الأربعاء 10 أبريل / أبريل 2024

الأزمة السياسية في تونس.. هل تنجح مبادرة الغنوشي في كسر القطيعة؟

الأزمة السياسية في تونس.. هل تنجح مبادرة الغنوشي في كسر القطيعة؟

Changed

تأتي مبادرة رئيس حركة النهضة بعد مرور أكثر من شهر على تداعيات أزمة التعديل الوزاري في تونس، وفي وقت تستمر القطيعة بين مؤسسات الدولة العليا.

فيما تستمرّ القطيعة بين مؤسسات الدولة العليا في تونس، طرح رئيس حركة النهضة رئيس البرلمان راشد الغنوشي مبادرة ترمي إلى حل الأزمة السياسية في تونس

ودعا الغنوشي، من خلال رسالة وجّهها إلى رئيس الجمهورية قيس سعيّد، إلى اجتماع ثلاثي يجمعهما برئيس الحكومة هشام المشيشي، بهدف إيجاد مخرج للأزمة المستمرة منذ أسابيع، آملًا بتقريب وجهات النظر للخروج بحلّ للأزمة.

وتأتي هذه المبادرة بعد مرور أكثر من شهر على تداعيات أزمة التعديل الحكومي بين رئيس الحكومة هشام المشيشي ورئيس الجمهورية قيس سعيّد، في وقتٍ يُخشى أن يعقّد استفحال الأزمة عملية التعاطي مع واقع اقتصادي هشّ ويمسّ هيبة البلاد إقليميًا ودوليًا لا سيما في تطورات سياسية متلاحقة تشهدها دول الجوار.

"جوهر" رسالة الغنوشي

وإذا كانت مبادرة الغنوشي هي الأحدث على خطّ حلحلة الأزمة التونسية، فإنّ أيًا من المبادرات السابقة لم تجد طريقها إلى تفكيك الأزمة وإيجاد نقطة التقاء بين الرئاسات الثلاث.

ويشير الناطق الرسمي باسم حركة النهضة فتحي العيادي أنّ "جوهر الرسالة تدور حول هذا المعنى: أن يتفضّل رئيس لجمهورية بالإذن بلقاء ثلاثي للبحث في الأزمة السياسية".

ويلفت العيادي، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، إلى أنّ هذه الأزمة "طالت أكثر من اللازم وغطّت على بقية الأزمة، أو دفعت القيادة إلى حالة من العجز حتى تستجيب للتحديات الأخرى الاجتماعية والاقتصادية".

الغنوشي يتمسّك بالمشيشي

وإذا كانت مبادرة الغنوشي اعتمدت حوارًا ثلاثيًا، فإنّها فُسّرت في الأوساط السياسية التونسية على أنّها تمسك لرئيس البرلمان برئيس الحكومة، وبما يخالف المسار الذي ألمح رئيس الجمهورية إلى رغبته المضيّ فيه عبر استبعاد المشيشي.

ويرى المحلل السياسي طارق الكحلاوي، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، أنّ رئيس البرلمان ربما أراد أن يبلغ الرأي العام بأنه أرسل رسالة لرئيس الجمهورية، لافتًا إلى أنّ ذلك لا يعني بالضرورة أنّ العلاقة جيدة، "بل على العكس، ربما يؤشر إلى وجود انسداد بين رئيس مجلس نواب الشعب ورئيس الشعب".

الغنوشي "يجرّ" سعيّد لملعبه

من جهته، يعتبر مدير موقع "الرأي الجديد" صالح عطية أنّ المبادرة لديها خصوصية واستثنائية، مشيرًا إلى أنّها ليست مبادرة سياسية بالمعنى العام ولكنها تهدف لجلسة عمل لحلحلة ما يتعلق بأزمة أداء اليمين الدستورية للوزراء الذين نالوا ثقة البرلمان قبل أسابيع.

ويوضح، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، أنّ رئيس البرلمان يراهن على هذه الجلسة وعلى جلب رئيس الجمهورية إلى ملعبه أي ملعب الوفاق، كاشفًا أنّه يوجه رسالة ضمنًا بتمسكه برئيس الحكومة على نقيض بعض التصورات والمقترحات التي تدعو رئيس الحكومة إلى الاستقالة.

ويشدّد على أنّ هذه المبادرة تهدف لوضع رئيس الجمهورية أمام الرأي العام في موقف حَرِج إذا لم يقبل المبادرة بحيث سيظهر وكأنه يبحث عن تعطيل المرفق العام وتعطيل الحكومة.

جهات تعمل على "عزل" سعيّد

ويلفت عطية إلى أنّ رئيس البرلمان يراهن دائمًا على توافقات مع رئيس الجمهورية وهو أراد تحميله مسؤولية في إيجاد حل، مشيرًا إلى أنّه "حين يقول له إذا لم ترض بهذه الجلسة فأنت لم تعد رمزًا لوحدة البلد، فهذا كلام خطير، ويعني أنّه يريد جرّ رئيس الدولة إلى ملعب التوافقات".

ويتحدّث عطية عن جهات محيطة برئيس الجمهورية، وتحديدًا التيار الديمقراطي وحركة الشعب، تعمل منذ فترة على عزل الرئيس عن المشيشي والغنوشي وتشكيل حكومة أخرى وفاقية من خارج حركة النهضة وقلب تونس ودفع الرئيس ليكون هو صاحب اللعبة السياسية والمتحكّم فيها".

وإذ يعتبر أنّ المشكلة الأساسية تبقى في امتلاك رئيس الجمهورية التأويل المنفرد للدستور في غياب المحكمة الدستورية، يعرب عن اعتقاده بأنّ قضية المحكمة الدستورية ستطول وأمرها ليس بالسهل فهي تحتاج إلى مفاوضات ومشاورات وجلسات برلمانية عديدة. ويشدّد على أنّ الأمر كان سيُحَلّ بيسر لو وُجِدت هذه المحكمة، لأنّ حلّ الأخير قاطع، "وكان سيُنظَر إلى رأيها وموقفها باعتباره حلًّا نهائيًا للأزمة".

المصادر:
التلفزيون العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close