الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

الأزمة التونسية.. الغنوشي يمسك بزمام المبادرة و"النهضة" تتمسك بالحكومة

الأزمة التونسية.. الغنوشي يمسك بزمام المبادرة و"النهضة" تتمسك بالحكومة

Changed

أعلن رئيس مجلس شورى حركة النهضة عبد الكريم الهاروني، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، أنّ الحركة ترفض استقالة حكومة هشام المشيشي أو سحب الثقة منها.

لا تزال تونس تعيش فصول أزمة سياسية معقّدة بسبب رفض رئيس الجمهورية قيس سعيّد استقبال الوزراء الجدد لأداء اليمين الدستورية وذلك بعد حصولهم على ثقة البرلمان؛ إذ يعدّ التعديل الوزاري غير دستوري جملةً وتفصيلًا.

ولم يعلن الرئيس سعيّد موقفه حتى اللحظة من مبادرة رئيس البرلمان راشد الغنوشي الذي دعا إلى حوار بين الرئاسات الثلاث، لكنه لم يستجب في وقت سابق لدعوة الاتحاد العام التونسي للشغل للإشراف على حوار وطني بين الفرقاء.

وعلى الرغم من وجود شبه إجماع في تونس على أنّ الأزمة لا يمكن أن تُحَلّ إلا عبر الحوار، فهو الذي ميّز التجربة الديمقراطية الناشئة في البلاد ونزع فتيل أزماتها ومخاطرها، يبدو أنّ الحوار بحدّ ذاته أصبح اليوم عسيرًا بين فرقاء السياسة في الحكم والمعارضة.

"فيتو" من حركة "النهضة"

من خلال مبادرته الأخيرة، يسعى رئيس البرلمان راشد الغنوشي إلى الإمساك بزمام المبادرة، فهو يريد أن يصبح عرّاب الأزمة السياسية والدستورية، ويرى أنّ الطريق للحلّ يبدأ بالحوار بين الرؤساء الثلاثة بعد أن تقطعت سبله.

وإذ تسعى "النهضة" لإنجاح المبادرة، فهي تفرض فيتو على دعوات تغيير الحكومة، كما تدعو إلى التظاهر في سبيل دعم الديمقراطية، بحسب ما يكشف رئيس مجلس شورى الحركة عبد الكريم الهاروني.

ويعتبر الهاروني، في حديث خاص إلى "التلفزيون العربي"، أنّ الدعوات لإسقاط الحكومة، من قِبَل جهات تسعى للعودة إلى السلطة والسيطرة عليها بشكل أو بآخر لا يصبّ في مصلحة تونس.

أحزاب المعارضة التونسية غير راضية

في المقابل، لا تنظر أحزاب المعارضة، ولا سيما تلك القريبة من دوائر الرئاسة، إلى مبادرة الغنوشي بعين الرضا، باعتبار أنّ الرئيس هو طرفٌ في الأحزاب.

وترحّب الأحزاب بالحوار بغضّ النظر عن نتائجه، إلا أنّها ترى أنّ الحل الأنسب يكمن في ضرورة انسحاب أو استقالة رئيس الحكومة من منصبه تمهيدًا لمرحلة جديدة.

ويدعو الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي غازي الشواشي إلى انسحاب كل من رئيس الحكومة ورئيس مجلس نواب الشعب، مشيرًا إلى أنّ كل "عنصر توتير يتسبب في الأزمة الراهنة عليه الانسحاب".

ويعتبر الشواشي، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، أنّ على رئيس الدولة كذلك أن يلعب دورًا إيجابيًا، "فهو رئيس كل التونسيين ويجب أن يسعى للجمع ولإيجاد البديل".

جذور الأزمة التونسية

في غضون ذلك، يعزو الأكاديمي والباحث السياسي مراد اليعقوبي الأزمة بمجملها إلى القانون الانتخابي غير العادل الذي اعتمدته المنظومة الانتقالية، والذي لم يؤدّ إلى وجود أغلبية، مشيرًا إلى أنّ معظم الأحزاب اعتمدت على بقايا الأصوات للوصول إلى البرلمان.

ويأسف اليعقوبي، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، لكون هذه المجموعات هي نفسها التي تعترض اليوم على الحكومة الموجودة، معتبرًا أنّ "هذا الوضع أدى إلى واقع لا يعكس حقيقة إرادة الناخبين".

أما العنصر الثاني المعرقل، من وجهة نظر اليعقوبي، فيكمن في العقلية الأيديولوجية التي ما زالت تؤثر على الكثير من الأحزاب، حيث إنّ النخب اعتادت على الارتباط بشخص واحد وحزب واحد؛ لأنها تعتاش من تلك المنظومة.

ويلفت إلى أنّ تونس ليست دولة عظمى ولا حتى دولة صاعدة، وبالتالي هي معرّضة للكثير من الضغوط من الخارج، مشدّدًا على أنّ هذا السياق سياق سيئ جدًا وهو الذي خلق المشكلة الحالية.

قيس سعيّد لن يتماشى مع مبادرة الغنوشي

ويستغرب اليعقوبي بعض تصرفات الرئيس قيس سعيّد، فهو كان له شبه تفويض لكنه لا يحسن التصرف ويتمسّك أحيانًا بأمور شكلية كما يستعين بأحزاب صغيرة من أجل إلغاء الدستور وتجاوز المنظومة بأكملها.

وإذ يؤكد أنّ الحوار هو السبيل الوحيد لتجاوز الأزمة، يستبعد أن يتماشى الرئيس سعيّد مع مبادرة الغنوشي، كما أنه لا يرى في المبادرة بحدّ ذاتها أكثر من رفع للملامة من جانب رئيس البرلمان، لأنه يعتقد أن الرئيس متمسك برأيه ورافض لكل تواصل.

ويتحدّث عن خلاف جذري وعميق، أيديولوجي وسياسي حول نظام الحكم وحول محدداته وقوانينه، يختصره بالإشارة إلى أنّ الرئيس يقفز خارج المنظومة، ويستعين بأحزاب أقلية ضعيفة وصغيرة، ووصل معظمها عن طريق أكبر البقايا، فضلًا عن مشاكلها الأيديولوجية.

المصادر:
التلفزيون العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close