الخميس 28 مارس / مارس 2024

جدل الاتفاق النووي متواصل.. خطوات متلاحقة ومصير معلّق

جدل الاتفاق النووي متواصل.. خطوات متلاحقة ومصير معلّق

Changed

بانتظار خطوات عملية أميركية ترفع العقوبات عن طهران، وإيرانية تعود عن الخطوات النووية التصعيدية كما توصَف غربيًا، يبقى مصير الاتفاق النووي معلّقًا.

يتواصل الجدل في إيران على خلفية الخطوات المتلاحقة على خطّ الاتفاق النووي، مع إعلان طهران وقف العمل بالبروتوكول الإضافي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدءًا من اليوم.

وأكد المرشد الإيراني علي خامنئي أن تخصيب اليورانيوم لن يقف عند حدود 20% ويمكن أن يرتفع إلى حدود 60% وفق حاجة البلاد له، مؤكدًا أن طهران لا تسعى لامتلاك السلاح النووي لكنها لن تتنازل فيما يتعلق بالملف النووي.

وأعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن نية بلاده السعي لتعزيز الاتفاق المبرم بين القوى العالمية مع طهران وتمديده للحد من برنامجها النووي، إضافةً لمعالجة ما اعتبرها "مجالات المثيرة للقلق" بما في ذلك سلوك إيران الإقليمي المزعزع للاستقرار و تطوير الصواريخ الباليستية، وانتشارها.

وأبدى وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل"تفاؤلًا حذرًا" إزاء احتمالات إحياء المفاوضات لإنقاذ الاتفاق النووي، معلنًا بعد اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد أن "الاتفاق المؤقت الذي تم التوصل إليه بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية يتيح للوكالة المستوى الكافي من التفتيش، والمراقبة خلال الأشهر المقبلة ويعطي فرصة لإحياء المسار الدبلوماسي".

"رابح - رابح" بين طهران والوكالة الدولية

جاء ذلك بعد جدل شاب زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران، وانتهت وفقًا للتصريحات والتسريبات، إلى معادلة "رابح - رابح"، فلا طهران تراجعت عن عزمها تعليق البروتوكول الإضافي، ولا المدير العام للوكالة عاد من إيران بخفي حنين.

وفي هذا السياق، يرى الكاتب والباحث في الشؤون الإيرانية محمد صالح صدقيان، أنّ "هذه إشارة إيجابية جدًا للجانب الأميركي من أن يتفاعل مع ما تريده إيران من أجل الحفاظ على الاتفاق النووي".

وبانتظار خطوات عملية أميركية ترفع العقوبات عن طهران، وإيرانية تعود عن الخطوات النووية التصعيدية كما توصَف غربيًا، يبقى مصير الاتفاق النووي معلّقًا.

إدارة بايدن "ارتكبت خطأ جسيمًا"

من جهته، يرى الباحث في العلوم السياسية الأميركي جاسلينو كولارس أن ما يفعله الإيرانيون يبدو متسقًا، باعتبار أن  فريق بادين الحالي في البيت الأبيض، بالإضافة لوزير الخارجية هم أنفسهم من فاوض الإيرانيين عام 2015 قبيل الوصول إلى الاتفاق النووي.

ويعرب كولارس، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، عن اعتقاده بأن الإيرانيين بدوا خلال ذلك الوقت يرسمون الدوائر حول المسؤولين الأميركيين قبل الإقدام على تنازلات بعد ذلك.

ويتحدث عن "شبه مأزق" بين الولايات المتحدة وإيران دار الأسبوع الماضي، حيث كان الأميركيون يعربون عن رغبتهم بالعودة إلى الاتفاق شرط التزام إيران ببنود الاتفاق، فيما كانت طهران تطالب برفع العقوبات الأميركية كي تعود إلى التزاماتها به.

ويلفت إلى أنّ إدارة بايدن أقدمت بعد ذلك على "خطأ تقليدي" أسوة بإدارة أوباما، وتخلت عن "اللعبة" مظهرة خطأ جسيمًا، لاسيما رفع  الحوثيين "حلفاء "إيران" عن قوائم الإرهاب، على حدّ تعبيره.

ويخلص إلى أن الإدارة الحالية تنتهج سلوك إدارة أوباما؛ إذ تقدّم التنازلات لإيران دون أي مكاسب، ويذكر بأنه حين تم التوقيع على الاتفاق عام 2015 كان من المفترض أن يستمر لعشر سنوات، لكن كلما أقدمت واشنطن على تقديم التنازلات سترفع طهران سقف مطالبها.

المصادر:
التلفزيون العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close