الجمعة 29 مارس / مارس 2024

"شراكة شاملة ومتطورة".. كيف ينعكس التقارب بين موسكو وبكين على العالم؟

"شراكة شاملة ومتطورة".. كيف ينعكس التقارب بين موسكو وبكين على العالم؟

Changed

نافذة من "العربي" تلقي الضوء على التعاون الاقتصادي بين روسيا والصين (الصورة: رويترز)
تأخذ العلاقات التجارية بين العملاقين الصين وروسيا بالاتساع والازدهار عامًا بعد عام، وفق ما تشير إليه البيانات الرسمية في كلا البلدين.

أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الإثنين أنه اطّلع على مقترحات الصين لحل الصراع في أوكرانيا وأنه ينظر إليها بعين الاحترام، وذلك خلال استقباله نظيره الصيني شي جين بينغ في الكرملين.

وقال بوتين خلال محادثات مع شي في بداية زيارته الرسمية إلى موسكو، إنّ روسيا "تحسد" الصين قليلًا على تنميتها السريعة في العقود الماضية، مؤكدًا أن لدى البلدين "الكثير من الأهداف والمهمات المشتركة".

وأضاف الرئيس الروسي لنظيره الصيني: "تعاوننا مهم لإقامة نظام عالمي متعدد الأقطاب".

"شراكة إستراتيجية"

أمّا الرئيس الصيني فقد قال إنّ لدى بلاده "شراكة شاملة ومتطورة" مع روسيا وأن بكين تولي اهتمامًا كبيرًا لتطوير الشراكة الإستراتيجية بين البلدين.

وتأخذ العلاقات التجارية بين العملاقين الصين وروسيا بالاتساع والازدهار عامًا بعد عام، وفق ما تشير إليه البيانات الرسمية في كلا البلدين.

فقد أشارت بيانات إدارة الجمارك الصينية إلى أن حجم التبادل التجاري بين الطرفين بلغ العام الماضي أكثر من 190 مليار دولار وذلك مقارنة بنحو 147 مليار دولار عام 2021.

تبادل يصل إلى 200 مليار دولار

ويُعَدّ هذا الرقم وفق الجانبين قياسيًا بامتياز، كما يحمل في طياته نسبة نمو في التبادل التجاري قدرها 30%.

أكثر من ذلك، فإنّ شراكة روسيا والصين غير المحدودة وفق تعبير مسؤولي البلدين انعكست ثمارها أيضًا على اليوان الصيني الذي ارتفعت حصته في العملات المستخدمة بالتجارة الخارجية الروسية من نصف نقطة مئوية إلى 16%، الأمر الذي أدى إلى انخفاض كبير لحصة اليورو والدولار في الصادرات الروسية بنسبة 48%.

وجاءت هذه الأرقام القياسية غير المسبوقة نتيجة منطقية لتوجيه روسيا اقتصادها على نطاق واسع نحو الصين، بعد فرض سلسلة عقوبات عليها من الغرب على خلفية الحرب في أوكرانيا العام الماضي.

في خضم ذلك، أكدت بيانات أن روسيا احتلت صدارة دول العالم من حيث نمو التجارة مع الصين، مع تطلع قيادة البلدين لحجم تجارة سنوي يبلغ 200 مليار دولار العام المقبل، وهو ما اقتربت منه موسكو وبكين كثيرًا.

أسعار تفضيلية

في هذا السياق، يرى المحلل السياسي يفغيني سديروف أن "العلاقات التجارية والاقتصادية بين موسكو وبكين وصلت إلى درجات عالية جدًا، لكنها محصورة إلى حد ما بقطاع الطاقة والنفط".

ويشير سديروف، في حديث إلى "العربي" من موسكو، إلى أن "الصين زادت كثيرًا من استيرادها للنفط الروسي مقابل تخفيضات وأسعار تفضيلية".

ويؤكد المحلل الروسي أن "موسكو كانت مضطرة لإعطاء بكين هذه الامتيازات لتعويض الحصة التي خسرتها بسبب المقاطعة الغربية".

أما في ما يخص التعاون العسكري بين الطرفين، فيرى سديروف أنه "أكثر تعقيدًا" بسبب عدم رغبة الصين في الدخول بمواجهة مباشرة مع الغرب.

ويقول: "بكين مستفيدة الآن من اضطرار روسيا بيعها النفط بأسعار منخفضة، لكن في الوقت نفسه هي تساعد موسكو على الالتفاف على العقوبات".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close