الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

شهادات حول مقتل الأميرة ديانا ودودي الفايد.. هل من معلومات جديدة؟

شهادات حول مقتل الأميرة ديانا ودودي الفايد.. هل من معلومات جديدة؟

Changed

يوثّق برنامج "كنت هناك" كواليس حادثة مقتل الأميرة ديانا ودودي الفايد، وتعامل العائلة المالكة وأسرة الفايد مع علاقتهما والحادثة (الصورة: غيتي)
لا يزال "لغز" الحادث المروّع الذي أدّى إلى مقتل الأميرة ديانا ودودي الفايد عام 1997، يثير الجدل، تمامًا كتعامل العائلة الحاكمة مع علاقتهما.

بعد 25 عامًا على مقتل الأميرة ديانا ودودي الفايد في حادث مروّع عام 1997، لا يزال الغموض يخيّم على كواليس ما حصل، وشكّل علامة فارقة في تاريخ العائلة المالكة في بريطانيا.

وتطوّرت العلاقة بين الأميرة والفايد (عماد الدين الفايد) في شهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب عام 1997، وأصبحت هدفًا للصحافيين والمصوّرين.

مساء 30 أغسطس، غادرت الأميرة ديانا في سيارة ليموزين مرسيدس من فندق الريتز في باريس مع صديقها دودي الفايد، نجل رجل الأعمال المصري محمد الفايد. وبعد أقلّ من 5 دقائق اصطدمت السيارة بالركن الثالث عشر في النفق تحت جسر ألما في باريس. وتوفيت الأميرة وصديقها في الحادثة.

علاقة الأميرة ديانا ودودي الفايد

في استعادة لتلك المرحلة التاريخية، يقول مصطفى رجب رئيس اتحاد الكيانات المصرية في أوروبا: "بعد خروجها إلى العلن، دخلت علاقة الأميرة ديانا ودودي الفادي مرحلة خطيرة وحسّاسة للعائلة المالكة في بريطانيا".

ويلفت رجب إلى أن "دودي الفايد اشتهر بعد كشف علاقته بالأميرة ديانا، حيث بدأت وسائل الإعلام تنشر الكثير عن علاقاته السابقة، وأظهرت الرفاهية التي كان يعيشها"، مرجّحًا أن يكون قد رأى في علاقته بالأميرة ديانا "شيئًا مهمًا له".

ويؤكد أن المثير للاستغراب في كل ما حدث هو أن والد دودي رجل الأعمال محمد الفايد "كان مقتنعًا بكل ما يحصل، وكيف أنه لم يُدرك خطورة اللعب مع الكبار".

بدوره، يقول جوناثان ليس، وهو صحافي ونائب مدير مركز الأبحاث البريطاني: إن "الحقيقة تكمن في أن الناس يريدون أن يجدوا سببًا عميقًا للحادثة، وأن التاريخ ينطوي على مؤامرة عميقة قامت بها الدولة".

من جهته، يقول بول جيبسون المدير السابق في وزارة الدفاع البريطانية: "كنت شاهدًا على حفل زفاف الأميرة ديانا من الأمير تشارلز (الملك حاليًا)، وعلى طلاقهما، كما شاهدت نهاية الأميرة المأساوية وجنازتها"، مضيفًا أنه "شاهد حياتها تتكشّف، وبشكل مأساوي شاهدت التأثير العميق الذي أحدثته على العائلة المالكة".

وأضاف أن إرث الأميرة ديانا "لا يزال مستمرًا حتى الآن، بينما لا يزال تشارلز محرجًا لقيامه بعلاقة غرامية عندما كان متزوجًا من ديانا"، مشيرًا إلى أن العديد من البريطانيين وسكان العالم "لن يغفروا له ذلك".

لا يزال إرث الأميرة ديانا مستمرًا حتى الآن - غيتي
لا يزال إرث الأميرة ديانا مستمرًا حتى الآن - غيتي

حقائق واضحة؟

وعن حادثة مقتل الأميرة ديانا ودودي الفايد، يقول جيبسون: "الحقائق الأساسية المحيطة بوفاتها واضحة جدًا: كانت في الفندق الباريسي مع الفايد، وأرادا الهروب من المصوّرين؛ فخطّط حارسهما الشخصي والسائق للخروج من المدخل الخلفي للفندق، والابتعاد بسرعة للتخلّص من المصوّرين. لكنّ السائق بول هنري كان مخمورًا، ويتعاطى المخدرات، وهو ما أضعف قدرته على القيادة بسرعة، وبالتالي كان يقود بشكل متعرّج، وبسرعة كبيرة؛ فاصطدمت السيارة بشكل مأساوي بالخرسانة الموجودة داخل النفق، ما أدى إلى وفاتها مع الفايد".

