تمنح سياسة الشركات الكبرى الحق لأي من عملائها أن يتقدم بشكوى أو أن يعبر عن مخاوف أو عدم رضاه وفقًا لتجربة أو منتج أو خدمة قدمت له من قبل شركة أو مؤسسة.
في المقابل، على الشركة أن تتلقى الشكاوى من المستهلكين وتتحقق منها وأن تبحث عن حلول لإرضائهم. لكن كيف يكون الوضع في حالة ما انهال عليك موظفو شركة بالضرب لمجرد احتجاجك على خدمتهم؟ هذا ما حدث فعلًا في تونس.
ماذا جرى في تونس؟
وقعت الحادثة في محطة للحافلات العامة بتونس العاصمة أمس الثلاثاء، حيث اشترى رجل مسن تذكرة لركوب إحدى الحافلات، واحتج بعدها بحسب مواقع تونسية محلية على عدم السماح له بالصعود إلى الحافلة، رغم امتلاكه تذكرة.
لكن المفاجأة، كانت بالرد الذي قوبل به. فموظفان بالشركة قابلا شكوى الرجل المسن بالاعتداء عليه، إذ انهالا عليه ضربًا وسط شارع ممتلئ بالمارة. وأظهر مقطع فيديو أحد العاملين في المحطة يصفع الرجل بكل قوة خلف رأسه، في حين قام آخرون بدفعه.
وأثار مقطع الفيديو الذي شاهدناه غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي وسط مطالبات بمحاسبة العاملين في المحطة لمعاملتهم المهينة للرجل المسن.
"اختلط الحابل بالنابل"
وعلّق جوادي إلياس قائلًا: "للأسف شركات النقل كانت في السابق آمنة للمواطن وخاصة النساء منهم والشيوخ والتلاميذ، كان السائق والقابض سندين، وكانا على مهنية عالية واليوم اختلط الحابل بالنابل لا رقيب ولا حسيب".
أما محمد أبو غفران فكتب: "جرت العادة أن يعاقب بالسجن كل مواطن يعتدي على موظف أثناء أداء عمله وفي هذه الحالة العكس تمامًا".
أما مراد أديسي فقال: "العديد من الأعوان التابعين لشركات النقل يجب ردعهم بكل قوة من طرف الإدارات لأنهم يتوهمون أن لهم نقابات قوية، وتناسوا أن عصرها قد ولى وانتهى. كما يجب مراقبتهم على التجاوزات الرهيبة التي يقومون بها أثناء السياقة. طبعًا إلا من رحم ربي".
"تعويض مادي ومعنوي"
ودفعت حالة الغضب التي تبعت تصرف الموظفين في شركة نقل تونس، الإدارة لإصدار بيان، أعلنت فيه إيقاف الموظفين اللذين ظهرا في مقطع الفيديو عن العمل.
وتقدم وزير النقل رشيد عامري باسمه وباسم كافة العاملين بقطاع النقل، بخالص اعتذاره عما حصل. إلا أن البيان والاعتذار لم يوقفا سيل الانتقادات الموجهة لشركة النقل.
وقالت سيرين جويني: "ما جدوى الاعتذار بعد الإهانة التي صارت؟".
أمّا منعم شريف فكتب: "من المفروض أن يحصل المواطن الذي تعرض للضرب على تعويض مالي ومعنوي من وزارة النقل".