"يا محمد، انزل البلد بسرعة أبوك لقى كنز ومحتاج حد أمين يصرفه". تقريبًا لا يوجد مصري يحمل هاتفًا إلا ووصلته هذه الرسالة، سواء بنصها أو معناها، فهي رسالة غامضة لكنها بداية لطريق آخره خيار من ثلاثة ليس لها رابع، الاحتيال، السجن، الموت.
ويعتمد المحتال الذي يرسل هذه الرسالة على غريزة الإنسان ورغبته الجامحة في الثراء السريع السهل.
ويساعده في ذلك ما تروجه الثقافة الشعبية، والقصص الأسطورية لفكرة "الكنز الغامض"، ما يدفع كثيرين من الشغوفين بتلك القصص إلى الخوض في تجارب محفوفة بالمخاطر، من أجل اكتشاف السر، والاستيلاء على ثروة ما مدفونة تحت الأرض.
موت تحت كومة تراب
ضحية هذه الرسالة اليوم ليس مصريًا، حيث يبدو أن المحتالين لم يكتفوا بـ120 مليون مصري فاتجهوا إلى اليمن.
فكان محمد مزهر الزيلعي أحد ضحاياهم، محمد وصلته الرسالة فقرر حفر حفرة بجانب منزله، بحثًا عن كنز مزعوم تحت الأرض.
ولمدة شهر كامل، حفر وحفر إلى أن وصل إلى عمق خمسين مترًا.
لكن للأسف، تحول حلم محمد بالعثور على الكنز المفقود إلى نهاية مأساوية. فخلال الحفر حتى وصل إلى عمق بئر، سقطت عليه كومة كبيرة من التراب ودفن داخل الحفرة.
وفشلت جهود الأهالي ومحاولاتهم لإنقاذه في بدايتها، واستمرت لمدة إحدى عشرة ساعة، قبل إخراجه وقد فارق الحياة.
وقد خلّفت هذه الحادثة تفاعلًا كبيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي في اليمن.
وأشار إدريس البريهي إلى أن الرسالة التي تلقاها محمد تلقاها كثيرون غيره. ويرى المدون محمد الشويع أن ما حصل للشاب كان بسبب الفقر.
أما ياسر اليافعي فتساءل: "من يبحث عن كنز ويصدق ما يقال في هذا الزمن؟ يا إخواني احترموا العقول".
في حين أشار عباد كليب إلى انتشار هذه الحوادث في اليمن بشكل كبير.