أفاد مراسل "التلفزيون العربي" باشتداد وتيرة المعارك بين جماعة الحوثي وقوات الحكومة اليمينة في محافظة مأرب، المستمرّة للأسبوع الثاني على التوالي، والتي أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى من الجانبيْن.
وفي سياقٍ موازٍ، وعلى خط "حرب الطائرات" المتواصلة بدورها، أعلن التحالف السعودي الإماراتي إسقاط طائرتين مسيّرتين حوثيتين خلال الساعات الماضية. وأشار إلى أنّ محاولات الاعتداء على المدنيين متعمَّدة وتُعَدّ جرائم حرب.
وأكدت الخارجية الأميركية نزوح ما يقرب من مليون يمني من مأرب بسبب المعارك، كما جدّدت الخارجية الأميركية مطالبتها جماعة الحوثي بوقف هجومها على مأرب، ودعت الحوثيين إلى المشاركة بشكلٍ بنّاء في جهود الأمم المتحدة مع المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ.
"الجائزة الكبرى"
ويرى الكاتب السياسي عبد الناصر المودع أنّ الحوثيين يخوضون معركة مأرب "باستماتة"، باعتبار أنّ مأرب هي الجائزة الكبرى في هذه الحرب، وهي أهمّ معركة منذ ستّ سنوات.
ويوضح المودع، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، أنّ الحوثيّين يحاولون منذ فترة طويلة أن يسيطروا على مأرب، لافتًا في الوقت نفسه، إلى أنّه بقدر أهميتها بالنسبة إلى جماعة الحوثي، فإنّ مأرب هي كذلك أكثر أهمية للمدافعين عنها وكذلك السعودية التي لن تفرّط بها.
ويشير إلى أنّ مأرب موطن حزب الإصلاح وجميع من فرّ من تحت سلطة الحوثيين، وبالتالي فإنّ هؤلاء سيقاتلون باستماتة أيضًا.
"تواطؤ السلطات"
ويؤكد المودع أنّ هذه المعركة مختلفة عن سواها من المعارك، إذ إنّ الحوثيين خلال مسيرتهم الطويلة اقتحموا المدن بكل سهولة ليس بسبب قوتهم العسكرية، ولكن بسبب "تواطؤ السلطات"، على حد وصف المودع، الذي يشير إلى أنّهم "تعرضوا لمقاومة جزئية".
ويلفت إلى أنّه في حال سيطر الحوثيون على مأرب، فإنّهم "يحسمون الجولة الحالية من الحرب لأنهم بذلك ينهون عمليًا ينهون القوة الرئيسية للحكومة، وفي الوقت نفسه يحكمون سيطرتهم على معظم المراكز الاستراتيجية في الشمال، فضلاً عن حصولهم على النفط والغاز". ويرى في كلّ هذه النقاط "عوامل قوة بالنسبة لهم ستضعهم وكأنّهم أصبحوا المسيطرين على الشمال".