أفادت وسائل إعلام إيرانية اليوم الثلاثاء بأن المحادثات النووية بين طهران والقوى الغربية ستستأنف يوم الخميس في فيينا، فيما لا تزال الخلافات تخيم على المقترحات الإيرانية المقدمة لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015.
وتوقفت المحادثات النووية يوم الجمعة حيث عبر دبلوماسيون أوروبيون عن استيائهم إزاء المطالب الواسعة للحكومة الإيرانية، فيما اتهمت واشنطن الإيرانيين بـ"عدم الجدية" في تلك المحادثات، حسب تصريحات لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
وقدمت طهران مجموعة من المقترحات تتضمن مطلبًا أساسيًا بشأن ضرورة رفع العقوبات التي أعيد فرضها على إيران منذ انسحاب إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من الاتفاق النووي عام 2018.
طهران تريد "خطوات عملية" من الغرب
ووفق وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية، فإن كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني تحدث أثناء زيارة إلى موسكو بأن المحادثات ستتواصل يوم الخميس المقبل، وقال: "ننتظر خطوات عملية من جانب الغرب".
وذكرت وكالة "تسنيم" للأنباء الإيرانية شبه الرسمية أن باقري انتهى من تحديد موعد استئناف المحادثات في مكالمة هاتفية مع منسق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا.
والجولة السابعة من المحادثات في فيينا هي الأولى مع مندوبين أرسلهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بشأن كيفية إحياء الاتفاق، الذي قيدت بموجبه إيران برنامجها النووي في مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
"خيبة أمل" فرنسية
من جانبها، اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية اليوم الثلاثاء أن المقترحات التي تقدمت بها إيران في محادثات فيينا الأسبوع الماضي "غير كافية".
وقالت الخارجية الفرنسية في بيان: "لا تشكّل المقترحات التي تقدّمت بها إيران الأسبوع الماضي أساسًا معقولًا يتوافق مع هدف الإبرام السريع (لاتفاق) مع مراعاة مصالح جميع الأطراف"، معبرة عن "خيبة أمل" حيال فشل المحادثات في تحقيق تقدم.
وقالت آن كلير لوجاندر: إنّ "الوقت ينفد لأن إيران تواصل برنامجها النووي في مسار مقلق للغاية".
وأضافت: "بعد خمسة أشهر ونصف الشهر على وقف إيران للمفاوضات، لم يتم استئنافها بعد فعليًا".
"مقترحات غير مقبولة"
وأمس الإثنين، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية اليوم إن المقترحات التي قدمتها إيران بشأن برنامجها النووي غير مقبولة، لافتة إلى أن برلين ما زالت ترغب في اتباع المسار الدبلوماسي بشأن هذه القضية لكن الوقت ينفد.
وتابعت: "درسنا المقترحات... بعناية وباستفاضة وخلصنا إلى أن إيران انتهكت تقريبًا جميع التسويات التي تم التوصل إليها من قبل خلال شهور من المفاوضات الصعبة".
وذكرت المتحدثة أن المقترحات "لا توفر أساسًا لنهاية ناجحة للمحادثات".
دراسة المقترحات الإيرانية
واستؤنفت المفاوضات لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بعد توقف دام خمسة أشهر، لكنها توقفت مرة أخرى منذ الجمعة، فما زالت الدول الأطراف في الاتفاق تطلب وقتًا لدراسة مقترحات إيران.
والاتفاق المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة) لم يعد قائمًا منذ الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة في 2018 وإعادة فرض العقوبات، ما دفع طهران للرد من خلال التنصل من معظم التزاماتها.
وعرض الاتفاق على طهران رفع جزء من العقوبات التي تخنق اقتصادها مقابل خفض كبير لبرنامجها النووي الخاضع لرقابة صارمة من الأمم المتحدة.