الثلاثاء 16 أبريل / أبريل 2024

رغم الوساطة الأوروبية.. طهران: لا حاجة لمزيد من التفاوض حول الاتفاق النووي

رغم الوساطة الأوروبية.. طهران: لا حاجة لمزيد من التفاوض حول الاتفاق النووي

Changed

يؤكد المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والعلاقات الخارجية في البرلمان الإيراني لـ"التلفزيون العربي" أن طهران "لن تفاوض على سياساتها وقدراتها الدفاعية".

خشية من إقدام إيران على الخطوة الحرجة في مسار التراجع عن التزاماتها النووية، بحث المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي مع المسؤولين الإيرانيين سبل استمرار عمل المفتشين الأمميين للمواقع النووية.

لكنّ زيارة غروسي بدت محاولة شاقة لثني طهران عن قرارها التصعيدي في ظل مخاوف أميركية وأوروبية من الخطوة التي ستزيد من الشكوك بشأن أغراض البرنامج النووي، وستهدد مسار العودة إلى الاتفاق النووي في هذا التوقيت من عمر المسار التفاوضي.

وعلى رغم أن المحادثات وُصِفت بالمثمرة، وأفرزت "حلاً مؤقتًا"، لكن لا شيء محسومًا؛ إذ يبدو أن المسؤولين الإيرانيين ليسوا وحدهم من يخطّون خارطة الطريق في أيام التفاوض العسيرة هذه، حيث يردّدون أنّ التصعيد ليس خيارًا سياسيًا بل هو تنفيذ إجباري لقرار البرلمان.

وفي هذا السياق، تتنازع طهران رؤيتان، بين شيءٍ من الصلابة وإبداء بعضٍ من اللين، حيث إنّ من يحذر الإيرانيين يقول: إنّ الاندفاع للتصعيد لن يؤلّب عليهم ضغوط الأميركيين فقط، بل سخط الأوروبيين أيضًا. أما من يدعم موقفهم، فيعتبر أنه ليس لدى طهران الكثير لتخسر، إن هي أصرّت وقايضت وفاوضت.

وفي حين تصرّ إيران على شرطها الذي تعتبره "الحل الوحيد"، والقاضي برفع كلّ العقوبات المفروضة عليها، قبل أن تخطو في اتجاه التنازل الأول، يرقبون بالكثير من الحذر بوادر "حسن النوايا" التي أطلقها الأميركيون، ما دام شركاؤهم الخصوم لا يعنيهم الاتفاق نفسه بل نسخة أخرى موسّعة منه.

إيران "أوفت بالتزاماتها"

يؤكد المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني أبو الفضل عمويي أنّ إيران أوفت بالتزاماتها وحان وقت التزام الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أنّ طهران لن تفاوض على سياساتها وقدراتها الدفاعية، ومشدّدًا على أن "لا حاجة للمزيد من التفاوض" حول الاتفاق النووي.

 ويشدّد عمويي، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، على أن إيران حرصت على إبداء الإيجابية إزاء زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، مضيفًا: "لا نريد أن نوصد الباب، وأن نسحب الوكالة الدولية للطاقة الذرية من إيران لكن نبحث في مرحلة جديدة للتعاون".

ويصف إصرار الولايات المتحدة على أن تخطو طهران الخطوة الأولى على خط العودة للاتفاق النووي بـ"غير العادل"، مشيرًا إلى أنّ الولايات المتحدة كانت الشريك الأول الذي انسحب من ذلك الاتفاق وانتهكه، "وبسبب ذلك خفضنا التزاماتنا بالاتفاق وزدنا من أنشطتنا النووية".

"الضغوط لن تجدي"

من جهة ثانية، يلفت المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني إلى أنّ الرئيس الأميركي بايدن "وافد جديد إلا أننا لم نتلقَ أي إشارة إيجابية منه".

ويشير عمويي إلى أنّ بايدن يصرّ على أن تتخذ إيران الخطوة الأولى، مشدّدًا على أن طهران تعتبر أن "الموقف الصائب والإيجابي هو أن تعود الولايات المتحدة التي انسحبت إلى التزاماتها"، ولافتًا إلى أنّ "رفع العقوبات إجراء مهم وإشارة إيجابية".

ويرى أنّ بايدن لا يزال يعمل في أجواء حقبة ترمب، مشيرًا إلى أنّ طهران لم تتلقَ أي إشارة إيجابية منه، "وهو إلى الآن يواصل الإصرار على أن إيران يجب أن تلتزم".

ويذهب عمويي أبعد من ذلك، ليعتبر أنّ إدارة بايدن تستثمر نتائج عقوبات ترمب للضغط على إيران، مشدّدًا على أنّ "الضغوط لن تجدي نفعًا".

"إنذار وتهديد"

على الخط الأميركي، يلفت مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لحظر انتشار الأسلحة النووية سابقًا ورئيس جمعية الحد من التسلح توماس كونتريمان إلى أنّ أمام الرئيس بايدن أجندة ضخمة ومهولة في السياسة الداخلية والخارجية، وهو يتعرض لهجوم مستمر من خصومه، وبالتالي فإن وضعه ليس بالسهل.

ويشير كونتريمان، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، إلى أنّ الإجراءات التي أقدمت عليها إيران بخفض التزاماتها يُنظَر إليها من جانب الإدارة الأميركية بمثابة إنذار وتهديد، معتبرًا أنّ "هذه خطوة مماثلة للخطوات التي تعترض عليها إيران حينما تقدم عليها الولايات المتحدة".

وإذ يؤكد أنّ "ما من حكومة بإمكانها أن تستجيب علنًا لهذا النوع من الضغوط"، يدعو الجانب الإيراني إلى تقديم "إشارات إيجابية"، معتبرًا أنّ المهمة الفورية والآنية التي يتعيّن الإقدام عليها في هذا السياق، هي أن يلتقي الدبلوماسيون في الجانبين ليتحدثوا وجهًا لوجه.

"هوة" في الشكل والمضمون

أما الباحث في الفلسلفة السياسية في جامعة باريس رامي الخليفة العلي، فيتحدّث عن هوة من حيث الشكل ومن حيث المضمون بين الجانبين الأميركي والإيراني.

ويوضح، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، أنّه من حيث الشكل يبدو الخلاف على من سيقوم بالخطوة الأول، ولكن في عمق ومضمون الخلاف بين الطرفين كما ترى أوروبا على الأقل أن واشنطن رغم انفتاحها للعودة إلى الاتفاق تطرح شروطًا أخرى للوصول إلى اتفاق أشمل.

ويلفت إلى أنّ هذا الأمر ترفضه إيران إلى الآن بالمُطلَق، فيما يعرض الاتحاد الأوروبي الوصول إلى نقطة وسط، وهو ما يعرّضه بدوره لانتقادات من إيران التي تعتبر موقفه قربًا من الولايات المتحدة.

المصادر:
التلفزيون العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close