الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

كيف تفاعل العالم مع التقرير الأميركي حول اغتيال خاشقجي؟

كيف تفاعل العالم مع التقرير الأميركي حول اغتيال خاشقجي؟

Changed

جمال خاشقجي
أصدرت إدارة جو بايدن نسخة رُفعت عنها السرية من تقرير للمخابرات الأميركية بشأن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي (غيتي)
أبلغ الرئيس الأميركي العاهل السعودي بأنه ينبغي للمملكة "معالجة انتهاكات حقوق الإنسان باعتبارها شرطًا أساسيًا لتعاملها مع الولايات المتحدة".

بعد انتظار طويل، ظهرت معطيات التقرير الاستخباري الأميركي حول مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي لتوجّه أصابع الاتهام بوضوح إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بـ"المصادقة على الاغتيال".

فقد خلص التقرير إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وافق على قتل جمال خاشقجي في 2018، وأمر بذلك على الأرجح. وأشار إلى أن ابن سلمان رأى جمال خاشقجي تهديدًا للمملكة، ودعم استخدام العنف بشكل كبير إذا لزم الأمر لإسكاته.

وقام التقييم الأميركي بناء على سيطرة ولي العهد على صنع القرار، والتورط المباشر لمستشار رئيسي، ودعمه للعنف لإسكات المعارضين. وتفاوتت ردود الفعل على التقرير داخل الولايات المتحدة، وحول العالم، بين مؤيّد لمضمونه ومطالب بالمحاسبة، ومن اعتبره غير دقيق.

بايدن: ما حدث أمر شائن

وفي أول موقف بعد التقرير، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه أبلغ العاهل السعودي الملك سلمان بأنه ينبغي للمملكة "معالجة انتهاكات حقوق الإنسان باعتبارها شرطًا أساسيًا لتعاملها مع الولايات المتحدة".

وأضاف في مقابلة مع شبكة "اونيفيسون" التلفزيونية الناطقة بالإسبانية: "قلت له صراحة إن القواعد تتغير".

وقال بايدن: "هذا التقرير كان موضوعًا هناك. الإدارة السابقة لم تنشره. أما نحن، وبمجرد أن وصلت للسلطة، قرأنا التقرير واستوعبناه ونشرناه. وما حدث أمر شائن".

بلينكن: مقتل خاشقجي صدم العالم

من جهته، اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن مقتل الصحافي جمال خاشقجي صدم العالم، مشيرًا إلى أنه "ابتداء من اليوم، سيكون لدى الولايات المتحدة سياسة عالمية جديدة تحمل اسمه لفرض قيود على التأشيرات على من ينخرط في هجمات خارج الحدود الإقليمية على الناشطين أو الصحافيين".

السعودية: استنتاجات مسيئة وغير صحيحة

في المقابل، رفضت وزارة الخارجية السعودية "رفضًا قاطعًا" ما ورد في التقرير من استنتاجات "مسيئة وغير صحيحة" عن قيادة المملكة، و"لا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال".

وأشارت، في بيان نقلته "وكالة الأنباء السعودية" الرسمية، إلى أن التقرير تضمن "جملة من المعلومات والاستنتاجات الأخرى غير الصحيحة".

بريطانيا وكندا: مقتل خاشقجي جريمة مروعة

من جهتها، أكدت وزارة الخارجية البريطانية أن "المملكة المتحدة كانت واضحة دومًا بأن مقتل جمال خاشقجي جريمة مروعة". وقالت: "دعونا لإجراء تحقيق مستفيض وموثوق وشفاف لمحاسبة أولئك المسؤولين عن ذلك وفرض عقوبات على 20 سعوديًا ضالعين في القتل".

ولفتت إلى أن وزير الخارجية أثار القضية أثناء زيارته للرياض العام الماضي، "ونواصل إثارة الأمر في اتصالاتنا مع الحكومة السعودية".

واعتبر السيناتور البريطاني رون وايدن أن الولايات المتحدة "ترسل رسالة مفادها بأن هذه السياسة لن تستمر ولا يزال هناك الكثير مما يجب القيام به لضمان التزام المملكة العربية السعودية بالقوانين الدولية".

