بين نظرائه.

يُعرف عن زمور كرهه للمسلمين، وبناؤه خطابه على التحريض ضد المهاجرين، وإنكاره جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر. وهو كان قد أُدين مرتين بالتحريض على الكراهية العنصرية.

إيريك زمور
إيريك زمور (غيتي)

لدى إعلانه ترشحه، أكد الكاتب المثير للجدل أن الوقت لم يعد مناسبًا الآن لإصلاح فرنسا، بل لإنقاذها.

ودعا أنصاره في أول تجمع لهم في منطقة باريس إلى "تغيير مجرى التاريخ" والمضي نحو "استرداد" فرنسا.

وتورد صحيفة "نيويورك تايمز" أن زمور متهم بـ"تلميع وجه الحكومة الفرنسية التي عيّنها النازيون خلال الحرب العالمية الثانية".

وتشير استطلاعات رأي عديدة إلى احتمالية خوضه جولة الإعادة أمام ماكرون.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close