أعلنت تل أبيب اغتيال قائد "فيلق فلسطين" في "قوة القدس" التابعة للحرس الثوري الإيراني سعيد إيزادي، المعروف باسم "الحاج رمضان"، في غارة جوية على شقة سكنية في مدينة قم جنوب طهران.
وينضمّ بذلك إيزادي إلى قائمة من القادة العسكريين الإيرانيين الذين اغتالتهم تل أبيب خلال عدوانها غير المسبوق والمستمرّ على إيران منذ 13 يونيو/ حزيران الحالي.
وزعم وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس أنّ إيزادي هو "المسؤول الرئيسي عن تجهيز وتمويل حركة المقاومة الإسلامية حماس"، مدّعيًا أنّه "كان يموّل ويسلّح حركتَي حماس والجهاد الإسلامي" لتنفيذ عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها كتائب القسّام" الذراع العسكري لـ"حماس" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفق قوله.
من هو سعيد إيزادي؟
ولا يُعرف الكثير عن إيزادي، إذ إنّه شخص يعمل بشكل سري وخفي، وبالتالي هو نادر الظهور في الإعلام باستثناء بعض الصور القديمة التي تجمعه بقائد "فيلق القدس" السابق الراحل قاسم سليماني، وفقًا لمراسل "التلفزيون العربي" في طهران حسام دياب.
أما من الناحية العملية، فإن إيزادي هو مسؤول إدارة "ملف فلسطين" في الحرس الثوري الإيراني، وشخصية محورية مركزية ومهمّة بالنسبة لفصائل المقاومة الفلسطينية، وفقًا لمراسل "التلفزيون العربي" في غزة إسلام بدر.
وأضاف بدر أنّ إيزادي هو "المسؤول المباشر عن التواصل والتنسيق المباشر بين الحرس الثوري الإيراني والفصائل الفلسطينية، وخاصّة حماس والجهاد الإسلامي".
كما لعب دورًا مهمًا في التنسيق بين المقاومة الفلسطينية و"حزب الله" في لبنان.
وسبق أن أعلنت إسرائيل اغتيال إيزادي أكثر من مرة، كان آخرها في الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق في أبريل/ نيسان 2024، وفقًا لوكالة "تسنيم" الإيرانية.
وبعد العملية بأيام، ظهر إيزادي في لقاء بطهران جمع بين رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية الذي اغتالته تل أبيب في 31 تموز/ يوليو 2024، ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري الذي اغتالته تل أبيب في اليوم الأول من عدوانها على إيران.
الرجل وراء خطة "تدمير إسرائيل"
وفي سياق متّصل، ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أنّ تقارير استخباراتية تدعي أنّ إيزادي كان وراء "خطة لتدمير إسرائيل" من خلال تنسيق الهجمات من جبهات متعدّدة.
ونقلت الصحيفة عن الجيش الإسرائيلي، زعمه أنّ خطة إيزادي مؤلفة من مرحلتين وتقوم على شنّ طهران ووكلائها هجمات صاروخية على إسرائيل، تليها عمليات تسلل واسعة النطاق إلى إسرائيل يقوم بها عشرات الآلاف من العناصر من لبنان وغزة وسوريا والضفة الغربية.

وبرز اسم إيزادي في فبراير/ شباط الماضي، عندما نقلت صحيفة "معاريف" معلومات عن مركز مائير عميت لمعلومات الاستخبارات والإرهاب، تُفيد بأنّ إيزادي "أصبح من أحد أكثر الأهداف متابعة من قبل مجتمع الاستخبارات، بعد العثور على وثائق في غزة وجنوب لبنان كشفت وجود فرع فلسطيني لفيلق القدس".
ووفقًا للمركز، فإنّ إيزادي "قاد جهود تهريب الأسلحة وتوفير التمويل وتدريب جماعات في غزة والضفة الغربية"، على حد تعبيره. كما كان مسؤولًا عن "التنسيق الإقليمي".
وتمكّنت القوات العسكرية الإسرائيلية من تحديد سلسلة من الرسائل بين إيزادي، وقائد حركة "حماس" الشهيد يحيى السنوار وبينه وبين الشهيد هنية، بعد عملية "طوفان الأقصى".
"ساهم في بناء محور المقاومة"
ووصف موقع "thedispatch" إيزادي بأنّه "الرجل الذي ساهم في بناء محور المقاومة التابع لإيران".
وأضاف الموقع أنّ إيزادي شخصية غامضة في فيلق القدس، لكنّ بصماته كانت في قلب الهجمات على إسرائيل على مدى العقد الماضي.
وزعم الموقع أنّ إيزادي خطّط عام 2015، لهجوم نفّذته حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية، حيث أُطلقت صواريخ من سوريا على شمال إسرائيل، ردًا على الضربات الإسرائيلية التي قتلت عناصر من "حزب الله" في سوريا.
وحينها، كتب الصحفي الإسرائيلي رون بن يشاي في مقال لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أنّ ردّ عام 2015 في سوريا "كان بمثابة المرة الأولى التي يُشارك فيها مسؤول كبير في الحرس الثوري بشكل مباشر في بدء وتوجيه عمل ضد إسرائيل".
وعام 2019، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على إيزادي بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224 لمكافحة الإرهاب.