عبّر البابا فرنسيس في أول محطة من زيارته، اليوم الخميس، إلى قبرص، عن "قلق شديد" إزاء الأزمة التي يواجهها لبنان المجاور، وذلك في كلمة ألقاها أمام مسؤولي الكنيسة المارونية التي قدم بطريركها بشارة الراعي من لبنان للمشاركة في استقباله.
وقال البابا في كاتدرائية في نيقوسيا القديمة، وفق الترجمة إلى العربية التي وزعها الفاتيكان، "عندما أفكر في لبنان، أشعر بقلق شديد للأزمة التي يواجهها، وأشعر بمعاناة شعب متعب وممتحن بالعنف والألم".
ووصل البابا الى مطار لارنكا في قبرص الساعة 14,52 (12,52 ت غ) في زيارة تستمر حتى صباح السبت.
وتوجه فور وصوله إلى كاتدرائية سيدة النعم حيث تجمّع عدد من رجال الدين والراهبات وأعيان من الموارنة القبارصة للقائه.
وقدمت وفود من لبنان للمشاركة في استقبال البابا بينهم صحافيون ومدنيون.
وقال مسؤولون في الكنيسة المارونية إن عدد الذين قدموا من لبنان بلغ نحو الألف.
ويعاني لبنان منذ أكثر من سنتين من أزمة اقتصادية وسياسية حادة، بينما مؤسساته مشلولة ويشهد نقصًا في الخدمات والمواد الأساسية.
ووجّه البابا نداء إلى اللبنانيين الصيف الماضي، راجيًا إياهم ألا يفقدوا الأمل، وداعيًا إلى "حلول ملحّة وثابتة للأزمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية"، كما وعد بزيارة لبنان".
"التغلب على الانقسامات"
كما حيّا البابا خلال كلمته، اليوم الخميس، الكنيسة اللاتينية في قبرص "الحاضرة هنا منذ آلاف السنين، وهي اليوم بفضل وجود العديد من الإخوة والأخوات المهاجرين، شعب متعدد الألوان ومكان لقاء حقيقي بين مجموعات عرقية وثقافات مختلفة"، مضيفًا أن "وجه الكنيسة هذا يعكس دور قبرص في القارة الأوروبية".
وتابع: "الكنيسة في قبرص أذرعها مفتوحة لترحب وتستوعب وترافق، إنها أيضًا رسالة مهمة للكنيسة في جميع أنحاء أوروبا الموسومة بأزمة الإيمان".
ويبلغ عدد سكان الكاثوليك في قبرص حاليًا نحو 25 ألفًا، بينهم خمسة الى نحو سبعة آلاف ماروني معظمهم قبارصة، والآخرون كاثوليك معظمهم مهاجرون آسيويون وأفارقة.
ويحمل البابا خلال زيارته التي ستليها زيارة إلى اليونان مرة أخرى لواء الدفاع عن المهاجرين ويشدّد على أهمية الحوار بين المذاهب المسيحية المختلفة.
دعا البابا أوروبا إلى "التغلب على الانقسامات" و"تحطيم الجدران" و"الترحيب والاندماج"، في وقت تعاني القارة من تدفق المهاجرين اليها وترفض دول عدة استقبالهم.
وبحسب السلطات القبرصية، قد يكرّر البابا اللفتة الرمزية التي قام بها في جزيرة ليسبوس اليونانية عام 2016، عندما اصطحب معه إلى الفاتيكان 3 عائلات سورية مسلمة مهاجرة بشكل غير قانوني إلى اليونان، مشيرة الى أن مفاوضات جارية ليصطحب معه عندما يغادر الجزيرة، عددًا من المهاجرين.