الإثنين 25 مارس / مارس 2024

سيناريوهات ما بعد انتخابات البوندستاغ.. من سيخلف ميركل؟

سيناريوهات ما بعد انتخابات البوندستاغ.. من سيخلف ميركل؟

Changed

لاشيت وشولتس
عام 1976 تحالف الحزب الاشتراكي الديمقراطي مع الحزب الديمقراطي الحر ضد الفائز في الانتخابات في حينه (غيتي)
يُرتقب أن تشهد أغنى وأقوى دولة في الاتحاد الأوروبي أسابيع وربما أشهرًا من المفاوضات في محاولة لتشكيل حكومة ائتلافية تحدّد من سيخلف أنغيلا ميركل.

بفارق طفيف تقدّم الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة أولاف شولتس على المسيحيّين الديمقراطيّين بقيادة أرمين لاشيت، بعد أن حصل كلا الطرفين تباعًا على 25,7% و24,1% من الأصوات.

ولأن الانتخابات الألمانية لم تفرز فائزًا واضحًا، ولأن أي تحالف سيحتاج لتأمين أغلبية برلمانية قوامها أكثر من نصف المقاعد المتاحة والبالغ عددها 735 مقعدًا، يُرتقب أن تشهد أغنى وأقوى دولة في الاتحاد الأوروبي أسابيع وربما شهورًا من المفاوضات في محاولة من الأحزاب لتشكيل حكومة ائتلافية تحدّد من سيخلف المستشارة أنغيلا ميركل.

ما المرتقب في قادم الأيام؟

بخلاف السائد في معظم الدول الأوروبية، حيث يفوّض رئيس الدولة الحزب الذي يحلّ أولًا في التصويت بدء تشكيل حكومة ائتلافية، تتمتع في ألمانيا جميع الأطراف بحرية التفاوض في ما بينها. 

ولا يشترط الدستور الألماني أن يكون المستشار الجديد عضوًا في أكبر مجموعة برلمانية، بل أن يكون ببساطة المرشح المختار للائتلاف.

ومع وجود اختلاف طفيف في حصة التصويت، قد تستغرق هذه العملية شهورًا، مما يحتمل أن يترك ميركل لتتولى قيادة المستشارة المؤقتة حتى عام 2022.

وبحسب صحيفة "التايم" يجب أن يشكل الحزب الاشتراكي الديمقراطي والاتحاد المسيحي الديمقراطي، مع 206 و196 مقعدًا على التوالي، تحالفًا مع ثالث ورابع أكبر حزب للحصول على الأغلبية.

وبينما استبعد كلا الحزبين الاصطفاف مع الحزب اليميني المتطرف "البديل لأجل ألمانيا"، يجعل ذلك من حزب الخضر، مع 118 مقعدًا، والحزب الديمقراطي الحر مع 92 مقعدًا، صانعي الملوك في الائتلاف، وبالتالي سيتعيّن على شولتس ولاشيت إقناعهما بالانضمام إلى أحزابهم في ائتلاف.

ما هي سيناريوهات التحالفات؟

في مركز الأقوى، يدخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي مفاوضات الائتلاف، بعد فوزه بأكبر عدد من الأصوات التي حصل عليها بفارق ضئيل، ومع مرشح شعبي لمنصب المستشار.

وبحسب "التايم"، تبقى مع ذلك للاتحاد الديمقراطي المسيحي فرصته. وإن فعلها، لن تكون تلك المرة الأولى التي يشكل فيها حزب المركز الثاني ائتلافًا.

وتوضح أنه في عام 1976، تحالف الحزب الاشتراكي الديمقراطي مع الحزب الديمقراطي الحر ضد الفائز في الانتخابات في حينه، وهو الاتحاد المسيحي الديمقراطي.

ويشير الموقع إلى نتيجتين هما الأكثر ترجيحًا لمفاوضات الائتلاف. التحالف الأول المحتمل ويشمل ثلاثة أحزاب ويشار إليه بائتلاف "إشارة المرور" تبعًا للألوان؛ يضم الحزب الاشتراكي الديمقراطي (أحمر)، والحزب الديمقراطي الحر (أصفر)، والخضر.

والتحالف الثاني المحتمل: "جامايكا" بحسب الألوان أيضًا، ويتكوّن من حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي (أسود)، والحزب الديمقراطي الحر (أصفر)، والخضر.

وفي كلتا الحالتين، سيشكل التحالف سابقة في تاريخ ألمانيا كونه أول تحالف ثلاثي يحكم البلاد.

وتتحدث "التايم" عن خيار آخر هو تحالف بين حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الاشتراكي، وتتدارك موضحة أن أيًا من الطرفين لم يشر إلى رغبته في مواصلة الحكم معًا.

من يتنافس على منصب المستشار؟

ممّا تورد "التايم" في ملخص سيرة أولاف شولتس أنه كان رئيسًا لبلدية هامبورغ قبل أن يصبح وزيرًا للمالية ونائبًا للمستشار عام 2017.  

وأدار حملة ناجحة للغاية، وتواصل مع ضحايا الفيضانات التاريخية وحقق أداءً جيدًا في المناظرات التلفزيونية.

ويتمتع بشعبية بين الناخبين وفقًا لبيانات استطلاعات الرأي، حيث قال ما يقرب من نصف الذين صوتوا لصالح الحزب الاشتراكي الديمقراطي إنهم ما كانوا ليختاروا الحزب لو قدم مرشحًا مختلفًا لمنصب المستشار.

أما أرمين لاشيت، فهو زعيم حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي ويحكم ولاية شمال الراين ـ ويستفاليا، أكبر ولاية في ألمانيا من حيث عدد السكان، منذ عام 2017.

وكانت شعبيته قد انخفضت دون شولتس في الأسابيع الأخيرة بعد أن تصدّر حزبه استطلاعات الرأي لمعظم الحملة الانتخابية. ويلقي الكثيرون باللوم عليه في هزيمة الحزب التاريخية.

ويورد الموقع أنه في الفترة التي سبقت الانتخابات، ارتكب لاشيت سلسلة من الزلات التي أفقدته المزيد من الدعم.

وفي إطارها، جاء تصويره وهو يضحك عندما ضربت الفيضانات المدمّرة غرب ألمانيا، بما في ذلك ولاية شمال الراين وستفاليا، واتهامه لاحقًا بعدم التعاطف.

ومن زلاته أيضًا قوله عند الضغط على دور أزمة المناخ في الفيضانات: إن الاتحاد الديمقراطي المسيحي "لن يبدأ في تغيير نهجنا بالكامل".

وبسبب رد الفعل الشعبي العنيف، صرّح بعد ذلك بأيام: "علينا جميعًا أن نفعل ما في وسعنا لمنع تغيّر المناخ".

المصادر:
العربي، ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close