وقال وزير الخارجية الكندي مارك جارنو للصحافيين: "كان هذا قتلًا وعملًا بشعًا.. سننظر في التقرير الذي صدر اليوم، ولكن الحقيقة تبقى أن كندا تريد أن تسمح المملكة العربية السعودية بإجراء تحقيق كامل حتى نتمكن من الوصول إلى حقيقة ما حدث بالفعل".

الداخل الأميركي يتفاعل مع تقرير خاشقجي

وشدّدت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي على أنه "يجب على حكومة الولايات المتحدة إعادة تقييم العلاقة مع المملكة العربية السعودية وضبطها، في ضوء نتائج هذا التقرير، التي تعد جزءًا من نمط مقلق لانتهاكات حقوق الإنسان من المملكة".

وأكدت بيلوسي أن الكونغرس "يقف مع الرئيس بايدن في تعزيز الشفافية فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان، وفي دعم الشراكات التي تعزز أمننا وتحافظ على قيمنا وتحمي مصالحنا".

أما مايكل ماكول، أكبر جمهوري بلجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، فاعتبر أن "قتل جمال خاشقجي كان جريمة ظالمة وشنيعة، وتسبب في انتكاسة كبيرة للعلاقة الأميركية السعودية"، مشدّدًا على أنّه "يتعين على الولايات المتحدة أن تضمن محاسبة كل متورط في هذه الجريمة المروعة".

ورأى عضو مجلس النواب الديمقراطي آدم شيف أنه "يجب على إدارة بايدن أن تستكشف طرقًا لضمان أن تتجاوز تداعيات القتل الوحشي لخاشقجي أولئك الذين نفذوه لتشمل الشخص الذي أمر بذلك".

وقال فريد رايان الناشر والرئيس التنفيذي لصحيفة "واشنطن بوست" التي كان يكتب فيها جمال خاشقجي: "منذ اليوم الذي قتل فيه هذا الصحافي البريء بوحشية، طالبنا بأمرين مهمين: الكشف عن الحقائق ومحاسبة المسؤولين. وقد كشف إصدار التقرير اليوم الحقائق. والآن، يجب أن يحاسب الرجل الذي سمح بهذا القتل الوحشي".

وشدّدت مديرة منظمة "الديمقراطية الآن للعالم العربي" التي أسسها جمال خاشقجي، سارة ويتسن، على "أهمية أن يفي الرئيس الأميركي الآن بوعده بمحاسبة محمد بن سلمان على جريمة القتل هذه، على الأقل من خلال فرض العقوبات نفسها المفروضة على المتورطين".

وفي الإطار نفسه، قالت الصحافية نهال توسي: إن بايدن حمّل المسؤولية لولي العهد ولكن لن يعاقبه، متسائلة ما إذا سترضي سياسة بايدن الجديدة الناشطين الذين كانوا يتوقعون العقاب، مشيرة إلى أن البعض يعتبر رد بايدن مشابهًا لرد ترمب.

وتساءلت الصحافية غولناز إسفاندياري عن الخطوات التي ستتخذها إدارة بايدن للضغط من أجل المساءلة.

مؤيدو ولي العهد: لا دليل قاطع

في غضون ذلك، خلص معلقون سعوديون موالون للحكومة إلى أنه لا يوجد "دليل قاطع" على أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وافق على عملية لاعتقال أو قتل الصحافي خاشقجي.

ولجأ المعلّقون المقربون من الحكومة إلى وسائل التواصل الاجتماعي للدفاع عن ولي العهد، حيث أغرق العديد من السعوديين موقع تويتر بوسم "كلنا محمد بن سلمان".

وقال علي الشهابي، الرئيس السابق لمؤسسة "الجزيرة العربية في واشنطن"، الداعمة لسياسة السعودية، إنه لا يوجد شيء جديد في التقرير، و"ليس هناك أي دليل دامغ على الإطلاق".

وكتب الشهابي على تويتر: "من الغريب أن تحدث كل هذه الضجة حول هذه الوثيقة.. هذا التقرير الهزيل يعد دليلًا في الواقع على عدم وجود دليل قاطع ضد محمد بن سلمان".

المصادر:
"العربي"/ وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close