الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

شملت كل القطاعات.. ما هي العقوبات التي فرضت على روسيا حتى الآن؟

شملت كل القطاعات.. ما هي العقوبات التي فرضت على روسيا حتى الآن؟

Changed

تقرير حول انسحاب كبرى الشركات العالمية من السوق الروسية (الصورة: غيتي)
تتسع دائرة العقوبات الغربية على روسيا منذ بدء هجومها على أوكرانيا وطالت جميع قطاعات الاقتصاد الروسي إضافة إلى الفن والثقافة والرياضة والأوليغارشية الروسية.

زادت الدول الغربية عقوباتها الاقتصادية على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمقرّبين منه وعلى الاقتصاد الروسي منذ بداية الأزمة الأوكرانية، عبر فرض حظر طيران وتجميد أصول أفراد أو شركات روسية وحظر عدد من التعاملات التجارية والمالية وصولاً إلى فرض قيود على قطاع النفط والغاز الروسيين.

القطاع المالي 

تُركّز الدول الغربية على فرض معظم عقوباتها في روسيا على القطاع المالي بهدف الحدّ من القدرات التمويلية الروسية للحرب.

واختارت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى دول أخرى، استهداف المصرف المركزي الروسي بشكل مباشر، فمنعوا كلّ التعاملات مع المؤسّسة المالية الروسية وشلّوا حركة أصولها بالعملة الأجنبية. وأدّى ذلك إلى انهيار عملة الروبل أمام الدولار في وقت ازدادت فيه عمليات سحب النقود.

وفي ضربة قوية أخرى، فرضت دول كثيرة حظرًا على التعاملات المالية مع المصارف الروسية باستخدام نظام "سويفت" المالي العالمي الذي يسمح بإجراء تحويلات دولية بين المصارف.

كما علقت شركتا الدفع بالبطاقات "فيزا" و"ماستركارد" عملياتهما في روسيا، وأوقفت شركة "باي بال" القابضة للمعاملات المالية عبر الإنترنت خدماتها في البلاد.

ومن أجل الحدّ من مخاطر التحايل على العقوبات، تبحث دول مجموعة السبع ودول الاتحاد الأوروبي في وضع أحكام محددة للعملات المشفّرة التي لجأ إليها العديد من الروس على أمل العثور على ملاذ آمن فيها.

الطاقة 

وبالنسبة إلى قطاع الطاقة، فقد أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الثلاثاء، حظرًا على واردات النفط من روسيا في أقسى إجراء اتّخذته إدارته حتى الآن لمعاقبة موسكو على هجومها على أوكرانيا.

وقررت المملكة المتحدة أيضًا حظر واردات النفط من روسيا بصورة تدريجية، معلنةً عزمها على وقف واردات النفط الخام والمشتقات النفطية الروسية بالكامل بحلول نهاية العام الجاري.

وترفض أوروبا في الوقت الحالي فرض حظر على واردات الطاقة الروسية التي توفر 40% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي و30% للنفط. لكنّ الولايات المتحدة هي مصدّرة بحتة للطاقة أي أنها تُنتج كميات نفط وغاز أكثر من حاجتها الاستهلاكية، بحسب ما ذكر بايدن. 

وأصبحت شركة "غازبروم" العملاقة للغاز الروسي إحدى الشركات التي لم تعد لديها قدرة على جمع الأموال في الأسواق المالية الغربية.

وفي قرار رمزي آخر، عُلّق خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" الذي كان من المفترض أن يزيد شحنات الغاز الروسي إلى ألمانيا. وقدّمت الشركة التي تديره طلبًا لإشهار إفلاسها.

النقل

أصبح كامل المجال الجوي لدول حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي مغلقًا أمام الطيران الروسي، ما أجبر شركة الطيران الروسية الحكومية "أيروفلوت" على تعليق العديد من رحلاتها. ردًا على ذلك، منعت روسيا تحليق طائرات من هذه الدول في مجالها الجوي، ما أجبر العديد من الشركات على تعديل مسار رحلاتها عبر آسيا.

