الأحد 14 أبريل / أبريل 2024

تقرير يكشف "خبايا" مقتل خاشقجي.. فاتحة العلاقات الأميركية السعودية

تقرير يكشف "خبايا" مقتل خاشقجي.. فاتحة العلاقات الأميركية السعودية

Changed

تُطرَح تساؤلات حول توجهات الإدارة الأميركية تجاه السعودية وفي أي محاور يمكن أن يلتقي الشريكان التاريخيان وأين يمكنهما الاختلاف وما أثمان ذلك.

مع تمهيد الإدارة الأميركية الجديدة لتقريرٍ تقول إنّه يكشف خبايا مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وسيُكشَف عن مضمونه خلال الساعات المقبلة، تعود الولايات المتحدة ثلاث سنوات إلى الوراء، لتضع العلاقات الأميركية السعودية بمجملها محط تساؤل.

في التقرير مستجدات ستصدر عن مدير مكتب المخابرات الأميركية وفق صحيفة واشنطن بوست التي تتوقع أن تلقى المسؤولية على عاتق ولي العهد محمد بن سلمان، فيما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الذي اتصل بالعاهل السعودي، أنه "اطّلع" على فحواه.

وبحسب ما نقل موقع "سي أن أن" الأميركي، استنادًا إلى وثائق جديدة قُدّمت إلى محكمة منطقة واشنطن، تكشف وثائق في غاية السرية ضمن دعوى قضائية أن الفريق الذي انتقل إلى مدينة إسطنبول التركية لقتل خاشقجي عام 2018 نُقِل عبر طائرتين تعودان إلى شركة تعود ملكيتها إلى صندوق الاستثمارات العامة، وهو صندوق الثروة السيادي السعودي الذي يقع تحت إشراف ولي العهد محمد بن سلمان.

وإذا كان هذا التقرير يشكّل "فاتحة" العلاقات السعودية الأميركية الجديدة، تسود خشية من أن يعقّد العلاقات بين الشريكين التاريخيين، لا سيما وأنّ بايدن منذ مجيئه سار بخطوات بعيدًا على أن يدنو من المصلحة السعودية، بعدما قرّر إعادة مراجعة صفقات التسليح مع المملكة وشطب جماعة الحوثي التي تصل صواريخها قلب العاصمة الرياض من قائمة الإرهاب.

واشنطن "ستحاسب" السعودية؟

ويعتبر مستشار الاتصالات في جهاز الأمن القومي ديفيد بولجر التقرير نتيجة "عملية إعادة تقييم مخطط لها منذ وقت طويل من طرف إدارة بايدن"، مشيرًا إلى أنّ "كشف التفاصيل سيحدث قريبًا".

وينفي بولجر، في حديث إلى "العربي"، أن تكون العملية مبيّتة، مشدّدًا على أنّ "إدارة بايدن ليست الولاية الثالثة للرئيس باراك أوباما بل الولاية الأولى لجو بايدن وعنده أفكاره الخاصة بناء على خبرته في مجلس الشيوخ وعندما كان نائبًا للرئيس".

ويلفت إلى أن "ما لم تقم به إدارة ترمب هو أنها لم تُخضِع المملكة العربية السعودية للمساءلة حيال انتهاكات حقوق الإنسان ولم تحاسب ولي العهد السعودي على الأشياء التي قام بها وموت الصحافي جمال خاشقجي".

ويؤكد أنه "ستكون هنالك محاسبة إذا دعت الضرورة لذلك"، مشيرًا إلى أن "هذا الأمر تم نقاشه في أثناء الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة وستكون هناك تداعيات ومسؤولية". لكنّه يضيف: "فخورون بتحالفاتنا مع السعودية ونأمل أن نستمر بها لكن سيكون هناك تداعيات بناء على ما حدث في السنوات الأربع الماضية".

بايدن جاء "بأحام مسبقة ومبيّتة"

في المقابل، يشير الكاتب والباحث السياسي مبارك العاتي إلى أن العلاقات الاستراتيجية القائمة بين الرياض وواشنطن لها ما يقارب ثمانية عقود وتميزت بالوضوح والشفافية في كثير من القضايا.

ويوضح، في حديث إلى "العربي"، أنّ "هناك قضايا نتفق تمامًا وهناك قضايا تتباين الرؤى حولها ولا يعني ذلك أن السعودية ستفرط في علاقات قائمة مع الولايات المتحدة كدولة وليس كحزب وكرئيس".

ويرى أنّ "إدارة بايدن هي نتاج لإدارة أوباما ومن خلفيات ما يجري حاليًا هي من تداعيات ما حدث إبان ما عرف بالربيع العربي ونجاح السعودية في إنقاذ الكثير من الدول العربية من ذلك الأتون والذي أوصل العلاقات السعودية الأميركية إلى نقطة افتراض أو على الأقل مفترق طرق".

ويعرب عن اعتقاده بأن بايدن "يكاد يكون متشرّبًا بنفس الرؤى وهو جاء بأحكام مسبقة ومبيّتة ولذلك وضع الملف اليمني على الطاولة منذ الأيام الأولى رغم أهمية ملفات أخرى كملف الصين وروسيا".

حالة "عدم استقرار" في العلاقات الأميركية السعودية

أما أستاذ فض النزاعات في الجامعة الأردنية حسن المومني، فيرى أن المواقف الابتدائية لإدارة بايدن تبشر بحالة من عدم الاستقرار في العلاقة مع السعودية في العديد من المسائل، منها مسألة اليمن بعد مراجعة الموقف الأميركي من الحرب.

ويلفت، في حديث إلى "العربي"، إلى أنّ الإدارة الأميركية تحاول مراجعة كل القرارات التي اتُخِذت من قبل إدارة ترمب ليس فقط في السعودية ولكن على مستوى العالم، متحدّثًا في الوقت نفسه عن "رسائل إيجابية" من الولايات المتحدة باتجاه المملكة العربية السعودية.

وإذ يعتبر قضية خاشقجي "من الأهمية بمكان"، يشدد على أن السؤال المطروح الآن هو حول ما إذا كانت مركزية لدرجة أن تحسم هذه العلاقة الاستراتيجية، لا سيما وأنّ "الإدارة الأميركية بحاجة أيضًا إلى هذا الشريك الاستراتيجي في المنطقة". 

ويخلص إلى أن إدارة بايدن واقعة ربما "تحت ضغط جماعات حقوق الإنسان وهناك حالة موازنة لكنها بالتأكيد ستؤثر على العلاقات".  

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close