كشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن خطط بناء درع صاروخية باسم "القبة الذهبية"، بهدف حماية الولايات المتحدة من هجمات خارجية، مؤكدًا أنّها ستُوضع في الخدمة في نهاية ولايته الثانية.
وأعلن ترمب في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض أمس الثلاثاء، أنّه اختار تصميمًا لدرع "القبة الذهبية"، وعيّن الجنرال مايكل غويتلاين من سلاح الفضاء الأميركي، لرئاسة البرنامج الطموح الذي يهدف إلى صد "تهديدات الصين وروسيا".
وقال ترمب: "خلال الحملة الانتخابية وعدت الشعب الأميركي ببناء درع صاروخية متطوّرة جدًا"، مضيفًا: "يسرني اليوم أن أعلن أننا اخترنا رسميًا هيكلية هذه المنظومة المتطوّرة". وأردف أنّ القبة الذهبية "ستحمي وطننا".
وأوضح ترمب أنّ المشروع سيكتمل بحلول نهاية ولايته في يناير/ كانون الثاني 2029، بكلفة إجمالية تصل إلى "نحو 175 مليار دولار" عند إنجازه.
وأضاف أنّ "كل شيء في درع القبة الذهبية سيُصنع في الولايات المتحدة، وأنّ ولاية ألاسكا ستكون جزءًا كبيرًا من البرنامج".
وفي نهاية يناير الماضي، وقّع ترمب مرسومًا لبناء "قبة حديدية أميركية"، تكون -وفق البيت الأبيض- درعًا دفاعية متكاملة لحماية أراضي الولايات المتحدة من الصواريخ فرط الصوتية المتقدّمة مثل تلك التي تُطوّرها الصين، والتي يُمكنها الإفلات من أنظمة الرادار الأرضية التقليدية.
شكوك بشأن جدوى القبة الذهبية وطرق تمويلها
وفكرة "القبة الذهبية" مستوحاة من "القبة الحديدية" الإسرائيلية، التي تصدّ الصواريخ والقذائف.
غير أنّ "القبة الذهبية" التي اقترحها ترمب أكثر شمولًا، وتتضمّن مجموعة ضخمة من أقمار المراقبة وأسطولًا منفصلًا من الأقمار الصناعية الهجومية، التي من شأنها إسقاط الصواريخ الهجومية بعد فترة وجيزة من انطلاقها.
وشكّك خبراء في جدوى القبة الذهبية، مؤكدين أنّ هذه الأنظمة مصمّمة في الأصل للتصدي لهجمات تشنّ من مسافات قصيرة أو متوسطة، وليس لاعتراض صواريخ بعيدة المدى قادرة على ضرب الولايات المتحدة.
وسيستغرق تنفيذ "القبة الذهبية" سنوات، إذ يُواجه البرنامج تدقيقًا سياسيًا وغموضًا بشأن التمويل، في وقت تسعى فيه وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" لتقليص النفقات.
كما وُجهت انتقادات لإدارة ترمب على خلفية إدراج بند تمويلي جديد لهذا المشروع ضمن موازنة الأعوام 2026 -2030.
وعبّر مشرعون ديمقراطيون عن قلقهم إزاء عملية الشراء ومشاركة شركة "سبيس إكس" المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك، التي برزت كمرشح أول إلى جانب شركتَي "بالانتير" و"أندوريل" لبناء المكوّنات الرئيسية للنظام.
ووصف العضو السابق في الكونغرس جون تيرني فكرة ترمب، بأنّها "احتيال يرمي إلى إنفاق أموال دافعي الضرائب على إستراتيجية دفاعية غير مثبتة الفعالية".