الأربعاء 10 أبريل / أبريل 2024

شكوك وتساؤلات.. هل ترقى مخرجات مؤتمر المناخ للمستوى المطلوب؟

شكوك وتساؤلات.. هل ترقى مخرجات مؤتمر المناخ للمستوى المطلوب؟

Changed

"العربي" يناقش نتائج مؤتمر المناخ ومقرراته (الصورة: غيتي)
يرى الأمين العام للأمم المتحدة أن قمة المناخ "أخفقت" في فرض خطة جذرية لخفض الانبعاثات.

اختتمت في مدينة شرم الشيخ بمصر أعمال مؤتمر المناخ "كوب 27"، حيث اتفقت الوفود المشاركة قبل مغادرتها على إنشاء صندوق لتعويض الدول الفقيرة والمتضررة من التغير المناخي.

ورفع رئيس الدورة وزير الخارجية المصري سامح شكري مخرجات هذه القمة التي تعد إحدى أطول مؤتمرات المناخ، بينما رأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن القمة "أخفقت" في التوصل لخطة جذرية لخفض الانبعاثات.

شكوك وتساؤلات

فبعد أسبوعين من أشغال "كوب 27"، ناشد شكري المشاركين من أجل استكمال المخرجات قائلًا: "أدعوكم جميعًا إلى الارتقاء لمستوى التوقعات الموكلة إلينا من قبل المجتمع العالمي، وخاصة من هم الأكثر عرضةً للخطر والتي ساهمت بأقل قدرٍ في تغيّر المناخ".

وبوقت يرافع المنظمون ما اعتبروه إنجازًا تجسد في الاتفاق على إنشاء صندوق لتعويض المتضررين، شكل هذا التفاهم رغم أهميته استفهامًا لدى الرئيس الفرنسي.

فقد تساءل إيمانويل ماكرون: "حالما نواجه مشكلة نستحدث صندوقًا، ماذا عن الحوكمة؟ من سيساهم بالأموال؟".

كما لم تقنع غوتيريش هو الآخر مخرجات القمة، معتبرًا أن عدم الخروج بخطة لخفض الانبعاثات بشكل جذري يطعن في نجاحها، معتبرًا أن "كوكبنا لا يزال في قسم الطوارئ".

موقف غوتيريش ينسجم بدوره مع الاتحاد الأوروبي، حيث أبدى نائب رئيسة المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانز خيبة أمله من مؤتمرٍ لم يأت بجهودٍ إضافية من كبار الملوثين في العالم، على حد قوله.

ليشير المنتقدون إلى فشل "كوب 27" في تخطي سقف المؤتمرات السابقة، بفرض نسبة أقل من الاحترار تصل إلى 1.5 درجات مئوية على كبار المصنّعين في العالم، إذ لم يتحقق هذا الهدف مجددًا مما قد يرهن مستقبل كوكبٍ انقلب مناخه.

رهانات كبيرة لم تتحقق

ومن مدينة طنجة المغربية، يقيّم سعيد شكري المستشار في قضايا البيئة والتغيرات المناخية مخرجات "كوب 27"، كاشفًا عن اعتقاده بأن الإطار التي وجدت فيه القمة كان غير مساعدًا للخروج "بنتائج حقيقة".

فيشرح في حديث مع "العربي" أنه قيل عن هذا المؤتمر بأنه مؤتمر تنفيذ وربما من هنا تأتي الصعوبة، حيث "لا يمكن أن نتحدث عن مؤتمر تنفيذ بوقت يعيش العالم تحديات كبيرة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا".

ويضيف: "الرهانات كانت كبيرة لكن مع الأسف هناك مجموعة من القضايا لم ترق إلى طموحات بعض الدول وخاصة الدول النامية"، لا سيما وأن ملف الأضرار والخسائر "هو محور صغير جدًا ضمن المحاور الكبرى خاصة محور التمويل الذي يلعب دورًا رئيسيًا".

غياب الإرادة العالمية

وعن الجهة المسؤولة عن هذا "الفشل" في قمة المناخ، فيرى شكري أن مسألة التغيرات المناخية مرتبطة بقضايا سياسية واجتماعية كبرى، لذلك من الضروري أن تكون هناك إرادة عالمية قوية في سبيل التغيير.

لكن تبين خلال المفاوضات، وجود وجهات نظر متباينة بين الدول المتقدمة التي تطمح الاستفادة من المؤتمر، لا سيما وأن هناك بعض القضايا المرتبطة بالاقتصاد من جهة سوق الكاربون، والاستفادة من هذه التغيرات، بحسب المستشار في قضايا البيئة والتغيرات المناخية.

في المقابل، يبيّن شكري أن هناك دولًا فقيرة تطمح بأن تلتزم الدول الغنية على الأقل بوعودها والاتفاقيات السابقة، مشيرًا أيضًا إلى وجود قرارات سياسية لم يتم الحسم فيها في "كوب 27".

ويردف: "نحتاج إلى سنوات من أجل إنشاء صندوق التعويضات ووضع حكامة له، وتحديد المستفيدين منه والداعمين له.. بحيث لن يكون الوقت في صالح الدول النامية.. بوقت لم يتم الحسم بقضية أهم من ذلك وهي الخروج من الطاقة الأحفورية ما يدل على غياب القرارات السياسية الجدية من طرف الدول المتقدمة".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close