وأصبح قطاع الطيران الروسي مستهدفًا بالكامل. فقد حظر كلّ من الاتحاد الأوروبي وكندا تصدير الطائرات والقطع والمعدّات إلى روسيا. وأعلنت شركتا "بوينغ" و"إيرباص" أنهما توقفتا عن توفير قطع غيار وصيانة للطائرات المسجلة في روسيا.

وحظرت لندن شركات الطيران والفضاء الروسية من الوصول إلى خدمات التأمين وإعادة التأمين.

ولم يسلم قطاع النقل البحري من العقوبات أيضًا، بحيث أغلقت المملكة المتحدة جميع موانئها أمام السفن التي تحمل العلم الروسي أو المستأجرة أو المملوكة للروس. وأعلنت شركات "مايسرك" و"سي أم آ سي جي أم" و"هاباغ لويد" و"أم أس سي" للشحن تعليق عمليات التسليم إلى الموانئ الروسية.

التجارة

كذلك استُهدف تصدير أشباه الموصلات والمعدات التكنولوجية منذ بداية الهجوم، من قبل اليابان ثم من قبل الولايات المتحدة، فيما تُعدّ هذه المكونات الإلكترونية الآن ضرورية لمجموعة واسعة من المنتجات الصناعية.

ووسّع البيت الأبيض الأسبوع الماضي الحظر فاستهدف، من ناحية، قطاع الدفاع الروسي من خلال تجميد أصول الشركات في الولايات المتحدة وحظر أي معاملات مع الشركات أو الأفراد الأميركيين، ومن ناحية أخرى قطاع النفط الروسي عن طريق منع صادرات المعدات والتقنيات اللازمة لهذا القطاع الذي يُشكّل المصدر الرئيسي للبلاد من العملات الأجنبية.

واستفادت واشنطن من الوضع لزيادة عقوباتها على بيلاروسيا المتّهمة بمساعدة روسيا في هجومها على أوكرانيا. وستلغي كندا وضع التجارة الخاص لروسيا وبيلاروسيا، ما سيؤدّي إلى فرض ضريبة استيراد نسبتها 35% على المنتجات من هاتين الدولتين.

المطاعم والمقاهي 

أعلنت سلسلة "ماكدونالدز" الأميركية للوجبات السريعة الثلاثاء، أنّها ستغلق مؤقتاً مطاعمها في روسيا وعددها 850 مطعمًا وستعلّق كلّ أعمالها في البلاد، لتحذو بذلك حذو الكثير من الشركات المتعددة الجنسيات التي قررت النأي بنفسها عن موسكو.

وأعلنت سلسلة "ستارباكس" للمقاهي الثلاثاء أنها ستغلق مؤقتًا مقاهيها في روسيا وعددها 130 مقهىً.

كذلك علقت شركة "كوكا كولا" الأميركية للمشروبات الغازية نشاطها في روسيا، في حين أعلنت منافستها "بيبسيكو" عزمها على تعليق بيع المشروبات في روسيا والاستمرار بالمقابل في بيع الأغذية فيها.

كما قررت أيضًا متاجر الملابس الفاخرة مثل "برادا" و"ديور" و"لويس فويتون" و"غوتشي" و"فندي" إفراغ رفوفها في روسيا، على غرار شركة "إيكيا" السويدية للأثاث وشركتي "أبل" و"مايكروسوفت".

وسائل الإعلام

وحظر الاتحاد الأوروبي بثّ القنوات الرسمية الروسية "آر تي" و"سبوتنيك" عبر الراديو والتلفاز والإنترنت.

وقرّرت شركتا فيسبوك (من مجموعة "ميتا") ويوتيوب (فرع من "غوغل") حظر منشورات هذه الوسائل في أوروبا. 

وأعلنت "غوغل" تعليق قدرة وسائل الإعلام الروسية التي تموّلها الدولة على جني الأموال على منصاتها.

أفراد نافذون 

كما طالت العقوبات العديد من الشخصيات المعروفة في روسيا، من بينها 350 نائبًا ومقرّبون من الرئيس الروسي بمن فيهم رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بالإضافة إلى فلاديمير بوتين نفسه.

