أفاد رئيس المجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند بأن الحكومة المؤقتة التي شكلتها حركة طالبان في أفغانستان وافقت على مبدأ السماح للنساء بالعمل في المجلس، لكن الأمر "سيستغرق وقتًا".
وقال إيغلاند في كابل يوم الإثنين بعد اجتماعه مع وزراء في حكومة طالبان: سيكون بإمكان موظفاتنا العمل بحرية مع زملائهن الذكور في جميع أنحاء البلاد.
وأوضح في تصريح لوكالة فرانس برس أن الوزراء "وافقوا من حيث المبدأ"، لكنهم أقروا بأن "الأمور تتقدم ببطء وستستغرق وقتًا".
My message to the Taliban authorities in Kabul today: 1. Afghanistan has no real future if girls of all ages cannot go to school 2. We need all our staff, including women, to be equally able to work and travel for us to scale up and respond to urgent needs
— Jan Egeland (@NRC_Egeland) September 27, 2021
التفاوض على اتفاقيات محلية
ويُعد المجلس النرويجي للاجئين من أكثر المنظمات الإنسانية نشاطًا في أفغانستان. وتشكل النساء نحو ثلث عدد موظفي المجلس في أفغانستان.
وبحسب إيغلاند، تحاول المنظمة غير الحكومية التفاوض على اتفاقيات على المستوى المحلي في سبع مقاطعات من أصل الـ14 تنشط فيها كي تتمكن النساء من استئناف عملهن فيها.
ويتعين على المجلس النرويجي للاجئين، مثل المنظمات غير الحكومية الأخرى، التكيف مع تعليمات طالبان المتعلقة بعمل المرأة وبشروط تطبيقها المتنوعة.
ويمكن للمرأة، في بعض الأماكن، أن تعمل مع الرجال، وفي أخرى يتم الفصل بين الجنسين، في حين تكون ممنوعة من العمل في أماكن أخرى.
"لا يمكننا التعليم من دون الفتيات"
وفي غضون ذلك، قرر المجلس النرويجي للاجئين عدم إعادة فتح مدارسه، حيث لا يُسمح للفتيات بعد بالدراسة، وبرر إيغلاند ذلك قائلًا: "لا يمكننا التعليم ما لم نعلم الفتيات والفتية على حد سواء".
وتدير المنظمة غير الحكومية المئات من المدارس الابتدائية والثانوية في أفغانستان. في السنوات الأخيرة، سمحت طالبان للمنظمات غير الحكومية بتعليم الفتيات في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.
وسعت حركة طالبان منذ عودتها إلى السلطة في منتصف أغسطس/ آب الماضي إلى طمأنة الشعب الأفغاني والمجتمع الدولي بعد ورود مخاوف عن منع النساء من العمل أو ارتياد المدارس.
وأشار قادة الحركة إلى أنهم سيكونون أقل صرامة مما كانوا عليه سابقًا، حين تولوا السلطة بين عامي 1996 و2001.
ولم تعد النساء إلى العمل بعد. ولا تزال المدارس الإعدادية والثانوية مغلقة أمام الفتيات، رغم أن طالبان قالت الأسبوع الماضي: إنّها ستسمح لهن بالعودة إليها "في أقرب وقت ممكن".
الاقتصاد المتدهور
كما تطرق رئيس المجلس النرويجي للاجئين خلال الاجتماع مع وزراء حكومة طالبان إلى "انهيار الاقتصاد الأفغاني"، وهي القضية الأكثر إلحاحًا بالنسبة إليه.
وتضرر الاقتصاد الأفغاني، المنهك بالفعل بسبب 40 عامًا من القتال، بسبب تجميد المساعدات الدولية والأصول الأفغانية الموجودة في الخارج.
وأعرب إيغلاند عن خشيته من أن يزداد الوضع سوءًا مع اقتراب فصل الشتاء.
وقال: "إنّه سباق مع الزمن". وحذر في الوقت نفسه من أن "الناس ستموت قريبًا جدًا".
وتعهد المجتمع الدولي بتقديم 1.2 مليار دولار لمساعدة أفغانستان، بحسب الأمم المتحدة، دون تحديد المبلغ الذي سيتم تخصيصه للمساعدات الطارئة.
“Afghans I’ve met tell me the little income they had in the previous economy is gone. We're in a race against winter, a race against death. We urge the nations who funded Afghanistan before to support the Afghan people now” @NRC_Egeland tells @BBCYaldHakim https://t.co/sQMoIovqm3
— NRC (@NRC_Norway) September 28, 2021
لكن إيغلاند أشار إلى أن المانحين "بطيئون ويتأخرون، ومترددون ويطرحون مليون سؤال، حتى فيما يتعلق بالمساعدات الأساسية لإنقاذ حياة الناس"، فيما تجد منظمته صعوبة في دفع رواتب موظفيها وتمويل برامجها.