رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية، التماسًا قدّمته عائلات عدد من المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية، يطالب الحكومة بإعادة تزويد قطاع غزة بالكهرباء، وذلك عقب القرار الذي جرى اتخاذه الشهر الماضي بوقف الإمداد عن القطاع الذي يعاني وضعًا إنسانيًا صعبًا مع تجدّد عدوان الاحتلال.
ورفض القاضي أليكس شتاين، أمس الخميس، الالتماس بشكل قاطع، مشيرًا إلى أن المسألة ليست خاضعة للمراجعة القضائية وتقع بالكامل ضمن صلاحيات القيادة السياسية.
وقال القاضي: "إسرائيل ليست ملزمة بتزويد غزة بالكهرباء".
غزة بلا كهرباء ولا مساعدات
من جانبه، أوضح نائب رئيس المحكمة القاضي نوعام سولبرغ، أن مجرّد النظر في الالتماس ينطوي على خطر الإيحاء بأن القضية قابلة للنقاش القانوني.
بدوره، أبدى وزير الطاقة إيلي كوهين، سعادته حيال قرار المحكمة العليا، وقال في منشور عبر منصة "إكس"، قال كوهين: "سعيد بأن الالتماس الذي طالب بإجباري على إعادة الكهرباء رُفض فورًا".
وأضاف أن "القرار الذي قُدته بقطع الكهرباء عن غزة قرار صحيح أمنيًا وأخلاقيًا"، على حد زعمه.
وادعى كوهين، أن "استمرار الضغط المتزايد على حماس فقط يساعد في إعادة المختطفين، وسيضمن ألّا تكون حماس في غزة في اليوم التالي (للحرب)".
وفي 9 مارس/ آذار الماضي، أوقفت إسرائيل، تزويد قطاع غزة بالكهرباء، بعد خرقها اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حماس، واستئنافها حرب الإبادة على القطاع.
وفي أعقاب ذلك، تقدمت منظمات حقوقية إسرائيلية وعائلات محتجزين في قطاع غزة، بالتماسات إلى المحكمة العليا لإعادة تزويد قطاع غزة بالكهرباء.
ويغدي الخط الكهربائي الوحيد بين إسرائيل وغزة محطة تحلية المياه الرئيسية في القطاع التي تخدم أكثر من 600 ألف شخص.
ويعوّل سكان غزة على الألواح الشمسية والمولدات للحصول على الكهرباء.
وكانت شركة توزيع الكهرباء في غزة، قالت قبل شهرين إن الاحتلال الإسرائيلي تعمّد تدمير المباني والمستودعات والآليات التابعة لها، مشيرة إلى فقدانها 80% من معداتها وقدرتها خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وفي حديث سابق للتلفزيون العربي من دير البلح وسط قطاع غزة، أشار مسؤول العلاقات العامة في شركة توزيع الكهرباء محمد ثابت إلى أن 70% من شبكات توزيع الكهرباء في قطاع غزة مدمرة، كما أن 90% من مستودعات ومخازن شبكة توزيع الكهرباء دمرت بشكل كامل.
غزة تدخل في حالة "مجاعة"
بدورها، أعلنت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، دخول قطاع غزة في حالة "المجاعة" بعد نفاد مخزون الغذاء والدواء والوقود، مطالبة بتدخل دولي من أجل وقفها.
وقالت الشبكة في بيان: "قطاع غزة دخل مرحلة متقدمة من المجاعة بعد نفاد الأغلبية الساحقة من مخزونات الغذاء والمساعدات الطبية والوقود ومواد النظافة، وتوقف عمل المخابز وكثير من المطابخ المجتمعية".
وطالبت الشبكة، السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة، بإعلان قطاع غزة منطقة مجاعة، وتَحمُّل كافة الأطراف مسؤولياتها تجاه هذه "الكارثة غير المسبوقة".
كما طالبت "بتدخل دولي لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وفتح كافة معابر قطاع غزة، وضمان وجود ممرات إنسانية آمنة لإدخال المساعدات الإنسانية والطواقم الطبية والإغاثية".
شهداء جدد في شمال وجنوب غزة
ميدانيًا، استشهد 5 فلسطينيين بقصف إسرائيلي على منزل بحي المحطة وسط خانيونس جنوبي قطاع غزة وفق ما أفاد مراسل التلفزيون العربي.
كما استهدفت غارة منطقة قيزان النجار جنوب المدينة ذاتها فجرًا.
وليلًا عمل جيش الاحتلال على نسف مربع سكني غرب مدينة رفح جنوبي القطاع.
وشمال القطاع، استشهد وأصيب عدد من الأشخاص في غارة على منزل في جباليا النزلة. وفي بيت لاهيا، سقط شهداء وجرحى باستهداف مواطنين فجر اليوم.
وكان رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أعلن استأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/ آذار الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفًا في حكومته اليمينية.
في وقت سابق أمس الخميس، أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، ارتفاع حصيلة الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى "50 ألفًا و886 شهيدًا و115 ألف و875 إصابة".