الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

على بعد أيام من الزيارة.. مسيحيو العراق يستعدون لاستقبال البابا

على بعد أيام من الزيارة.. مسيحيو العراق يستعدون لاستقبال البابا

Changed

البابا فرنسيس
ستشمل محطات زيارة البابا إلى العراق العاصمة بغداد ومدينة أور وأربيل والموصل وقرة قوش في سهل نينوى (غيتي)
يرحب كثيرون ممن ظلوا في العراق أو عادوا إليه عندما أصبحت حرية العبادة ممكنة مرة أخرى، بزيارة البابا فرنسيس باعتبارها اعترافًا بحجم المعاناة التي تعرضوا لها.

ينهمك المسيحيون في تنظيف الكنائس وتلاوة الترانيم والاستعداد لقداس كبير قبل أول زيارة يقوم بها بابا الفاتيكان إلى العراق على الإطلاق. وستمضي الرحلة، التي تستغرق أربعة أيام، قدمًا في الشهر المقبل رغم جائحة كورونا والمخاطر الأمنية.

وبحسب تقرير لوكالة "رويترز"، فقد استُهدفت الأقلية التي يبلغ قوامها بضع مئات من الألوف مرتين، أولاهما عند بروز تنظيم "القاعدة" في بدايات العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، وفي وقت لاحق على يد "تنظيم الدولة"، الجماعة المتشددة التي اضطهدتهم بوحشية هم والأقليات العقائدية الأخرى من 2014 حتى 2017. 

ويرحب كثيرون ممن ظلوا في العراق أو عادوا إليه عندما أصبحت حرية العبادة ممكنة مرة أخرى؛ بزيارة البابا فرنسيس من الخامس حتى الثامن من مارس/ آذار باعتبارها اعترافًا بحجم المعاناة التي تعرضوا لها.

أوضاع أفضل

ويأمل عامر عبد الأحد، وهو مسيحي من أربيل أثناء تسجيل اسمه لحضور قداس يشارك فيه عشرة آلاف شخص، في المدينة الواقعة بشمال العراق يوم الأحد 7 مارس/ آذار، أن تصبح أوضاع المسيحيين أفضل بعد زيارة البابا.

ويستذكر الرجل الذي ترافقه زوجته وابنته اللتان ستحضران التجمع أيضًا، ما عانوه سابقًا.

وأُعلنت أخبار الزيارة التي سيقوم بها زعيم كاثوليك العالم البالغ من العمر 84 عامًا في ديسمبر/ كانون الأول، وستشمل محطاتها العاصمة بغداد ومدينة أور، التي يربطها العهد القديم بالنبي إبراهيم، وأربيل والموصل وقرة قوش في سهل نينوى.

وأسفر هجومان انتحاريان في بغداد عن مقتل 32 على الأقل في يناير/ كانون الثاني، في تذكرة بالمخاطر الأمنية التي لا تزال قائمة في العراق، رغم انهزام "تنظيم الدولة" وتراجع عنف المتشددين بشكل عام. وندد البابا بالتفجيرين.

ورغم عودة بعض المسيحيين إلى ديارهم التي فرّوا منها في اضطرابات العقدين الماضيين بمن فيهم الكاثوليك والأرثوذكس، يتوقع آخرون مزيدًا من الاضطرابات ويتطلّعون للرحيل.

قداس فريد

وفي أربيل يتولى الأب دنخا جولا مسؤولية قيادة فريق الإمداد وتنظيم القداس الكبير، وقال إن أكثر من 8000 شخص سجلوا أنفسهم بالفعل لحضور المناسبة.

وتتمثل العقبة الكبرى أمامه في تطبيق إرشادات التباعد الاجتماعي في المركب الرياضي المفتوح، الذي سيقود فيه البابا القداس. وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمكان نحو 30 ألفًا، لكن الحاضرين لن يزيدوا عن ثلث هذا العدد بسبب قيود كوفيد-19.

ومن بين مساعديه دانييلا رفيق، وهي واحدة من بين 200 متطوع يساعدونه. وتمثل الزيارة بالنسبة لها فرصة العمر لرؤية البابا.

وتحدثت دانييلا عن الصعوبات التي كانت تواجهها هي وعراقيين آخرين في الحصول على تأشيرات السفر لحضور تجمعات شبابية مع البابا.

وقال الأب نشوان كوسا منظم القداس إنها ستكون مناسبة فريدة، عندما تُقام الصلوات باللغة الإيطالية مع أوركسترا وجوقة تضم نحو 80 متطوعًا محليًا، يتلون الترانيم باللغتين العربية والسريانية، وهي لهجة قديمة متفرعة من اللغة الآرامية يتحدث بها المسيحيون في شمال العراق.

لقاء السيستاني

وكان الرئيس العراقي برهم صالح وجّه في العام 2019 دعوة رسمية إلى البابا لزيارة البلاد، لكن هذا الأخير علّق جميع تنقلاته في يونيو/ حزيران بسبب تفشي وباء كوفيد-19. 

ويُرتقب، بحسب ما جاء في وكالة "فرانس برس"، أن يلتقي البابا خلال الزيارة المرجع الشيعي الكبير علي السيستاني في مدينة النجف. 

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close