في المقابل، يقول رجب: إن الجميع يشكّون في أن يكون مقتلها مجرد حادث، مضيفًا أنه عندما يتمّ "التخطيط لمثل هذا العمل، فإن المنفّذين عادة ما يكونون من المتخصّصين، والمحترفين الذين لا يتركون أي أثر خلفهم".

ويوضح أن الشاهدين على الحادث هما: الحارس الذي التزم الصمت حتى بعد تعافيه من الإصابة، والذي إن طُلب للشهادة في المحكمة، سيكون هناك سبب لمنعه من تقديم شهادته، إضافة إلى سائق السيارة التي كانت في النفق لحظة حدوث الحادثة، والذي وُجد مقتولًا لاحقًا في سيارته على أحد الشواطئ الفرنسية.

اتهامات ومؤامرة

بعد الوفاة، سرعان ما أُطلقت اتهامات ضد وكالة المخابرات البريطانية، وضد دوق إدنبرة الأمير فيليب (زوج الملكة الراحلة إليزابيث الثانية).

وفي هذا الإطار، يقول ليس: "بعض التصريحات التي أدلى بها محمد الفايد خلال السنوات التي أعقبت وفاة ابنه، كانت فظيعة وغير مقبولة، حيث اتهم الأمير فيليب (زوج الملك الراحلة إليزابيث الثانية)، بالوقوف وراء مقتل ابنه والأميرة ديانا من دون دليل"، مضيفًا أنه كان قادرًا على تقديم تلك المزاعم ضد الأمير فيليب لأن المحاكم البريطانية لا تقاضي الشخص على أقواله.

بدوره، ينفي جيبسون أن تكون المخابرات البريطانية متورّطة بقتل الأميرة ديانا. ويقول: "أنا أعرف وكالات الاستخبارات في هذا البلد جيدًا، وأنا أفهم بوضوح كيف يتمّ التحكّم بهم، وكيف تتمّ المشاركة الوزارية في تلك المسألة، لذلك أجد أنه من غير المعقول أن تكون المخابرات متورّطة بأي شكل من الأشكال في مؤامرة لقتل ديانا".

ويضيف أن الأميرة ديانا "أحرجت العائلة المالكة، ولهذا السبب قد يرى البعض أن السلطات البريطانية ربما أرادت إزالتها من المشهد".

بدوره، يقول كلود جاريك الصديق المقرّب للسائق هنري بول: "أعتقد أنه تمّ اتهامه ظلمًا، لقد وُصف بأنه مدمن على الكحول، إلا أنه لم يكن كذلك، بل كان شابًا موهوبًا حصل على جائزتين من المعهد الموسيقي للبيانو، وكان طيارًا ماهرًا ولديه رخصة طيران"، مشيرًا إلى أنه يثق بأن "بول كان يملك القدرة على القيادة ليلًا وبسرعة 250 كيلومترًا في الساعة، وحتى في الظروف الممطرة والرياح".

لطالما كانت الأميرة ديانا هدفًا للصحافيين والمصوّرين - غيتي
لطالما كانت الأميرة ديانا هدفًا للصحافيين والمصوّرين - غيتي

إصرار الفايد على التحقيق

وأصرّ محمد الفايد على إثارة قضية مقتل ابنه بين فترة وأخرى، متهمًا الأسرة المالكة بالوقوف وراء تدبير مقتلهما.

وفي هذا الإطار، يقول جيبسون: إن محمد الفايد كان مصمّمًا على معرفة الحقيقة، لذلك فقد "استنفد كل الجوانب القانونية المحتملة لديه، حيث إنه كان يبحث عن وسائل وأدلة من أشخاص عملوا معه في السابق، أو مع الأسرة المالكة، وجمع المعلومات لتكوين الرواية التي يريدها حول الحادث".

ويشير إلى أن محمد الفايد ادعى أن الأميرة ديانا كانت حاملًا، وأنها كانت تخطط مع دودي لتأسيس منزل وإنجاب طفل، ما دفع إلى إجراء فحص للدم في السيارة للتأكد من صحة الإدعاء، وإجراء مزيد من الفحص للسجلات الطبية، ولكن لم يكن هناك دليل يُشير إلى أنها حامل.

تعامل الأسرة الحاكمة مع الحادث

وعن تصرّف العائلة الحاكمة مع مقتل الأميرة ديانا، يوضح جيبسون أن العائلة المالكة "كافحت للتعامل مع الحادثة ضمن البروتوكول الخاص بهم، لأن ديانا لم تكن آنذاك أحد أفراد الأسرة، ولم يعرفوا كيف يتصرّفون".