وتستهدف هذه العقوبات أيضًا العديد من رجال الأعمال الروس بمن فيهم رومان أبراهاموفيتش، صاحب نادي "تشيلسي" الإنكليزي الذي عرضه للبيع، ومدير المجموعة النفطية "روسنفت" إيغور سيتشين.

وتشمل العقوبات منع السفر إلى الدول الأوروبية وتجميد أصولهم في هذه الدول. 

وفي فرنسا، تمّت مصادرة يخت إيغور سيتشين الخميس. وصادرت السلطات الألمانية يختًا ضخمًا يملكه الملياردير أليشر عثمانوف في حوض بناء السفن في المجر. كما صادرت السلطات الإيطالية فيلات ويخوتًا بقيمة 140 مليون يورو على الأقل (153 مليون دولار) يملكها أربعة من أثرياء روسيا، تم إدارجهم على قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي

وقام العديد من أفراد الأوليغارشية، على غرار أبراهاموفيتش، بنقل أصولهم إلى جزر المالديف لتجنّب مصير مماثل.

وأنشأت واشنطن خلية من المحققين المسؤولين عن الشروع في إجراءات ضد "الأوليغارشية الروسية الفاسدة" وكذلك كل من ينتهك العقوبات.

عقوبات رياضية

قرّرت اللجنة البارالمبية الدولية استبعاد رياضيي روسيا وبيلاروسيا من المشاركة في الألعاب البارالمبية الشتوية في بكين. كما قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم حظر روسيا وتعليق مشاركتها في فعاليات اللعبة الأكثر شعبية في العالم. 

وكان منظمو سباق الفورمولا وان قد استبقوا بيان اتحاد اللعبة وقرروا إلغاء سباق جائزة روسيا الكبرى المقرر في سبتمبر/ أيلول المقبل، وأكد المنظمون استحالة استضافة مدينة سوتشي لفعاليته. 

وأعلن الاتحاد الدولي للجودو أنه عزل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورجل أعمال روسيًا من جميع مناصبهما في الاتحاد. وجاء هذا القرار عقب قرار الاتحاد بإيقاف رئيسه الشرفي بوتين حامل الحزام الأسود والذي سبق له أن شارك في تأليف كتاب يحمل عنوان "الجودو: التاريخ والنظرية والممارسة".

وفي بداية مارس/ آذار الجاري أيضًا أعلن الاتحاد الدولي للتايكوندو تجريد بوتين من الحزام الأسود الشرفي الحاصل عليه في اللعبة في 2013، كما جرد الاتحاد الدولي للسباحة بوتين من وسام الشرف الذي منحه له في 2014.

عقوبات ثقافية

وطالت العقوبات الغربية الفنانين الروس حيث  أعلنت باريس مقاطعتها الموسيقي الروسي الشهير فاليري غيرغييف، الذي كان من المقرر أن يقود أوركسترا روتردام. وأكد عمدة ميونخ أنه "لن تكون هناك حفلات أخرى لأوركسترا ميونخ تحت إشراف غيرغييف". 

وانضمت إلى المقاطعة دار أوبرا "لا سكالا" في إيطاليا، وأفادت بأنها استبعدت غيرغييف من العروض المقبلة لأوبرا تشايكوفسكي.

إضافة إلى ذلك، أُلغيت حفلة عازف البيانو الروسي دينيس ماتسويف في مسرح الشانزليزيه المقرّرة نهاية شهر مايو/ أيار، وعروض أخرى بسبب موقفه الداعم لبوتين.

أما قائد الأوركسترا الروسي توجان سوخيف فقد أعلن مغادرته لمنصبه كمدير موسيقي لمسرح بولشوي في موسكو والأوركسترا الوطنية لمسرح كابيتول في مدينة تولوز الفرنسية، مشيرًا إلى أنه تعرض لضغوط من أجل اتخاذ موقف حيال الأحداث في أوكرانيا.

وأعلن متحف هيرميتاج أمستردام أنه قطع صلاته الوثيقة بمتحف "هيرميتاج" في سانت بطرسبرغ.

ولم تستثن العقوبات القطط حيث أصدرت جمعية دولية لمحبي القطط سلسلة قيود صارمة على القطط التي يتم تربيتها في روسيا وعلى مربيها المقيمين هناك. 

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close