الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

لبنان.. آلاف المتظاهرين يؤكدون دعمهم للبطريرك الماروني في دعوته لمؤتمر دولي

لبنان.. آلاف المتظاهرين يؤكدون دعمهم للبطريرك الماروني في دعوته لمؤتمر دولي

Changed

حمل المشاركون أعلام لبنان وصور الراعي.
باحة البطريركية المارونية (غيتي)
نبه البطريرك الراعي أمام الحشد إلى "أننا نواجه حالة انقلابية بكل معنى الكلمة"، داعياً اللبنانيين الى عدم السكوت عن "فشل" هذه الطبقة السياسية "والخيارات الخاطئة والانحياز".

تجمّع آلاف اللبنانيين اليوم السبت في باحة البطريركية المارونية شمال شرقي بيروت، تأييداً لدعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى عقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة لإنقاذ لبنان، والتي أثارت انتقادات أبرزها من حزب الله.

ويغرق لبنان منذ خريف العام 2019 في أزمة اقتصادية غير مسبوقة فاقمها انفجار مروع في 4 أغسطس/ آب في مرفأ بيروت، ثم تفشي فيروس كورونا. 

واستقالت حكومة أولى بعد انطلاق حركة احتجاجات شعبية عارمة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، وحكومة ثانية بعد نحو أسبوع من الانفجار. 

وحتى اليوم، لم تتمكن القوى السياسية رغم ضغوط دولية قادتها فرنسا، من تشكيل حكومة تعمل على تنفيذ إصلاحات ملحة اشترطها المجتمع الدولي مقابل تقديم دعم مالي للبنان.

قوة التوازن

وقال الراعي من نافذة الصرح أمام الآلاف الذين وصلوا بالسيارات وسيرًا على الأقدام الى المكان، وبينهم رجال دين من مذاهب إسلامية، "نريد من المؤتمر الدولي إعلان حياد لبنان، فلا يعود ضحية الصراعات والحروب وأرض الانقسامات، وبالتالي يتأسّس على قوّة التوازن لا على موازين القوى التي تنذر دائمًا بالحروب".

وأضاف "نريد من المؤتمر الدولي أن يوفّر الدعم للجيش اللبناني، ليكون المدافع الوحيد عن لبنان، والقادر على استيعاب القدرات العسكرية الموجودة لدى الشعب اللبناني من خلال نظامٍ دفاعي شرعي يُمسك بقرار الحرب والسلم"، في انتقاد واضح لسلاح حزب الله الذي يملك ترسانة عسكرية ضخمة.

وأردف: "طالبنا بمؤتمر دولي خاص بلبنان، لأننا تأكدنا أن كل ما طرح رُفض حتى تبقى الفوضى وتُسقط الدولة ويتم الاستيلاء على مقاليد السلطة". ولفت إلى "اننا نواجه حالة انقلابية بكل معنى الكلمة".

لا تسكتوا عن الفساد

ووجّه الراعي انتقادات قاسية للطبقة السياسية، وقال "أن تتركوا الأمور كما هي والدولة تنهار والشعب يجوع ويُقهر، فهذا ما لا يمكن لنا ان نقبله بأي شكل من الاشكال"، داعياً اللبنانيين الى عدم السكوت عن "فشل" هذه الطبقة "والخيارات الخاطئة والانحياز".

وتابع: "لا تسكتوا عن الفساد... لا تسكتوا عن الحدودِ السائبة... لا تسكتوا عن فوضى التحقيق في جريمة المرفأ... لا تسكتوا عن السلاح غير الشرعي وغير اللبناني".

وعلى وقع هتافات قاطعته "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"ارهابي ارهابي حزب الله ارهابي"، و"ايه ويلا ايران اطلعي برا"، قال البطريرك "لا تسكتوا عن مصادرة القرار الوطني، لا تسكتوا عن الانقلاب على الدولة والنظام، لا تسكتوا عن عدمِ تأليف حكومة".

توجه نحو التدويل 

وكان الراعي أطلق "وثيقة الحياد الناشط" في 17 أغسطس/ آب، مطالباً بإبعاد لبنان عن صراعات المنطقة وعدم تدخل دول أخرى في شؤونه. ودعا في 9 فبراير/ شباط الأمم المتحدة الى عقد مؤتمر دولي "للمساعدة على إنقاذ لبنان".

وأثارت دعوات الراعي انتقادات صدر أبرزها عن حزب الله على لسان أمينه العام حسن نصرالله، الذي رأى أن الدعوة الى عقد مؤتمر دولي هو توجه نحو "التدويل"، الذي "يتنافى مع السيادة وقد يكون غطاء لاحتلال جديد".

في المقابل، أيدت أطراف أخرى مستقلة وحزبية دعوة البطريرك.

ويقاتل حزب الله في سوريا الى جانب قوات النظام السوري، ويُعتبر القوة الأكثر نفوذًا في الحياة السياسية في لبنان.

ويُعتبر البطريرك الماروني المرجعية الدينية المسيحية الأكبر في لبنان. ولطالما لعب البطاركة الموارنة دورًا أساسيًا في تاريخ لبنان منذ تأسيسه.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close