ويؤكد أن "الحادث كان مأساويًا، ولا سيما أن الأميرة ديانا كانت امرأة جميلة واستحوذت على قلوب الناس، وماتت بسن مبكر، فشعر الناس بالحزن فعلًا".

ويقول: "بينما حضر 750 مليون شخص زفافها، فإن 2.5 مليار شاهدوا جنازتها لأنها كانت تتمتّع بتأثير كبير، وهو أمر لا يزال مستمرًا حتى يومنا هذا، بدليل أنه بعد 25 عامًا من وفاتها المأساوية، ما زلنا نتحدث عنها".

ويضيف: "تشارلز متزوّج من الملكة القرينة، لأن العائلة المالكة شعرت أن الشعب البريطاني لن يقبل بكاميلا ملكة، وهذه نتيجة مباشرة لإرث ديانا".

"النفاق" الإعلامي

وعن دور الإعلام البريطاني، يقول ليس: إن وسائل الإعلام البريطانية كانت في حالة هستيرية تمامًا عند وفاة ديانا، لكنه يشير إلى "حالة من النفاق الإعلامي، حيث وضعت وسائل الإعلام تفاصيل حميمية عن حياتها الخاصة على صفحاتهم الأولى، وفجأة اضطروا إلى تغيير لهجتهم والتكيّف مع شعور الحزن الذي يعمّ الجمهور، وبالتالي تغيير كل التغطية السلبية والقاسية وتحويل ديانا إلى قديسة".

ويعتبر أن ديانا "كانت إنسانة ولها عيوبها، ولم تكن تستحق أن يلاحقها المصورون خلال حياتها، كما لم تكن تستحق أن ترقّى إلى مرتبة القداسة بعد وفاتها"، على حدّ وصفه.

علاقة آل الفايد بالعائلة المالكة

وعن علاقة عائلة الفايد بالأسرة الحاكمة، يقول رجب: إن الفايد بدأ علاقته مع الأسرة المالكة، وغيرها من الشخصيات المهمة حول العالم، بعد شرائه متاجر "هارودز"، رغم الاعتراض البريطاني على بيعها لشخص أجنبي.

في المقابل، ينفي جيبسون وجود أي علاقة بين الأسرة المالكة والفايد قبل علاقة دودي والأميرة ديانا.

ويقول جيبسون إنه بمجرد أن أصبحت ديانا ودودي حبيبين، حرصت العائلة المالكة على الابتعاد عن أميرة القلوب، وكان عليها التعامل مع حقيقة أنها والدة الأميرين وليام وهاري، وغيّرت لقبها من أميرة ويلز، إلى "ديانا. أميرة ويلز"، وهو ما يعني أنها لم تعد جزءًا من العائلة المالكة.

عنونت الصحف: "أظهري لنا أنك تهتمين"
عنونت الصحف: "أظهري لنا أنك تهتمين"- غيتي

هل من أدلة جديدة؟

عام 2008، خلص التحقيق البريطاني، على غرار التحقيق الفرنسي، بأن القتل غير العمد ناجم عن تصرفات سائق السيارة في تلك الليلة.

ويقول جيبسون في هذا الإطار: "على الرغم من حزنه على ولده، أقدّر أن محمد الفايد اكتفى بنتائج هذا التحقيق، ولم يُرد إشراك الأميرين وليام وهاري في الأمر بعد ذلك".

ويضيف أنه بالنظر إلى حجم التحقيقات التي أُجريت بين عامي 2004 و2008، فمن غير المحتمل أن تظهر معلومات جديدة حول مقتل الأميرة ديانا ودودي الفايد.

وبينما يحرص الأمير هاري على الترويج لكتابه، الذي ألمح إلى تضمّنه معلومات عن والدته، يعرب جيبسون عن اعتقاده أن الكتاب "سيكشف معلومات شخصية لا نعرفها، لكن من دون معلومات جديدة حول مقتلها".

وتريفور ريز جونز، الذي كان يعمل حارسًا شخصيًا لعائلة الفايد، هو الشخص الوحيد الذي نجا من الحادث المروّع. وفي وقت لاحق، قال: إن آخر ما تذكره هو ركوب السيارة في فندق الريتز، مما يعني أن هناك 4 دقائق مفقودة من ذاكرته.

وفي مقابلة عام 2000، قال ريز: "أنا الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يخبر الناس بالحقيقة، لكن لا يمكنني تذكر ذلك. سيكون من السهل جدًا لو كنت أتذكر ما حدث خلال هذه الدقائق، عندئذ أستطيع أن أقول للناس تلك الحقيقة، وتنتهي كل نظريات المؤامرة حول أحداث تلك الليلة".

ولا يُعرف حتى اليوم، ما الذي حدث خلال تلك الدقائق الأربع.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close