تقدمت مؤسسة "هند رجب" الحقوقية، ومقرها في بلجيكا، بشكوى رسمية إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ضد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، بتهمة التواطؤ في جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية عبر موقعها الإلكتروني، يوم أمس الأحد، أنّ المنظمة التي أسسها ناشطون فلسطينيون في أوروبا، تقدمت بشكوى رسمية أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ضد ساعر، قبيل سفره إلى بروكسل.
وجاء في الشكوى، وفق الصحيفة، أن ساعر، "شريك في جرائم الحرب في قطاع غزة، إلى جانب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".
مؤسسة "هند رجب"
يذكر أن مؤسسة "هند رجب" تعمل على توثيق وجمع الأدلة حول انتهاكات حقوق الإنسان، والجرائم المرتكبة في الأراضي الفلسطينية، وتستهدف ملاحقة القادة والعسكريين الإسرائيليين قضائيًا في الساحات الدولية.
وحسب الصحفية العبرية، لم يصدر أي رد رسمي من وزير الخارجية الإسرائيلي أو حكومته بشأن هذه الشكوى، فيما لم يتسن معرفة الجدول الزمني لزيارة ساعر إلى بروكسل.
وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، مذكرة اعتقال بحق نتنياهو ووزير الأمن السابق في حكومته يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وفي تعريفها، تفيد مؤسسة "هند رجب" بأنها "تأسست خلال الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، وهي تكرم ذكرى الطفلة هند رجب، وكل مَن لقوا حتفهم أو عانوا في ظل حملة الإبادة الجماعية الإسرائيلية".
وتقول إن مهمتها الأساسية "السعي بنشاط إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضد المسؤولين عن هذه الفظائع، بما في ذلك الجناة والمتواطئون والمحرضون على العنف ضد الفلسطينيين".
"إنهم يدفعون الثمن"
والشهر الماضي، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن مؤسسة "هند رجب" أرسلت أسماء 1,000 جندي إسرائيلي إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، مستندة إلى بصمات أصابعهم الرقمية، حيث نشر العديد منهم مقاطع فيديو وصورًا لأنفسهم على الإنترنت، وهم يرتكبون جرائم حرب. وقالت الصحيفة نفسها إن ما قام به جنود الاحتلال يجعلهم "يدفعون الثمن الآن".
من جانبها، كانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية قد كشفت، أن جنديًا إسرائيليًا فر من البرازيل بمساعدة مسؤولين في السفارة هناك، بسبب وجود شكوى من المؤسسة نفسها بحقه، وإصدار قاض برازيلي قرارًا بتوقيفه، خلال الشهر الماضي.
ودفعت الحادثة جيش الاحتلال إعلانه أنه لن يكشف عن أسماء الجنود في وسائل الإعلام بعد الآن، "خوفًا من اعتقال الجنود في الخارج"، وأكدت الصحيفة أن هناك عدة شكاوى جنائية مشابهة ضد جنود إسرائيليين في بلدان مثل قبرص وسريلانكا والأرجنتين وتشيلي.
وهند؛ طفلة فلسطينية كانت في عمر 5 سنوات حين قتلها الجيش الإسرائيلي بقصف سيارة لجأت إليها مع 6 من أقاربها في حي تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة، في 29 يناير/ كانون الثاني 2024.
ومنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وحتى 19 يناير 2025، وبدعم مباشر من الولايات المتحدة، ارتكبت إسرائيل إبادة جماعية في قطاع غزة، حيث أسفرت العمليات العسكرية عن استشهاد وإصابة نحو 160 ألف فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 14 ألف مفقود لا تزال جثثهم تحت الأنقاض.