الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

شدّ حبال بين الخصوم واحتجاجات شعبية.. الأزمة العراقية إلى المربع الأول

شدّ حبال بين الخصوم واحتجاجات شعبية.. الأزمة العراقية إلى المربع الأول

Changed

نافذة ضمن "الأخيرة" تناقش تطورات الأزمة العراقية وتبحث في احتمال خروجها عن السيطرة (الصورة: غيتي)
دعا رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي القوى السياسية إلى الجلوس على طاولة واحدة لإيجاد مخرج للأزمة السياسية الحالية، بعد احتجاجات الأربعاء.

تصدّرت الأزمة العراقية واجهة الأحداث من جديد، مع عودة سيناريو الاحتجاجات الشعبية إلى جانب استهداف المنطقة الخضراء بالتزامن مع انعقاد جلسات مجلس النواب العراقي، في إطار شدّ الحبل بين الخصوم السياسيين.

فقد أصيب عدد من الأشخاص بجراح نتيجة قصف صاروخي استهدف المنطقة الخضراء في بغداد. وبموازاة ذلك، أطلقت قوات الأمن قنابل الصوت والغاز على المتظاهرين الرافضين لانعقاد البرلمان لمنعهم من دخول المنطقة الخضراء.

في المقابل، أكّدت خلية الإعلام الأمني ارتفاع حصيلة الإصابات في بغداد إلى 118 بينهم عناصر من القوى الأمنية، بينما قالت وكالة الأنباء العراقية إنّ رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي دعا القوى السياسية إلى الجلوس على طاولة واحدة لإيجاد مخرج للأزمة السياسية الحالية.

احتمال عودة النواب المستقيلين يُغلَق

وبتأخير استمرّ لثلاث ساعات، رفض مجلس النواب العراقي التصويت على استقالة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي فيما صوّت 203 من أصل 240 من النواب الحاضرين على اختيار محسن المندلاوي كنائب أول لرئيس مجلس النواب العراقي.

وقبل انعقاد جلسة البرلمان، ردّت المحكمة الاتحادية الطعن بدستورية استقالة 73 نائبًا للتيار الصدري، لتغلق بذلك جميع الطرق القانونية لأي احتمال بعودة النواب المستقيلين إلى أروقة مجلس النواب العراقي، كما يؤكد خبراء القانون.

وخارج مجلس النواب، تساقطت العديد من قذائف الهاون موقعة عددًا من الإصابات في صفوف القوات الأمنية، تزامنًا مع مظاهرات لمئات من أنصار التيار الصدري في محاولة لدخول المنطقة الخضراء احتجاجًا على عقد جلسة للبرلمان العراقي، لكنّ القوات الأمنية حالت دون ذلك.

الأزمة العراقية "مستعصية"

يستبعد الكاتب الصحافي كفاح محمود سنجاري أيّ تطور على المستوى السياسي، لناحية تشكيل كتلة أكبر أو حكومة، معتبرًا أنّ ذلك لن ينجح من دون التوافق مع التيار الصدري وحصريًا مع قائده مقتدى الصدر.

ويرى في حديث إلى "العربي"، من أربيل، أنّ كل ما نسمعه بخلاف ذلك هو مجرد تصريحات سواء من الإطار التنسيقي أو بقية الفعاليات السياسية. ويوضح أنّ المكوّنَين السنّي والكردي لن يخطوا أي خطوة باتجاه إنشاء تحالفات من دون التوافق أو التباحث على الأقل مع التيار الصدري الذي يُعتبر حليفًا إستراتيجيًا بالنسبة إليهما.

ويشدّد على أنّ التيار الصدري لا يزال يمتلك الكثير من أوراق القوة والضغط، وبالتالي فإن أي ائتلاف لا يوافق عليه التيار الصدري لن ينجح. ويلفت إلى أنّ تأثير الشارع قوي جدًا، مضيفًا أنّ الإطار التنسيقي يعرف بأنه لا يمكنه بالمطلق تشكيل حكومة دون موافقة التيار الصدري ودون حل البرلمان وإعلان موعد للانتخابات المبكرة.

ويخلص سنجاري إلى أنّ العقدة لا تزال "مستعصية"، معربًا عن اعتقاده "بأننا سنعود مرة أخرى إلى المربع الأول بحيث يذهب التيار الصدري أيضًا إلى الضغط بالشارع ولو لم يحتل البرلمان هذه المرة لكنه سيمنع الإطار التنسيقي من تشكيل كتلة أكبر وبالتالي تشكيل حكومة".

ويتصاعد الخلاف في العراق بين معسكرين، الأول بزعامة مقتدى الصدر الذي يطالب بحل فوري لمجلس النواب وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، فيما يتمثّل الثاني بالإطار التنسيقي الذي يسعى إلى تشكيل حكومة قبل إجراء أي انتخابات، ويتمسّك بمرشحه محمد شياع السوداني لمنصب رئيس الوزراء حتى الآن.

ومن المقرر أن تجري تظاهرات السبت في العاصمة العراقية بغداد في الذكرى الثالثة للاحتجاجات الشعبية التي اندلعت عام 2019، ضدّ الطبقة السياسية والفساد المزمن في بلد غني بالنفط.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close