شجرة "عملاقة" لا تزل مشتعلة في غابات كاليفورنيا منذ ثمانية أشهر
اكتشف العلماء شجرة "سيكويا" عملاقة لا تزال مشتعلة في غابة الحديقة الوطنية في كاليفورنيا، بعد أشهر من اندلاع حرائق الغابات في المنطقة في أغسطس/ آب الماضي.
ورصدت مجموعة من العلماء وطاقم إطفاء كانوا يجرون مسحًا لآثار الحريق المدمر في الجزء السفلي من الغابة الوطنية هذا الأسبوع، شجرة متفحمة بعد أن لاحظوا آثار اشتعال ودخان، يبدو أنه ناجم عن حريق العام الماضي.
وباستخدام عدسة كاميرا طويلة، تتبع الفريق الدخان الصاعد للوصول إلى مصدره، فصدموا بشجرة "سيكويا" عملاقة عمرها مئات السنين واقفة مثل مدخنة تنفث دخانًا في وسط الغابة السوداء.
وفي أغسطس من العام الماضي، ضربت صاعقة قلب الغابات مشعلة حريقًا هائلًا بدأ في 19 أغسطس وانتشر بشكل كبير؛ مما أدى إلى احتراق ما يقدر بـ700 كيلومتر مربع من الغابات في أعماق غابة "سيكويا" الوطنية.
ووفق "الغارديان"، طمأنت خدمة المنتزهات في الحديقة الوطنية زواره المنتزه من أن الشجرة المشتعلة معزولة ولا تشكل خطرًا على محيطها أو على الزوار.
لكن استمرار آثار الحريق الواضحة حتى بعد مرور أشهر "توضح مدى جفاف المنتزه"، فبينما اختفت النيران، ظل بعض الجمر مشتعلًا طوال فصل الشتاء ويرجّح الخبراء أن يكون الجزء المشتعل "مختبئًا" داخل الشجرة ولذلك صمد عدة أشهر، حتى خلال موسم هطول الأمطار والثلوج في فصل الشتاء.
وقال مايك ثيون، المسؤول عن معلومات الحرائق في متنزهات "سيكويا وكينغز كانيون الوطنية"، إنه من غير المعتاد تمامًا أن تظل بعض بقع الجمر مشتعلة بعد أشهر من اندلاع حريق.
وأضاف: "يمكن أن يوفر الجزء الداخلي من الشجرة ما يشبه الجزء الداخلي من موقد حطب، ويكون غنيًا بالأُكسجين التي تحتاجها النار من أجل البقاء".
يُذكر أن لأشجار "السيكويا" علاقة معقدة بالنار، وخلال معظم القرن العشرين عمل المسؤولون عن الغابات على منع الحرائق داخل أراضي المحمية الوطنية، على أمل الدفاع عن الأشجار القديمة.
وتعتبر أشجار السيكويا العملاقة أكبر أنواع الأشجار في العالم، ويمكن أن تعيش أكثر من 3400 عامًا. ومع التغيّر المناخي أصبحت كاليفورنيا أكثر دفئًا وجفافًا، مما خلق مخاطر هائلة على المدن والبلدات المترامية على أطراف الولاية، لا سيما أن الحرائق الأخيرة أودت بحياة 33 شخصًا.